ملاحظات حول الإقامة الكويتية لريكس تيلرسون وجولته الخليجية

ملاحظات حول الإقامة الكويتية لريكس تيلرسون وجولته الخليجية

10 يوليو 2017
تيلرسون وصل إلى الكويت آتياً من إسطنبول(مانديل نغان/فرانس برس)
+ الخط -

تبدو كلّ التفاصيل المرتبطة بالجولة الخليجية لوزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون، شديدة الأهمية، أو على الأقل حمّالة رسائل وملاحظات. جولة تيلرسون هي الثانية له إلى المنطقة، منذ تعيينه في منصبه، مطلع العام الحالي، وبعد قمة الرياض التي عُقدت قبل يومين فقط من انطلاق الحملة الإعلامية في البداية ضد دولة قطر في 24 مايو/أيار الماضي. قمة أو بالأحرى قمم، يعتبر كثيرون أن ما جرى خلالها من لقاءات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع حكام السعودية والإمارات خصوصاً، هو ما أطلق صافرة بداية الحملة ضد الدوحة.

لا خلاف على أن اختيار تيلرسون الكويت، التي وصلها قبل قليل آتياً من تركيا، مقراً لإقامته التي تستمر حتى يوم الخميس في المنطقة، بحسب ما أوضحه بيان وزارة الخارجية الأميركية، وسبق أن كشفه "العربي الجديد" مساء الأحد، هو أبرز ما يمكن تسجيله حول الجولة، بغض النظر عما ستؤول إليه من نتائج في حال كان يحمل بالفعل "أفكاراً جديدة" لحل الأزمة الخليجية.

أفكارٌ لا يُتوقع أن تغرد بعيداً عن جهود أمير الكويت التي استعجل حكام محور الرياض ــ أبو ظبي ــ القاهرة ــ المنامة إعلان وفاتها يوم الخميس الماضي، وهو ما سارعت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان مسؤولين فيها، إلى إبطال مفعولها عملياً، عندما شددت التصريحات الأميركية الرسمية على دعم الوساطة الكويتية. دعم كان مشتركاً في كلام الضيف الغربي الآخر الذي زار الدول المعنية بالأزمة الخليجية قبل أيام، وهو وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الذي أمل في وقف الحصار على قطر من جهة، وتمسك بأهمية الوساطة الكويتية من جهة ثانية، وهو كلام، في شقيه، لم ينل إعجاب مسؤولي دول الحصار ولا إعلامهم.

ثمّ إن اختيار تيلرسون للكويت، أي دولة الوساطة، مقراً ليبيت فيه لياليَ ثلاثاً، وينطلق منها إلى الرياض ثم الدوحة، ويعود إليها، يوجه رسالة واضحة إلى أطراف الأزمة مفادها أن رئيس الدبلوماسية الأميركية شديد الحياد بين الطرفين، وأنه لا يرغب أن يُحسب عليه أنه بات ليلة واحدة في إحدى الدول المعنية مباشرة بالحملة، أي السعودية وقطر، بما أن الجولة لن تشمل دولة الإمارات، وهي ملاحظة ثانية يمكن التوقف عندها طويلاً. كما فعل جونسون، لن يتوجه تيلرسون إلى أبو ظبي، وهو ما يشير، مجدداً، إلى أن الإمارات تبقى المحرض الأول ولكنها ليست صاحبة القرار بالتصعيد أو التهدئة. ويبقى من غير المعروف ما إذا كان تيلرسون سيحذو حذو جونسون أيضاً في مسألة الاجتماع مع الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، أي مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، في السعودية.

لقد اكتفى البيان المقتضب الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول جدول أعمال جولة تيلرسون "المكوكية"، بالقول إنها "تسعى لتخفيف التوترات المتأججة"، مع حرص البيان على القول إن الوزير "سيستخدم الكويت كقاعدة لإقامته". ولم يوضح البيان، ولا التسريبات التي خرجت من لقاء الوزير الأميركي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، ما إذا كان مرور الرجل في الأراضي التركية، آتياً من أوكرانيا، مساء الأحد، يتعلق بالملف الخليجي أو أنه يتصل بعناوين خلافية كثيرة بين واشنطن وأنقرة، خصوصاً حول سورية والمليشيات الكردية هناك. لكن لمجرد انتقال تيلرسون من إسطنبول إلى الكويت، التي يزورها أردوغان قريباً، من ضمن جولة خليجية شاملة أيضاً، كل ذلك يجعل من ارتباط الملفات أمراً حتمياً، ويعزّز من فرضية أن الحملة ضد قطر تتجه إلى التجميد أو إلى التفاوض أو إلى التعليق، مؤقتاً على الأقل.