منع "البوركيني" في فرنسا.. قبح السياسة على الشاطئ

منع "البوركيني" في فرنسا.. قبح السياسة على الشاطئ

25 اغسطس 2016
ذا غارديان: مشهد نيس "قبيح" (تويتر)
+ الخط -


اعتبرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنّ قضية منع ارتداء "البوركيني" في فرنسا، تعكس "قبح المشهد السياسي"، وتطرح أسئلة جدية عن مدى شعور الجيل الثاني من المهاجرين بالاندماج في مجتمعهم، لاسيما بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وسلّطت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الخميس، الضوء على صور قيام أربعة عناصر من الشرطة بإجبار امرأة على خلع لباسها البحري على الشاطئ في مدينة نيس، معتبرة أنهّ مشهد يعكس ادعاء الدفاع عن حقوق المرأة، وفق معايير البعض، وبشكل يطرح التستر لأسباب دينية سواء على شاطئ البحر أو أثناء السباحة على أنّه "غير صحي"، أو "استفزازي"، أو "يتعارض مع القيم الفرنسية".

ووصفت الصحيفة الصور عن الحادثة بأنّها "منافية للعقل" و"قبيحة"، مشيرة إلى أنّها دليل على الفرق العميق بين ادّعاء القيم العليا المطروحة وبين عواقبها. وتساءلت عما إذا كانت الوسائل لمواجهة خطر "متخيَّل" يهدّد المجتمع الدولي، يجب أن تعتمد على جلب رجال شرطة مدجّجين بأسلحة متنوعة، لمجابهة امرأة واحدة تستجّم على الشاطئ.

وتساءلت الصحيفة، عن أي قيم تدافع السلطات الفرنسية وفق هذه الممارسات، مشيرة إلى أنّ مشهداً كهذا لا يعكس أي دفاع عن الليبرالية أو المساواة أو الإخاء، طالما أنّ أي امرأة ترغب بارتداء ما تريد كالبوركيني أو الحجاب أو أي لباس فضفاض، هي مُخيَّرة بين نزع ما تراه مناسباً لها، وبين خلع نفسها من المكان العام.


ورأت "ذا غارديان" في افتتاحيتها أنّ هناك جنوحاً في فرنسا من قبل اليمين نحو "رهاب الأجانب" و"الإسلاموفوبيا"، وتوجهاً أكبر نحو الاستقطاب السياسي في الفترة التي تسبق الانتخابات التمهيدية للأحزاب اليمينية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ خطاب زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي ماري لوبين، أفرز خطابات مشابهة، مثل إعلان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي هذا الأسبوع أنّه سيخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، متوعّداً بوضع إجراءات أكثر صرامة على الحجاب في المدارس والجامعات، وسن قانون يمنع لم شمل العائلات المهاجرة.

وتشير الصحيفة إلى أنّ بيان منع البوركيني في نيس من قبل البلدية يذكر الاعتداء الذي تعرّضت له المدينة الشهر الماضي، لكنه لا يأتي على ذكر أنّ العديد من ضحاياه الست والثمانين هم مسلمون.

هذا الهوس والتوجس من البوركيني، يبدو، بحسب الصحيفة، سبيلاً لصرف الانتباه عن الأسباب الاجتماعية والمعيشية المتعددة التي جعلت الجيل الثاني والثالث الشاب من المهاجرين يشعر بالحرمان والمظلومية، وحوّلتهم عرضة للتجنيد من قبل المتطرفين أو على الأقل تنفير الأغلبية منهم.

ورأت الصحيفة أنّ أعلى محكمة إدارية في فرنسا ستناقش غداً سنّ قانون منع ارتداء البوركيني، ما يعني أنّ "السياسيين يلقون بالعبء على النساء المسلمات لمنع جرائم الآخرين".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ القضية، التي يفترض أن تكون بسيطة، باتت معقّدة بسبب خلفيتها السياسية، خاتمة بالقول إنّه "من الواجب الدفاع عن حق المرأة بارتداء ما تراه مناسباً، ضد إجبارها، سواء على تغطية جسدها أو كشفه. أجساد النساء باختصار.. هو شأنهن".