العراق: تصدع جبهات بغداد يدفع لترميم العلاقة مع أربيل

العراق: تصدع جبهات بغداد يدفع لترميم العلاقة مع أربيل

22 نوفمبر 2018
مسعود البارزاني في بغداد (Getty)
+ الخط -
تسببت الصراعات السياسية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد بين القوى والأحزاب المختلفة منذ أشهر، وتصاعدت، أخيراً، مع مفاوضات تشكيل الحكومة، من أجل الظفر بما تبقى من وزارات في حكومة عادل عبد المهدي؛ بحدوث تصدعات داخل بعض التحالفات الكبيرة، ما دفع بعض القوى للتفكير في ترميم العلاقات مع أحزاب إقليم كردستان.

وأكّد عضو في تحالف "الإعمار والإصلاح"، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ الأمور في بغداد تسير نحو التأزم في ما يتعلق بمسألة التصويت على ما تبقى من وزراء حكومة عبد المهدي، مرجحاً فشل جميع الحوارات الرامية لتحقيق توافق بشأن بقية الوزراء.

ولفت إلى أنّ "الحل سيكون بالذهاب للتصويت على المرشحين داخل البرلمان"، معتبراً أن ذلك "سيزيد من الخلافات والتصدعات".

وبيّن في هذا السياق، أن "بعض التحالفات الكبيرة تشهد هزات كبيرة بداخلها بسبب تلويح بعض مكوناتها بالانسحاب منها"، موضحاً أن "هذا الأمر دفع للتفكير بالورقة الكردية كبيضة قبان داخل البرلمان".

وأشار إلى أن زيارة رئيس إقليم كردستان السابق، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني لن تقتصر على لقاء المسؤولين الحكوميين، مبيناً أنه "سيلتقي أيضاً عدداً من القيادات السياسية التي ستحاول التقرب منه والحصول على تأييد نوابه في البرلمان، مقابل اتخاذ إجراءات من شأنها ترميم العلاقات بين بغداد وأربيل"، والتي تأزمت كثيراً بعد استفتاء الانفصال الذي أجري في كردستان العام الماضي.

من جهته، أكّد وزير المالية فؤاد حسين، وهو قيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، أن البارزاني سيجتمع برئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وعدد كبير من القيادات السياسية الموجودة في بغداد، مبيناً أن "الزيارة مرتبطة بأمرين: الأول، العلاقة بين حكومتي بغداد وأربيل. والثاني، العلاقات بين الديمقراطي الكردستاني، وبقية القوى العراقية".

ورأى حسين، خلال مقابلة متلفزة، أن وجود "البارزاني في بغداد يمثل دعماً كبيراً للحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن "رئيس إقليم كردستان السابق سيناقش في بغداد مسائل عدّة، أبرزها حصة كردستان من الموازنة الاتحادية".

ووصل رئيس إقليم كردستان السابق، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني مساء الأربعاء إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً، وتُعد هذه الزيارة هي الأولى للبارزاني إلى بغداد بعد استفتاء الانفصال.

وقالت مصادر سياسية كردية إن البارزاني وصل إلى بغداد على رأس وفد رفيع، مشيرةً إلى أن "رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني سيلتقي عدداً من المسؤولين الحكوميين، وقادة الأحزاب والكتل السياسية، لمناقشة مستقبل العملية السياسية، وإكمال التشكيلة الحكومية، والنزاع الدائر في كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل".

وأضافت أن الحوارات ستشمل أيضاً الحديث عن موازنة الدولة العراقية لعام 2019، وتخصيصات إقليم كردستان منها.