ائتلاف "دعم مصر" يحاصر المعارضة وأزمة بانتخابات لجان البرلمان

ائتلاف "دعم مصر" يحاصر المعارضة وأزمة بانتخابات لجان البرلمان

10 سبتمبر 2016
ينعقد البرلمان مطلع أكتوبر المقبل (الأناضول)
+ الخط -



يواجه ائتلاف "دعم مصر" صاحب اﻷغلبية داخل مجلس النواب المصري، أزمة في بداية دور الانعقاد الثاني المقرر مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد فضّ دور الانعقاد اﻷول بخطاب من الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي.

وتتمثل هذه اﻷزمة في انتخابات رئاسة اللجان النوعية بالبرلمان، البالغ عددها 25 لجنة وفقاً للائحة الجديدة للمجلس، بسبب وجود صراع بين عدد من أعضائه على هذا المنصب البرلماني. وعكس هذه الخلافات الداخلية، تتصاعد أصوات داخل الائتلاف بضرورة زيادة حصة عدد اللجان الممنوحة لحزبي المصريين اﻷحرار والوفد، كنوع من الترضية لعدم اتساع رقعة المعارضة داخل البرلمان، باعتبارهما من أكثر اﻷحزاب حصداً للمقاعد، مع العلم بأن "دعم مصر" حصد رئاسة 16 لجنة نوعية برلمانية في دور الانعقاد الثاني، في مقابل 9 لجان أخرى، وهي ثلاث لجان للمصريين اﻷحرار وثلاث أيضاً لحزب الوفد، فضلاً عن ثلاث لجان لصالح نواب مستقلين.

في هذا السياق، كشف مصدر برلماني في ائتلاف "دعم مصر" عن وجود أزمة داخل مجلس النواب بشأن انتخابات رئاسة اللجان النوعية مع بداية دور الانعقاد الثاني، سواء داخل الائتلاف أو مع أحزاب أخرى ذات أعداد كبيرة نسبياً. وقال المصدر البرلماني لـ "العربي الجديد"، إن "هناك أزمة داخل ائتلاف دعم مصر في موضوع رؤساء اللجان في دور الانعقاد الثاني، المقرر في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، خصوصاً في ظل رغبة بعض رؤساء اللجان الحالية الاستمرار في مناصبهم".

وأضاف أن "هناك خلافات كبيرة داخل ائتلاف اﻷغلبية على توزيع رئاسة اللجان بين قيادات وأعضائه، تحديداً في ظل انتظار قائمة طويلة من أن يصيبها الدور في دور الانعقاد الثاني لتولي رئاسة أو وكالة بعض اللجان، وهو ما سيتم التطرّق إليه في اجتماع عقب عيد اﻷضحى". وتابع أن "اﻷزمة تكمن في تمسّك بعض رؤساء اللجان من ائتلاف دعم مصر بالترشح للمرة الثانية في دور الانعقاد الثاني، وهو ما قد يُسبّب مشكلة، نظراً ﻷن بعض الشخصيات حصلت على وعود بتولي الرئاسة بالتناوب في كل دور انعقاد". وتوقع المصدر، أن "يتم حسم الخلافات داخل الائتلاف من خلال إتاحة الفرصة لعقد ما هو أشبه بمجمع انتخابي، مثلما حدث في بداية دور الانعقاد على منصب رئيس البرلمان والوكيلين".



وأشار إلى أن "هناك أزمة خارج الائتلاف تتمثل في وجود اتجاه لإتاحة الفرصة بالتنسيق مع أحزاب المصريين اﻷحرار والوفد لحصد عدد أكبر من اللجان عن حصتهم في دور الانعقاد اﻷول، تحقيقاً لنوع من التوازن".
كما لفت إلى أن "هذا الاتجاه يتزايد تحقيقاً لمزيد من الاستقرار داخل البرلمان، وإفشال أية محاولة لاتساع قاعدة المعارضة، حتى لا يضم نواب هذين الحزبين إلى تكتل 25 ـ 30، وهو ما سيخلّف حالة من الممانعة الشديدة لتوجهات النظام الحالي، وهذا أمر لم يُقرّر بعد".

وشدّد على أن "هذا الاتجاه سيتم حسمه بعد إجازة عيد اﻷضحى، حتى ما إذا تم الاستقرار عليه بشكل نهائي سيتم فتح خطوط اتصال وعقد اتفاقات داخل كل لجنة على حدة، لكن لا ينفي وجود جس نبض للأحزاب صاحبة كتلة النواب الكبيرة".

وحول إجراء انتخابات رئاسة ائتلاف اﻷغلبية، أوضح المصدر أن "هذا اﻷمر سيتم حسمه خلال الاجتماع المشار إليه بعد العيد، للانتهاء من هذه الجزئية التنظيمية، وإن كان اﻷمر ليس محسوماً مثلما كان في فترة اللواء، سامح سيف اليزل، باعتباره الشخصية التي أسست قائمة في حب مصر، وانبثق عنها الائتلاف".

وتنذر المعلومات المتداولة حول رغبة عدد من قيادات الائتلاف في خوض انتخابات رئاسته، وهم سعد الجمال الرئيس الحالي بعد وفاة اليزل، واﻷمين العام للائتلاف طاهر أبو زيد، والمتحدث الرسمي علاء عبد المنعم، فضلاً عن أسامة هيكل، بوجود أزمة مكتومة وصراعات داخلية.

ولكن المصدر ذاته لفت إلى أن "الجمال اﻷقرب إلى منصب رئيس الائتلاف خلال الفترة المقبلة بموافقة أجهزة أمنية، وإن كانت عليه بعض الاعتراضات في طريقة التوجيه لأعضاء الائتلاف، على أن يتم منح الراغبين في منافسة الجمال مناصب قيادية وامتيازات".

وسبق لعبد المنعم أن أكد في تصريحات صحافية سابقة أن "انتخابات رئاسة الائتلاف ستجرى في شهر سبتمبر/أيلول الحالي، قبل بدء دور الانعقاد الثاني". وقال إن "الانتخابات ستشرف عليها لجنة من داخل الائتلاف برئاسة أكبر اﻷعضاء سناً، لوضع ضوابط العملية الانتخابية الداخلية".

المساهمون