الجامعة العربية تجتمع في الوقت الضائع لبحث الوضع بالقدس

الجامعة العربية تجتمع في الوقت الضائع لبحث الوضع بالقدس المحتلة

27 يوليو 2017
اعتادت الجامعة على التحركات المتأخرة (نوربرت سكيلر/Getty)
+ الخط -

انطلقت، اليوم الخميس، أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، برئاسة الجزائر، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من مصر والأردن واليمن والبحرين وفلسطين والكويت وليبيا والمغرب، و6 وزراء للشؤون الخارجية من السودان والإمارات والجزائر والصومال وقطر وتونس، أما كل من العراق وجمهورية القمر والسعودية وجيبوتي وسلطنة عمان ولبنان وموريتانيا، فيتراوح تمثيلها ما بين وكلاء وزارات الخارجية ومندوبيها الدائمين لدى الجامعة، فيما يبقى مقعد سورية شاغراً بسبب تجميد عضويتها في الجامعة العربية.

ويعقد الاجتماع الوزاري بناء على طلب من الأردن، والذي أيده عدد من الدول العربية، وذلك لبحث الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس وحرم المسجد الأقصى الشريف.

ويهدف الاجتماع إلى العمل على إلغاء هذه الإجراءات، والتأكيد على رفض أي تغيير في الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967، والعمل على إزالة وإنهاء هذه الإجراءات غير المسبوقة، وضمان عدم تكراراها، والعودة بالأمور في القدس إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو/تموز الجاري.

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته: "إن اجتماعنا اليوم يُعدُّ رسالة واضحة في مغزاها ومعناها ورمزيتها، ورسالة للعالم أجمع بأن العرب لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى المُبارك، أو الحرم القدسي الشريف".

وشدد على أن "رسالتنا اليوم واضحةٌ لا لبس فيها بأن القدس خطٌ أحمر لا نسمح لأيٍّ كان بتجاوزه، ولا نقبل أن يكون واقع الاحتلال المرفوض منّا، ومن العالم أجمع، مُقدمة لتغيير الوضع القائم في هذه البُقعة الشريفة المباركة".

كما أكد أبو الغيط أن "القدس الشرقية، مثلها مثل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في الخامس من يونيو (حزيران) 1967، هي أرضٌ محتلة ولا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي أو المسجد الأقصى المُبارك. لا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة ومحاولة فرضها بالقوة، وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنار، ولن يكون من شأنها سوى إشعال فتيل حربٍ دينية، وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين، بكل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، لا بد أن يكون الجميعُ على وعيٍ بها".

وأشار إلى أن أزمة الأيام الاثني عشر الماضية، ومنذ قامت سُلطة الاحتلال في 14 يوليو الجاري، باتخاذ عدد من الإجراءات غير القانونية وغير المسبوقة في محيط الحرم القُدسي الشريف، والتي تنتهك حرية الأفراد في العبادة، وحقهم الثابت في إقامة شعائرهم الدينية، كشفت أن تضامننا وتكاتفنا هما السبيل الوحيد لمواجهة أي تحد، والوقوف بوجه كل من تسول له نفسه المس بمُقدساتنا".

واعتبر أبو الغيط أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لجموحه وإمعانه في القمع والقهر، هو أمرٌ ممكن عندما تجتمع الإرادة العربية وتتوحدُ كلمة العرب، كما تُعبر عنهم هذه الجامعة وهذا المجلس.

كما لفت إلى أن "تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية وغير القانونية، وإن كان يُمثل حلاً للأزمة التي افتعلتها، إلا أنه لا يعني أن نهج الاحتلال نفسه قد تغير".

وأضاف "جميعُنا يتابع المخططات الإسرائيلية الحثيثة منذ سنوات طوال لتهويد القُدس الشرقية عبر تكثيف البناء الاستيطاني بها، والسعي إلى تغيير طابعها العربي والإسلامي، من خلال أعمال الحفر والتنقيب الخطيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، بحثاً عن معالم يهودية لا دليل علمياً على وجودها".

كذلك، شدد على أنه "مطلوبٌ منّا جميعاً، ومن المجتمع الدولي، الانتباه إلى أن التعامل مع المقدسات الإسلامية بهذا القدر من الرعونة والصلف ينطوي على تهديد حقيقي بإشعال حرب دينية، لأنه لا يوجد مسلمٌ في العالم يقبلُ بتدنيس الأقصى، أو إغلاقه في وجه المُصلين، أو وضعه تحت سيطرة إسرائيل".

وأكد ضرورة أن تصل دروس هذه الأزمة إلى الجميع، مطالباً القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، باتخاذ ما يلزم من الضمانات والإجراءات التي تضمن عدم تكرارها في المُستقبل، داعيا دولة الاحتلال إلى أن تقرأ بعناية دروس هذه الأزمة، والرسالة التي تنطوي عليها.


من جهةٍ أخرى، رأى محللون مصريون وعرب أن موقف جامعة الدول العربية الذي جاء متأخراً لَم يحمل أي جديد، حيث اعتادت الجامعة على التحركات المتأخرة التي تأتي بعد فوات الأوان.

ورأى المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، أن القضية الفلسطينية أصبحت في ذيل اهتمامات الحكومات العربية، وأن تراجع اهتمام الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية سببه ممارسات الأنظمة الحاكمة من تغييب للوعي الجماعي بالسيطرة على الإعلام.

واعتبر أن الانقسام في الداخل الفلسطيني يؤدي بدوره إلى تأخر تحقيق نجاحات، خاصة إذا كان أحدهم يريد التفاوض برعاية أميركية.

من جانبه، راهن رامي شعث، منسق اللجنة المصرية للمقاطعة الشعبية، على المواطن العربي في دعم المقاومة الفلسطينية بطريقة سلمية. وقال إن ذلك في متناول الجميع، مثل رسائل التأييد ومخاطبة المشاهير في كافة المجالات لدعم الشعب الفلسطيني.