في ذكرى هجوم بن قردان: وعود التنمية مؤجلة

في ذكرى هجوم بن قردان: وعود التنمية مؤجلة

06 مارس 2017
"داعش" كان يسعى لإقامة "إمارة" بالمنطقة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تحلّ الذكرى الأولى للهجوم على مدينة بن قردان، الواقعة جنوب تونس، والذي هدف إلى "إقامة إمارة لـ"داعش"، بالتزامن مع تنظيم العديد من الفعاليات، التي تختتم غدا الثلاثاء 7 مارس/آذار، بحضور رئاستي الجمهورية والحكومة، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية. 

وفي السياق، تحدث عضو هيئة تنظيم الذكرى الأولى لأحداث بن قردان، مبروك السياري، لـ"العربي الجديد"، عما وصفها بـ"الملحمة البطولية التي قادها أعوان الأمن والجيش والمواطنون"، مشددا على أنها "كانت استثنائية وبطولية"، مبينا أنّ "إحباط المخطط الإرهابي الذي استهدف المنطقة يومها لم يكن في صالح بن قردان فقط، وإنما لتونس والتونسيين ككل".

وأوضح السياري أنّ إحياء ذكرى الأحداث يأتي في سياق التشديد على أن "بن قردان كانت حصنا منيعا، وأنها ليست حاضنة للإرهاب وللإرهابيين، بل قاومته"، مشيرا إلى "تدشين نصب تذكاري يضم أمنيا وعسكريا ومواطنا وهم يحملون شعلة 7 مارس، والتي سيتم وضعها في مدخل المدينة".


وأشار إلى أن العديد من الشخصيات السياسية والوزراء ونواب عن الجهة ومبدعين ومثقفين وممثلين عن المجتمع المدني سيشاركون في اختتام التظاهرة.

وبيّن عضو هيئة تنظيم الذكرى الأولى لأحداث بن قردان أنه "رغم مضي عام على الأحداث لم يتحقق أي شيء للجهة"، معتبرا أن "كل ما تلقته المنطقة لم يخرج عن إطار الوعود، ولكن من المنتظر أن يتم الإعلان عن عدد من المشاريع الهامة لفائدة الجهة في اختتام الأحداث في 7 مارس"

وأفاد أنهم اختاروا أن يكون إحياء ذكرى أحداث بن قردان عبر تنظيم أنشطة وعروض، انطلقت في الثاني من الجاري وتختتم غدا الثلاثاء، موضحا أنه "تم تخصيص العديد من الفضاءات التنشيطية والثقافية، ومنها عرض فرجوي ملحمي، وعدة ندوات حول "الاستثمار والتنمية" و"آليات حماية الشباب من خطر التطرف والإرهاب".

وقال النائب عن حركة "النهضة"، عامر لعريض (من أبناء المنطقة)، لـ"العربي الجديد"، إن تاريخ 7 مارس هو "تاريخ انتصار بن قردان على الإرهاب"، مبينا أنهم يشتغلون رفقة مكونات من المجتمع المدني على الإعداد لمهرجان سنوي سيطلق عليه اسم "مدن ضد الإرهاب"، وسيتم  في الدورة القادمة دعوة المدن التي تعرضت لهجمات إرهابية، مثل نيس الفرنسية، وبرلين وإسطنبول.


وأضاف لعريض أن "هذه الذكرى هي مناسبة لتذكر عائلات شهداء وجرحى مواجهات بن قردان"، مبينا أن "بن قردان منطقة تحتاج إلى التنمية وإلى المشاريع".

وتحوّل إلى بنقردان، صباح اليوم الاثنين، رئيس الحكومة، يرافقه وفد وزاري كبير، يشمل وزارات التجهيز والنقل والسياحة والفلاحة والتنمية المحلية والشؤون الاجتماعية والصناعة والتشغيل والصحة. 

وينتظر الإعلان عن مشاريع جديدة، بالإضافة إلى معاينة مشاريع سبق أن جرى إطلاقها.

 يذكر أن  بن قردان تعرضت لهجوم في 6 مارس من العام الماضي نفذته عناصر منتمية لتنظيم "داعش"، وأسفر عن القضاء على 49 مسلحاً والقبض على 9 آخرين، في حين استشهد 18 من مدنيين وعسكريين وأمنيين.

وتعرف المدينة صعوبات اجتماعية واقتصادية كبيرة دفعت الأهالي إلى الإضراب العام والاعتصام عدة مرات، خصوصا بعد الاضطرابات التي يعرفها المعبر الحدودي مع ليبيا راس جدير، بسبب المشاكل التي تتخبط فيها الجارة الشرقية، التي تعتبر المصدر الأساسي لعيش عدد كبير من عائلات المدينة في ظل غياب وسائل تنمية أخرى منذ عقود.