اليوم الرابع لتظاهرات العراق: غليان شعبي وقمع حكومي

اليوم الرابع لتظاهرات العراق: غليان شعبي وقمع حكومي

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
28 أكتوبر 2019
+ الخط -
دخلت الاحتجاجات العراقية التي تجدّدت الجمعة الماضي يومها الرابع في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، ولا تزال أعداد المتظاهرين في تزايد مستمرّ، على الرغم من الإجراءات القمعية التي تمارسها السلطات العراقية. وقضى متظاهرو ساحة التحرير وسط بغداد ليلتهم حتى الصباح وهم يهتفون بشعارات وطنية ونبذ الطائفية في العراق، ويطالبون بإسقاط الحكومة وحلّ البرلمان.
وقال ناشطون مشاركون بالتظاهرة لـ"العربي الجديد"، إن وجود المتظاهرين يركز على ساحة التحرير، وصولاً إلى الجانب الشرقي من جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، مؤكدين أن مئات المحتجين تمركزوا في طوابق بناية المطعم التركي المطلّ على ساحة التحرير وجسر الجمهورية.

وبيّنوا أن قوات الأمن استمرّت في إطلاق الغاز المسيل لدموع والرصاص المطاطي طوال الليل، بهدف تفريق المحتجين الذين أصروا على البقاء، على الرغم من تعرض العشرات منهم لحالات اختناق. وأشاروا إلى تزايد ملحوظ في أعداد المتظاهرين الذين قضوا ليلتهم في ساحة النسور ببغداد، والذين وصل عددهم إلى الآلاف، موضحين أن مظاهر الاحتجاج سلمية، إلا أنها كانت تعبّر في الوقت ذاته عن غليان شعبي متزايد ضد الحكومة وسياساتها القمعية تجاه المتظاهرين.

وقالت مصادر محلية في البصرة إن أحد المتظاهرين توفي فجر اليوم الإثنين، بسبب جروح سابقة أصيب بها خلال التظاهرات، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن قوات الأمن اعتقلت عشرات المحتجين ليل أمس الأحد، بسبب مشاركتهم في تظاهرة جابت شوارع البصرة.

كما اعتقلت القوات العراقية عشرات المتظاهرين في محافظة كربلاء، على خلفية مشاركتهم باحتجاجات هي الأقوى منذ يوم الجمعة الماضي، أمام مبنى مجلس المحافظة، واستخدم الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقها.
ووجه متظاهرو بغداد والمدن الجنوبية دعوات إلى العراقيين للبدء بعصيان مدني بدءاً من اليوم الإثنين للتضامن مع المتظاهرين، إلا أن السلطات العراقية حاولت قطع الطريق على المستجيبين لهذه الخطوة، من خلال تهديدهم بعقوبات تصل إلى حد الفصل.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف، إن عمليات تدقيق ستجري في جميع مؤسسات الدولة على الغياب والحضور ابتداءً من الإثنين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن خلف قوله إن العقوبات على من يتخلف عن الدوام دون عذر، قد تصل إلى حدّ الفصل من الوظيفة، مبيناً أن محرضي الطلبة في المدارس والجامعات على العصيان المدني والتظاهر ستتم إحالتهم على المحاكم.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، ارتفاع عدد قتلى التظاهرات في بغداد والمحافظات الأخرى إلى 74 شخصاً، وتسجيل نحو 4 آلاف إصابة لمتظاهرين وعناصر أمن، خلال موجة الاحتجاجات التي بدأت يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وعبّر عضو البرلمان العراقي عدنان الزرفي عن أسفه لتعرض المتظاهرين الطلبة للقمع الحكومي، من خلال استخدام غازات مسيلة للدموع منتهية الصلاحية، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "أحيي أبناءنا الطلبة لخروجهم الرائع، والذي يمثّل حالة حضارية للممارسة الديمقراطية، ونأسف لتعرضهم لقمع الحكومة باستخدام الغازات المسيلة للدموع الخانقة والمنتهية الصلاحية".

في هذه الأثناء، عبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من قيام السلطات العراقية بإغلاق وسائل إعلام بهدف فرض رقابة على الإبلاغ بشأن الاحتجاجات، موضحة في بيان أن حرية الصحافة متأصلة في الإصلاح الديمقراطي.

وأضافت: "نحن نؤيد الحق الأساسي في حرية التعبير الممنوح دستورياً لجميع المؤسسات الإعلامية، وحق الصحافيين في ممارسة عملهم بأمان"، مبينة أن واشنطن تراقب عن كثب الأوضاع في العراق، وتدعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف. وأضافت: "نتقدم بتعازينا إلى أسر الذين قُتلوا في تظاهرات هذا الأسبوع"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تدعم العراق، وشعبه، واستقراره، وسيادته.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تطابقت شهادة العراقي طالب المجلي لـ"العربي الجديد" مع ما حمله تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشر اليوم الاثنين، بخصوص صنوف التعذيب والقتل التي تعرض لها سجناء عراقيون من أمثاله في سجن أبو غريب سيئ الصيت قبل نحو 20 عاماً.
الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة

مجتمع

أعلنت السلطات الصحية العراقية، انتشال 5 آلاف و244 جثة من تحت أنقاض المناطق المهدمة بمحافظة نينوى، بعد 6 سنوات مضت على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي اجتاحها صيف العام 2014.
الصورة
اقتحام السفارة السويدية في بغداد (تويتر)

سياسة

ردد المتظاهرون شعارات تندد بالسويد وحكومتها، وتؤيد زعيم التيار مقتدى الصدر، وطالبوا الحكومة العراقية بطرد السفيرة السويدية من بغداد.