النظام يواصل قتل المدنيين بالغوطة... ومشاورات فرنسية لتطبيق الهدنة

النظام يواصل قتل المدنيين في الغوطة... ومشاورات فرنسية بشأن احترام تطبيق الهدنة

03 مارس 2018
النظام السوري يواصل خرق الهدنة (عمار سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

في خرق جديد للهدنة، قُتل 15 مدنياً وأصيب العشرات اليوم السبت، بقصف جوي وصاروخي لقوات النظام السوري وروسيا، على غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، فيما أجرى وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، سلسلة اتصالات للتشاور حول كيفية احترام تطبيق الهدنة التي أقرّها مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، ولم يتم تنفيذها على الأرض.

وأوضح مصدر في الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" أن خمسة مدنيين قتلوا بقصف جوي على بلدة المحمدية في منطقة المرج، فيما قُتل أربعة آخرون، بقصف مماثل على مدينة حرستا.

كذلك أشار إلى أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب أربعة من كوادر الدفاع المدني، من جراء قصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة دوما، كذلك قتلت امرأة وطفلتان وجرح العشرات بقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام، على الأحياء بين مدينتي دوما ومسرابا.



وبيّن المصدر أيضاً أن طفلة نازحة من حي القابون قُتلت بقصف على الأحياء السكنية في بلدة بيت سوى.

ويأتي هذا القصف كخرق جديد للهدنة التي أقرّها مجلس الأمن في سورية، ومدتها 30 يوماً، والهدنة التي أعلنت عنها روسيا، 5 ساعات يومياً.

وبحسب الدفاع المدني، فإن 697 مدنياً قتلوا في هجمات النظام السوري وداعميه على الغوطة الشرقية بين 19 فبراير/ شباط الماضي و2 مارس/ آذار الجاري، وبهذا يرتفع عدد المدنيين القتلى في الغوطة إلى 707 مدنيين في الأيام الـ13 الأخيرة.

إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، سلسلة اتصالات، شملت نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، لبحث كيفية ممارسة ضغوط من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية.



كذلك تشاور الوزير الفرنسي مع نظيريه التركي مولود جاووش أوغلو، والسعودي عادل الجبير، ومن المقرّر أن يتصل أيضاً بنظرائه الألماني والبريطاني والأردني، بحسب ما أعلنت أوساطه. وأوضحت المصادر نفسها، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، أن "الأمر يتعلّق بمتابعة قرار مجلس الأمن الدولي (حول هدنة من ثلاثين يوماً) لم يتم تطبيقها فعلياً على الأرض، وتحديد الاحتمالات للأيام المقبلة".

وكان لودريان قد قدّم سلسلة اقتراحات عملية، خلال زيارة قام بها لموسكو الثلاثاء، لضمان تطبيق الهدنة.

وتطالب فرنسا باعتراف النظام السوري بالهدنة وبأن يسهل دخول قوافل إنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية التي تُسيطر عليها فصائل معارضة، مع إجلاء الجرحى ذوي الإصابات الأكثر خطورة. وسينقل لودريان الرسالة نفسها خلال زيارته الإثنين لطهران، وقد شدّدت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية على أن "الزيارة ستكون أيضاً فرصة لتذكير الإيرانيين بمسؤوليتهم إزاء الوضع في سورية".

مناشدة لإنقاذ المدنيين في الغوطة

من جهتها، ناشدت مديرية صحة دمشق وريفها أطباء العالم أجمع، من أجل تقديم يد المساعدة للمدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة، بكل ما يملكون من وسائل وفق ما تمليه عليهم إنسانية المهنة.

ورحّبت المديرية في بيان بأي جهد يصب في مصلحة تحسين الوضع والحالة الطبية والإنسانية في الغوطة، مؤكدة استمرار كوادرها في تقديم الخدمات الطبية بما تملك من إمكانات.

وأوضح البيان أنه منذ عشرة أيام تتعرّض الغوطة الشرقية لحملة إبادة جماعية، تعتبر الأشد بين حملات سابقة عدة، في ظل حصار صارم دام خمس سنوات مضت، والهجمة الوحشية تستهدف الحياة المدنية بكل أشكالها.

وأضاف أن القصف استهدف البنى التحتية والشوارع والأسواق والأبنية السكنية والملاجئ، وصولاً إلى معظم المستشفيات والمراكز الطبية العاملة ضمن حدود الغوطة وبشكل متعمد ومباشر لأكثر من مرة، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي.

وأشارت المديرية إلى أنها تستنزف بشكل يومي، في ظل تردي الوضع الإنساني ووصوله لأدنى مستوياته، فيما تستمر طواقم العمل الطبي وكوادره باستقبال عشرات الجرحى والقتلى يومياً وبدون توقف على مدار اليوم ليلاً ونهاراً، بالتزامن مع النقص الحاد في المستلزمات والمعدات الطبية والأدوية.