سورية: معارك عنيفة على بعد 5 كيلومترات من سراقب

سورية: معارك عنيفة قرب سراقب... وإسقاط مقاتلة روسية ومقتل قائدها

03 فبراير 2018
تحاول المعارضة صدّ هجوم النظام (عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل المعارك، بشكل عنيف، على الطريق الواصل بين بلدة أبو الظهور ومدينة سراقب، بريف إدلب الشرقي، شمال غرب البلاد، وسط محاولات تقدم من قوات النظام السوري باتجاه المدينة الواقعة على الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، يرافقها قصف يشنه طيران النظام وروسيا على قرى المدينة، في حين أكدت ووزارة الدفاع الروسية إسقاط إحدى طائراتها ومقتل قائدها.

وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إن المعارك تدور بشكل عنيف بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة، في محور تل الطوقان، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة سراقب، وسط قصف جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي على المدينة.

وأشارت المصادر إلى تقدم لقوات النظام في المنطقة على الطريق الواصل بين تل الطوقان ومطار أبو الظهور، فيما لا تزال المعارك مستمرة بهدف صد الهجوم عن تل الطوقان، وفي حال السيطرة على التل تكون الطريق مفتوحة أمام قوات النظام إلى سراقب.

وفي غضون ذلك، أسقطت قوات المعارضة السورية طائرة حربية عبر استهدافها بصاروخ حراري، في ريف إدلب الشرقي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مقاتلي المعارضة استهدفوا بصاروخ حراري طائرة كانت تقصف ريف إدلب، ما أدى إلى سقوطها ومقتل الطيار.

من جهته، كشف مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيار روسي الجنسية، وقتل فور وصوله الأرض، بسبب ارتطام رأسه بصخرة، ما أدى إلى تهشمه بشكل كبير".

وأشار إلى أن "الطائرة تابعة لسلاح الجو الروسي، وهي من طراز "سوخوي"، وكانت تقصف مناطق المواجهات شرق سراقب، بريف إدلب الشرقي".

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع الروسية خبر إسقاط طائرة حربية تابعة لها ومقتل الطيار، مشيرة إلى أن "المعلومات الأولية تؤكد أن مسلحين أسقطوا الطائرة بصاروخ محمول على الكتف".

وجاء في بيان نشرته الوزارة "تحطمت الطائرة الروسية "سو-25" عندما كانت تحلق فوق منطقة خفض التصعيد في إدلب"، مضيفة "قواتنا تعمل بالتعاون مع تركيا على إعادة جثة الطيار الروسي الذي قتل".



من جهتها، زعمت وكالة "سانا" الرسمية أن قوات النظام سيطرت على كامل قرية تل الطوقان، في حين نفت المصادر ذلك، مشيرة إلى أن المعارك لا تزال مستمرة لصد الهجوم.

كما زعم الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" سيطرة قوات النظام على تل ممو، في ريف حلب الجنوبي، بعد معارك مع "هيئة تحرير الشام".

وفي سياق متصل، شن الطيران الحربي الروسي، والطيران المروحي التابع للنظام السوري، غارات بصواريخ فراغية وبراميل متفجرة على قرى تل مرديخ وكفرعميم والشيخ إدريس والريان واسلامين وبجغاص والبليصة وأطراف مدينة سراقب.

وفي ريف حمص الشمالي، قصفت قوات النظام السوري بقذائف الهاون الأحياء السكنية في مدينة كفرلاها بمنطقة الحولة، كما استهدفت أطراف مدينة الرستن، ما أدى إلى مقتل شاب، بحسب ما أفاد به "مركز حمص الإعلامي".


إلى ذلك، قتلت "هيئة تحرير الشام"، اليوم السبت، مدنياً في بنش، شرق مدينة إدلب، خلال مداهمات نفذتها، على خلفية خروج تظاهرات شعبية في المدينة ضد الفصائلية، ونصرة لمدينة سراقب.


وكان ناشطون قد خرجوا، أمس الجمعة، في تظاهرات نصرة لمدينة سراقب، التي تتعرض لأعنف هجمة جوية، دعا فيها المتظاهرون الفصائل للتحرك ووقف تقدم النظام نحو المدينة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ "قوة من الهيئة داهمت منازل ناشطين واعتقلت عدداً منهم، كما أطلقت النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل شاب أمام منزله".

وكان نشطاء من محافظة إدلب، قد طالبوا، في بيان، هيئة تحرير الشام، في وقت سابق، بـ"وقف أي عمليات اعتقال، أو ملاحقة لنشطاء في مدينة بنش"، على خلفية الحشودات التي عززت فيها الهيئة حواجزها في المدينة.

وأوضح أنّه "في الوقت الذي تتصاعد فيه الصيحات الشعبية لجميع الفصائل لتعزيز الجبهات ووقف تمدد قوات النظام، فوجئنا بالأمس وبعد مظاهرة شعبية ضد الفصائل في مدينة بنش، بمحاصرة المدينة ليلاً من قبل هيئة تحرير الشام".

كما طالب البيان "هيئة تحرير الشام" بـ"وقف أي عمليات اعتقال في مدينة بنش واحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي، وتوجيه السلاح لرفد الجبهات ومساندة المدنيين والتخفيف عن معاناتهم".

وكانت مصادر محلية قد أفادت "العربي الجديد"، أن تنظيم "هيئة تحرير الشام" أرسل أرتالًا عسكرية تضم أسلحة ثقيلة، وطوّق مدينة بنش في ريف إدلب الشرقي، تمهيدًا لاقتحامها بهدف اعتقال ناشطين اتهموا التنظيم بالتقاعس في صد هجوم النظام على سراقب.

كما أشارت إلى أن الناشطين في مدينة بنش دعوا إلى تنظيم تظاهرة حاشدة، ظهر اليوم السبت، في وسط المدينة، للتنديد بتحرّك "هيئة تحرير الشام" باتجاه مدينتهم، في حين يواصل النظام عملياته باتجاه مدينة سراقب.

وتشهد محافظة إدلب قصفاً من قوات النظام وروسيا، بالتزامن مع عمليات عسكرية بهدف التقدم نحو مدينة سراقب، شرق إدلب، التي باتت تبعد عنها أقل من 10 كيلومترات.

ويتهم الناشطون "هيئة تحرير الشام" بتسهيل وصول قوات النظام السوري، والانسحاب أمام القوات المتقدمة من دون مقاومة، الأمر الذي أدى إلى وصول قوات النظام إلى مسافة أقل من عشرة كيلومترات من مدينة سراقب.