القمة العربية بين التوقعات الأردنية المرتفعة والتجارب السابقة

القمة العربية بين التوقعات الأردنية المرتفعة والتجارب السابقة

24 مارس 2017
مقعد سورية سيبقى شاغراً خلال القمة العربية(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

تدلل تصريحات المسؤولين الرسميين الأردنيين على وجود سقف توقعات مرتفع للقرارات التي ستصدر عن القمة العربية، المقرر أن تنعقد في منطقة البحر الميت يوم الأربعاء المقبل والتي انطلقت أعمالها التحضيرية أمس الخميس، في منطقة البحر الميت غرب عمان، لكن بعض الأوساط لا تتوقع أن تؤدي القمة إلى نتائج نوعية وملموسة بقدر اقتصارها على لقاءات استثنائية عديمة الأثر.

ويروّج مسؤولون أردنيون رسميون للأهمية الاستثنائية للقمة، تحديداً لجهة مستوى التمثيل الذي من المتوقع أن يشكل سابقة في تاريخ القمم العربية. ويعيدون التذكير باللحظة التاريخية التي تنعقد فيها القمة في ظل هواجس كثيرة، أبرزها الأوضاع المتفجرة التي تعيشها دول عربية، وتراجع العمل العربي المشترك، والتطورات السياسية المرتبطة بالقضية الأساسية (الفلسطينية) والقضية الملحّة (السورية)، بحسب تعبير البعض في دوائر صنع القرار في الأردن.

في المقابل، يقلل معنيون ومتابعون من انعكاسات تلك العوامل على النتائج المتوقعة. ويقول النائب السابق لرئيس الوزراء الأردني، جواد العناني، إن العديد من القمم العربية، إنْ لم يكن كلها، عقدت في ظل ظروف استثنائية، من دون أن تحدث نتائجها أي أثر ملموس على القضايا العربية ومن دون أن يرتقي مستوى العمل العربي المشترك، وفق تعبيره. ويضيف العناني الذي مثّل الأردن في قمة نواكشوط التي عقدت في يوليو/تموز 2016، أن تلك القمة "عقدت وانتهت ولم يدر أحد بالقرارات التي اتخذت خلالها". وفي حديث أدلى به خلال مشاركته باجتماع سياسي قبل أيام، يقول العناني إن أحد أهم المشكلات هو "تضارب أولويات ومصالح الدول العربية عند بحث المشكلات العربية"، على حد وصفه.

وفيما يتحدث الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن بيان مهم سيصدر عن القمة المرتقبة، إلا أنه يتعامل مع سقف التوقعات بواقعية من خلال تأكيده على أن "الكثير من المشكلات لن يحل باجتماع أو أكثر، لكن القمة فرصة لعقد لقاءات ثنائية وتسوية الخلافات"، وفق قوله.

التمسك بالمبادرة العربية
من مكان انعقاد القمة، حيث فلسطين المحتلة على مرمى البصر، وطبقاً لتأكيدات مسؤولين رسميين أردنيين والأمين العام لجامعة الدول العربية، فإن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات القمة. لكن وخلافاً لتصريحات أطلقها أبو الغيط عن وجود مشروع جديد لحل القضية الفلسطينية، أكد مصدر أردني لـ"العربي الجديد" أن مبادرة السلام العربية (أطلقت في قمة بيروت 2002) هي مشروع الحل الوحيد المطروح، لافتاً إلى أن القمة ستبحث وضع آليات عملية لإعادة الزخم للمبادرة العربية دولياً، لعرقلة أي مشاريع حلول دولية لا تعتمد حل الدولتين.



والجدل الكبير الذي يواكب عملية التحضير للقمة يتمثل في المسألة السورية، والجهة التي ستمثل دمشق في جلسات القمة. وفي وقت التزم فيه الأردن بقرار الجامعة العربية القاضي بتعليق عضوية سورية، حرص في المقابل على إبراز رموزها ضمن المظاهر الاحتفالية باستضافة القمة. وفي هذا الإطار، رفع علم سورية في مكان انعقاد القمة وعلى طريق المطار الذي ستسلكه الوفود المشاركة، كما سيرفع داخل القاعة أمام المقعد الشاغر. وفي هذا الصدد، يقول المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في حديث أدلى به أمس الخميس، إن "الأردن يتطلع إلى اليوم الذي تعود فيه سورية إلى عضوية جامعة الدول العربية"، وهي العودة التي كانت محل جدل خلال التحضيرات للقمة، وفق ما أكدت مصادر دبلوماسية لـ "العربي الجديد". وأوضحت المصادر أنه حين اقترحت دول عربية بحث دعوة سورية لحضور القمة المنتظرة، قوبلت برفض من قبل غالبية الدول، لينتهي الخلاف بالاتفاق على أن تبحث مسألة عودة سورية إلى الجامعة العربية خلال القمة، وسط توجه لربط عودتها بتطور العملية السياسية، وفق المصادر.

ومن المنتظر أن يشارك في القمة، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، المقرر وصوله قبل يوم من افتتاحها. كما يشارك أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وملك المغرب محمد السادس، ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والرئيس السوداني عمر البشير. كما يشارك عن لبنان الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، إضافة لمشاركة رفيعة من موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر وليبيا. وتمت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الدولي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا. ويغيب عن المشاركة لأسباب صحية كل من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويمثله في القمة نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما يغيب سلطان عمان قابوس بن سعيد، ليشارك مندوباً عنه نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، أسعد بن طارق آل سعيد، وكذلك يغيب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إذ يشارك مندوباً عنه رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح.

المساهمون