عن كورونا في مناطق النظام السوري

عن كورونا في مناطق النظام السوري

12 ابريل 2020
سجلت حالات إصابة في العاصمة السورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
يحاول النظام السوري استغلال الانتشار الواسع لجائحة كورونا من أجل تحقيق مكاسب سياسية، محاولاً تصدير نفسه كمسيطر على الوباء، ومتحكم فيه بطريقة عجزت الدول الكبرى عن القيام بها، وذلك من خلال العدد القليل للحالات المسجلة والتي لم تتجاوز 19 إصابة حتى الآن، بالإضافة إلى تسجيل حالات شفاء. لم ينكر النظام وجود الفيروس ضمن مناطق سيطرته، وبدأ باتخاذ إجراءات للوقاية منه، وما يترتب على تلك الإجراءات من تكاليف ومساعدات دولية. ولم يتأخر في المطالبة برفع العقوبات الدولية المفروضة عليه، مستغلاً وجود الوباء، من أجل إعادة تأهيله سياسياً، واعتماده كنظام أمر واقع في ظل انشغال العالم بجائحة كورونا.
في المقابل لم يتخذ النظام أي إجراء أو تدبير بشأن أكثر من 130 ألف معتقل تعسفياً في سجونه، والذين تطالب كل الجهات الحقوقية الدولية بالإفراج عنهم. وهؤلاء، في حال وصلت أية حالة عدوى إلى السجون التي يقبعون فيها، فمن الممكن أن تتسبب بكارثة إنسانية سيكونون من ضحاياها، ويتحمل النظام مسؤوليتها.

ويوحي ما يجري بأنّ النظام لا يزال مصراً على الاحتفاظ بالمعتقلين كورقة سياسية يفاوض عليها، من دون الأخذ بأي اعتبار للحالة الإنسانية، في الوقت الذي يطالب فيه بإعادة تأهيله سياسياً من بوابة المرض ومن خلال استغلال الجانب الإنساني. كما أن عدم تمكن النظام من إغلاق حدوده مع إيران في الفترة التي كان الوباء متفشياً فيها بشكل كبير، وعدم قدرته حتى على التحكم بالوافدين والمغادرين، يطرح العديد من التساؤلات حول الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس، سواء من أفراد المليشيات الإيرانية المتواجدين على الأراضي السورية أو من السوريين الذين هم على احتكاك مباشر مع عناصر تلك المليشيات. كما أن الأمر الآخر الذي يثير علامات استفهام هو تسجيل إصابات محدودة بالفيروس وإظهار القدرة على منع تفشيه بين الناس، في الوقت الذي عجزت فيه الدول الكبرى عن هذا الأمر، وذلك على الرغم من عدم امتلاك وزارة الصحة التابعة للنظام الوسائل الكافية للحماية والعزل. ويثير هذا الأمر الخشية من تكتم النظام على أعداد حقيقية للمصابين وبأنها أكبر بكثير من الأعداد المصرح عنها. كما أن البيان المشترك بين النظام وروسيا، والذي يحمل الولايات المتحدة مسؤولية عدم اتخاذ إجراءات حماية من الوباء في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والتحذير من انتقال المرض منها إلى مناطق هيمنة النظام، قد ينذر بالتمهيد للإعلان عن أعداد كبيرة من الإصابات ضمن مناطق النظام.