قلق فلسطيني من صفقة تبادل تستثني أسرى الداخل

قلق فلسطيني من صفقة تبادل تستثني أسرى الداخل

16 ابريل 2016
من مهرجان إيقاد شعلة أسرى الداخل الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -

حذر منسق أعمال رابطة الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني، منير منصور، مساء السبت، من إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى تستثني أسرى الداخل، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يمكن في الظروف الحالية تحرير الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، وأسرى الداخل على نحو خاص، بدون صفقة تبادل رسمية.


وقال منصور في مهرجان "إيقاد شعلة أسرى الداخل" في مدينة باقة الغربية في المثلث، "يتناهى إلى مسامعنا أن ثمة مفاوضات تجري الآن على عملية تبادل للأسرى بين أحد الأطراف الفلسطينية وبين حكومة الاحتلال. نحن نقول الآن أنه لن نسمح أن يُصار مرة أخرى إلى تجاهل الأسرى من الداخل الفلسطيني، لقد حصل هذا في السباق وحذرنا منه، لكنه مع الآسف حصل، في اتفاقية التبادل الأخيرة حيث كانت لدينا وعود قاطعة وحاسمة من المفاوض الفلسطيني أن عملية التبادل ستشمل كل الأسرى من الداخل، لكن تفاجأنا بأنه تم الإفراج عن خمسة أسرى فقط".

وكرر منصور التعبير عن الاستياء والغضب لدى عوائل الأسرى الفلسطينيين في الداخل من تجاهلهم في أكثر من صفقة. وقال منصور إن السؤال الذي سيبقى مطروحا دائما هو: "كيف لنا وكيف لفصائل العمل الوطني الفلسطيني، وهي كثيرة، أن تترك جنودها كل هذه الفترة داخل السجون. لا يعقل ولا يمكن أن نستوعب أو أن نفهم كيف يمكن أن تترك زميلا لك 30 عاما، لم يحدث هذا في التاريخ كله إلا مع شعبنا الفلسطيني".

وهو ما عبرت عنه أيضا والدة الأسير إبراهيم بكري، والتي قالت في كلمتها في المهرجان إنها لا تريد هي وأمهات الأسرى الآخرين أن تصل إلى الحالة التي وصلت لها والدتا الأسيرين، وليد دقة ورشدي أبو مخ (تجازوتا السبعين عاما وتعانيان من أوضاع صحية سيئة للغاية) وهما تنتظران تحرير ابنيهما، وتعيشان على أمل أن يمد الله في عمريهما سنوات وسنوات بانتظار تحرير الأبناء الذين قضوا عشرات السنين في السر، فكم من السنين يحتاج الأسيران إبراهيم بكري وياسين بكري وقد حكم عليهما بتسع مؤبدات و30 عاما فوق ذلك حتى يضمنان ومعهما باقي الأسرى الخروج من الأسر ولقاء الأهل".

ولم تخف أم الأسير إبراهيم بكري غضبها الشديد من حالة اليأس التي يعيشها ذوو الأسرى من الداخل، فلا أحد يهتم بهم وليس لهم عنوان.

من جهته، قال الأسير المحرر مخلص برغال لـ "العربي الجديد" إن ما حدث ويحدث مع أسرى الداخل هو نتاج الخطأ التاريخي عند إبرام اتفاق أوسلو، لأنه كان يفترض أن يكون ضمن البند الثاني لاتفاق الاعتراف المتبادل بند ينص على تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين.

واعتبر برغال أن وضع الحركة الأسيرة بائس وهو انعكاس للحالة العامة ولميزان القوى السائد لصالح إسرائيل. وأضاف برغال أن الفصائل الفلسطينية والقوى السياسية العاملة ذات الصلة لا تقوم بالدور المتوقع منها. فالحركة الأسيرة اليوم لا تتصدر الأجندة الفلسطينية ويجب لها أن تكون دائما في الصدارة وأن تبقى في الوعي العام.

ولم يخف شقيق الأسير رشدي أبو مخ هو الآخر حقيقة الإحباط الذي يعيشه ذوو الأسرى في الداخل، واستثنائهم المتواصل من قبل الطرف الفلسطيني في صفقات التبادل. وقال إنه لجأ مؤخرا، وبعد أن قضى شقيقه رشدي ورفاقه، 30 عاما في الأسر، إلى تقديم طلب العفو، وتخفيف ما تبقى من محكوميتهم (35 عاما) إلا أن طلبه هذا رفض. ويوضح لـ "العربي الجديد" أنه في ظل الظروف الراهنة، فإنه لم يعد لدى الأهل أي أمل في المرحلة الراهنة وخاصة أهل الأسرى القدامى، ممن وقعوا في الأسر قبل أوسلو.