وفد "فتح" في القاهرة... و"حماس" تحذر من توجه جديد

وفد "فتح" في القاهرة... و"حماس" تحذر من توجه جديد

17 سبتمبر 2018
تأكيدات على لقاء عباس بالسيسي (Getty)
+ الخط -


يصل اليوم الإثنين إلى القاهرة وفدٌ من حركة "فتح"، برئاسة عضو اللجنتين المركزيتين في السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، عزام الأحمد، للقاء رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري اللواء عباس كامل ومسؤولي الملف الفلسطيني في الجهاز. ويضمّ الوفد الفلسطيني إلى جانب الأحمد، أعضاء اللجنة المركزية، روحي فتوح، وحسين الشيخ، ومحمد أشتيه.

وقالت مصادر بحركة "فتح"، في تصريحات خاصة، إن الزيارة جاءت بعد تراجُع القاهرة عن التصريحات الخاصة باستكمال مفاوضات التهدئة مع إسرائيل، سواء بحضور "فتح" أو في غيابها، مؤكدة أن الحركة "حصلت على تعهّدات مصرية بالسير في اتفاق المصالحة الداخلية وإتمامها بصورة تُرضي قيادة السلطة الفلسطينية، وتقارب وجهات النظر بين الأطراف كافة".

وكشفت المصادر أن أولى خطوات الجانب المصري لتحقيق تلك التعهدات تمثّلت في لقاء وفود الفصائل على حدة، لتفكيك موقف حركة "حماس" التي تصدرت المشهد، كراعيةٍ لباقي فصائل قطاع غزة، بحيث تمّ طرح النقاط الخلافية التي تعترض عليها "فتح" على كل فصيل على حدة، ومحاولة التوصل إلى صيغة قريبة، ليتمّ بعد ذلك جمع الفصائل كافة في اجتماع موسع بالقاهرة، وليس من خلال اجتماع ثنائي بين "حماس" و"فتح" فقط.

وشددت المصادر على إجراء لقاء بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي قبل انطلاق اجتماعات الأمم المتحدة، موضحة أنه إذا لم يجر اللقاء في القاهرة قبل توجه عباس إلى نيويورك، فسيتم ترتيبه في المدينة الأميركية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.


من جهتها، حذّرت مصادر قيادية في "حماس" مما سمته بـ"توجه جديد"، يحمل بنوداً "من المستحيل" الموافقة عليها، ووُضعت خصيصاً لتكون بمثابة عصا في ترس المشاورات الجارية، بهدف تفخيخ الأوضاع في قطاع غزة وجرّه إلى حرب جديدة.

والتقى المسؤولون في جهاز الاستخبارات المصرية بوفدين منفصلين من "الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية"، في وقت من المنتظر أن يلتقوا كذلك وفداً من حركة "الجهاد الإسلامي"، بقيادة الأمين العام للحركة رمضان شلح، بعد زيارة وفد "فتح".

وقالت المصادر القيادية بـ"حماس" إنه بعد لقاء وفد حركة "فتح" بقيادة الاستخبارات المصرية، "سنرى هل لا يزال هناك تمسك بالبنود المستحيلة أم لا"، مؤكدة أن الحركة "لها خياراتها الأخرى التي من شأنها إجبار الاحتلال على مسار التهدئة".

ولفتت المصادر إلى أن "هناك خلافاً حاد هذه المرة في المفاوضات، وللأسف هو متعلق بالمبدأ، وليس التكتيكات"، مؤكدة أنه "للمرة الأولى، يصل الخلاف إلى طريق مسدود، ظناً أن حماس مكتوفة الأيدي، وأنها ستنتظر حتى يتم التهام سلاح المقاومة من جانب الاحتلال"، مضيفة أن "حماس في هذه اللحظة أقوى كثيراً مما مضى، وتملك من الخيارات والأدوات ما يجعلها عصيّة على التجاوز والكسر".

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد أكدت في بيان، عقب اجتماعها الأخير برئاسة عباس في رام الله يوم السبت الماضي، دعمها الكامل للجهود التي يبذلها المسؤولون في مصر، لتنفيذ شامل وغير مُجزّأ لاتفاق عام 2017، الذي صادقت عليه الفصائل الفلسطينية كافة.

وكانت الحركتان قد وقّعتا في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، في القاهرة اتفاقاً للمصالحة، يقضي بتمكين حكومة الوفاق من إدارة شؤون غزة، وكذلك الضفة الغربية، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بشأن بعض الملفات.‎

وشددت اللجنة التنفيذية على "رفض الحلول المجتزأة والانتقالية أو أي اتفاقات بين فصيل وسلطة الاحتلال (إسرائيل) حول أي موضوع، وعلى رفضها المُطلق لمحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، مهما كان المسمى وتحت يافطة وغطاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وإزالة الحصار الإسرائيلي عنه بأشكاله كافة".

وكانت فصائل فلسطينية قد أجرت، قبيل عيد الأضحى، مشاورات مع الجانب المصري في القاهرة بشأن مقترح للمصالحة بين "حماس" و"فتح"، ووقف إطلاق النار مع الاحتلال، وتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة.