تجدد المظاهرات الطلابية بالجزائر: رفض احتواء الحراك وادعاء تمثيله

تجدد المظاهرات الطلابية في الجزائر: رفض احتواء الحراك أو ادعاء تمثيله

03 مارس 2020
الطلاب يواصلون رفض إملاءات السلطة (العربي الجديد)
+ الخط -

تجددت في العاصمة الجزائرية وعدد من المدن الأخرى، اليوم الثلاثاء، مظاهرات الحراك الطلابي الـ 54، للمطالبة بانتقال ديمقراطي وإحداث تغيير سياسي ووقف الملاحقات القضائية كافة ضد الناشطين، وكذلك إطلاق سراح الموقوفين منهم ورفض محاولات مجموعات سياسية احتواء الحراك وادعاءها تمثيله.
وتجمع المئات من الطلبة وعدد من المواطنين وناشطون ومناضلون في أحزاب سياسية في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، رافعين الأعلام الوطنية وصور رموز وشخصيات جزائرية، وكذلك صور عدد من الناشطين الموقوفين أبرزهم رئيس منظمة "شباب وعمل"، وهاب فرصاوي، والناشط كريم طابو الموجود في السجن والذي ستتم محاكمته غداً الأربعاء بتهمة "إضعاف معنويات الجيش".
ورفض المتظاهرون محاولة مجموعات سياسية ومدنية طرح مبادرة تمثيلية للحراك الشعبي وأرضية مطالب بنيّة التفاوض عليها مع السلطة باشتراطات سابقة لذلك. وأجمعت لافتات رفعت اليوم على أن الحراك لا يحتاج إلى تمثيل أو تفاوض، فكتب على لافتة "مطالبنا واضحة، لا يمثل الحراك إلا الحراك نفسه"، إضافة الى تحذيرات من التقسيم والانقسام بين مكونات الحراك أو السقوط في ألاعيب السلطة. ورفعت لافتة كتب عليها "حاج موسى موسى الحاج"، في إشارة الى عدم تغير النظام لممارساته السياسية، وذلك على خلفية اجتماع عدد من الناشطين المدنيين والنقابيين والإعلان عن إنشاء "الجبهة السلمية للحراك الشعبي" ونشر وثيقة مبادئ ومطالب أعلنت الجبهة السبت الماضي رغبتها في التفاوض بشأنها مع السلطة.
وقال الناشط الطلابي يزيد منصوري لـ"العربي الجديد" إن "الحراك يرفض التمثيل أو التفاوض مع سلطة يعتبر أنها غير شرعية، وأنها مجرد استمرار للنظام السابق بأشكال ورموز جديدة".



وأضاف أنه "لا يمكن لأية مجموعة أن تحتكر الحراك أو تتحدث باسم الشارع وتؤسس جبهة بنية ذلك، الحراك أعلن منذ فبراير/ شباط 2019 عن مطالبه المرتبطة بالتغيير السياسي، ويتعين على السلطة تسليم السلطة للشعب والسماح بصياغة توافقية للدستور".
وتابع قائلاً إن "الشعب الجزائري أعطى النظام فرصاً عديدة لإصلاح نفسه، لكنه كان يلتف في كل مرة على مطالب وتطلعات الشعب، ولذلك لا أحد من المكونات الملازمة بالحراك لديها استعداد لمنحه فرصة أخرى".
من جانب آخر عاب المتظاهرون على وسائل الإعلام غيابها عن الساحة، والتعتيم الذي تمارسه ضد الحراك منذ شهور بضغط من السلطة والأجهزة الأمنية، ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "في كل العالم الإعلام سلطة رابعة، في الجزائر الصحافة زوجة رابعة للسلطة".
كذلك حضرت الشعارات المناوئة للجنرالات، واحتفى الطلاب بشهيد ثورة التحرير العربي بن مهيدي، والذي يعد أحد أبرز أعضاء المجموعة التي خططت لإطلاق ثورة التحرير ضد الاستعمار في نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، ورفعوا صوراً له ولافتات كتب عليها "نحن على العهد باقون والى الديمقراطية سائرون".


وقال الطالب نوري سيدهم لـ"العربي الجديد" إن "الطلاب برغم كل ما يقال عنهم وعن المتغيرات الحاصلة في تفكيرهم في علاقة بالعولمة، فإننا ما زلنا نستلهم قيم الحرية من العربي بن مهيدي ورفاقه من الشهداء ورموز الثورة، شهداء أو أحياء، نحن نعلن باحتفاء كهذا أن مرجعيتنا هم رموز وقادة الثورة وهذا أكبر رد على من يتهمون الحراك بأنه مخترق من الخارج".


وجرت مظاهرات اليوم وسط انتشار أمني لافت في شوارع العاصمة، دون تسجيل أي احتكاك بين الشرطة والمتظاهرين، وانتظمت في عدد المدن الجامعية مظاهرات مماثلة. وخرج الطلبة في مدينة تلمسان أقصى غربي البلاد، للمطالبة بالتغيير السياسي. وقالت الطالبة نور الهدى عقادي لـ"العربي الجديد" إن "استمرار مظاهرات الطلاب في مختلف المدن، وفي السنة الثانية للحراك الشعبي والطلابي، هو أفضل رد على من كانوا يروجون لفكرة انتهاء الحراك"، مضيفة أنه "طالما لم تتحقق المطالب، الطلبة لن يعودوا إلى بيوتهم وسيظلون حاملين للمطالب الشعبية حتى تحقيقها".


وفي مدينة بجاية، كبرى منطقة القبائل شرقي الجزائر، انضم أساتذة الجامعات وموظفين في قطاعات عمالية وحكومية إلى الطلبة في مسيرة اليوم، للمطالبة بالتغيير السياسي وإطلاق مسار انتقال ديمقراطي جدي في البلاد. وخصت مسيرة الطلبة في بجاية ملف تعديل الدستور بشعارات خاصة، تطالب بصياغة توافقية للدستور، بدلاً من صياغته داخل لجنة دستورية شكلها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قبل نحو شهر ونصف.