دول "7+6": تونس صمام أمان القارة العجوز

دول "7+6": تونس صمام أمان القارة العجوز

24 مارس 2017
تعوّل أوروبا على تونس لحماية حدودها البحرية(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
انعقد في العاصمة التونسية، الخميس، اجتماع اللجنة التنفيذية لمجموعة "7+6"، لمناقشة "بناء القدرات الدفاعية في مجالي مكافحة الإرهاب وأمن الحدود"، إذ عبرت الدول المشاركة عن مساندتها لتونس ووقوفها إلى جانبها، على اعتبار أنها "صمام أمان القارة العجوز".

وفي السياق نفسه، كشف مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن اللقاء، الذي حضره سفراء وممثلون عن سبع دول صناعية، وهي الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان وإيطاليا وكندا، إلى جانب الدول والمنظمات المنخرطة في هذه الآلية وهي بلجيكا وهولندا وإسبانيا وسويسرا وتركيا والاتحاد الأوروبي، تناول التعاون القائم بين تونس والدول في المجال الأمني والعسكري، بهدف "دعم الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية، والتصدي للإرهابيين العائدين من بؤر التوتر، ومحاولات تسللهم عبر الحدود الوعرة والجبال".

وفي هذا السياق، عبرت الدول المشاركة في الاجتماع عن مساندتها لتونس في حربها على الإرهاب، ودعمها لـ"مسار إحكام قبضة الحكومة على الحدود ضد أي تسرب للإرهابيين القادمين إما من الحدود الجزائرية، أو الليبية، أو العائدين من سورية".


وقد تطرق الاجتماع إلى آليات وسبل دعم حماية الحدود التونسية الليبية بأدوات مراقبة إلكترونية متطورة، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وهو ما سيمكّن من مراقبة الحدود ومراقبة التحركات المتصلة بتهديد الأمن القومي التونسي، بالإضافة إلى دراسة مشروع دعم وزارة الداخلية في مراقبة المطارات والمعابر الحدودية، وتعزيز نقاط التفتيش ونقاط الارتكاز الديوانية.

كما نظرت اللجنة التنفيذية لمجموعة "7 + 6" في سبل "تمكين تونس من تقنيات الكشف عن الألغام، بالتعاون مع عديد الدول الرائدة في هذا المجال من بين الأعضاء والحاضرين، من بينها بلجيكا وبريطانيا".

وعبّر الجانب التونسي عن رغبته في تعزيز المشاريع التكوينية للقوات المسلحة، خاصة في ما يتعلق باستخدام التقنيات المتطورة في مراقبة الحدود عبر تقنية الطائرة دون طيار، بالإضافة إلى تطوير المهارات القتالية للقوات العسكرية، وتعزيز الجانب الاستعلاماتي والاستئناس بتجارب البلدان الأعضاء المتطورة في هذه المجالات.

وفي سياق متصل، قال رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، في حوار للقناة الأولى، إن "تونس في الطريق للقضاء على الإرهاب، وآخر عملية وقعت هي عملية بن قردان"، مضيفًا أن "تونس أفشلت حلم الإرهابيين في إقامة إمارة داعشية، غير أن هناك بعض الخلايا النائمة والتي تقاومها الدولة بكل ما لديها من قوة".

وأضاف أن "الأوضاع الأمنية تحسنت، والقوات الأمنية والعسكرية أصبحت تملك التجهيزات، كما تحسن الوضع من ناحية الجاهزية"، مشيرًا إلى أن الخطورة كانت آتية من الحدود الجنوبية، مما يدفع إلى المزيد من العمل لحماية الحدود مع الجارة ليبيا.

وتعوّل أوروبا، بدرجة كبيرة، على تونس باعتبارها خطّ الدفاع الأول أمام التهديدات الإرهابية المتجهة نحو شمال المتوسط، وخصوصًا للحيلولة دون تدفق التيارات المتطرفة إلى القارة العجوز  عبر البحر.

ويمثّل قرب تونس من السواحل الأوروبية منطقة جذب لعبور المهاجرين غير الشرعيين في مراكب الموت، إذ لا تبعد أول جزيرة بحرية أوروبية عن السواحل التونسية أكثر من 60 ميلًا بحريًّا يمكن قطعها في يوم واحد بزوارق صغيرة.

ويدفع موقع تونس الاستراتيجي، وقربها من المناطق التي تعرف تمركزًا للجماعات المتطرفة، إلى متابعة وعناية الدول الأكثر تأثرًا من الإرهاب، والتي اقتنعت بضرورة تحصين تونس وتأمين حدودها البحرية التي تمتد على (1300 كلم)، بالإضافة إلى دعمها لوجستيًّا، بهدف حماية أمن أوروبا وحدودها.