اللوبي المؤيد لإسرائيل يضغط على الكونغرس لإلغاء القرار 2334

اللوبي المؤيد لإسرائيل يضغط على الكونغرس لإلغاء القرار 2334

16 فبراير 2017
يؤيد عدد كبير من أعضاء الكونغرس إسرائيل (ألكس ونغ/Getty)
+ الخط -
في مسعى لاستثمار صعود دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وزيادة إحكام الجمهوريين قبضتهم على الكونغرس، شرعت مجموعة من كبار رجال الأعمال وعدد من قادة جماعات الضغط اليهودية في تحرك لإجبار الإدارة الجديدة على توظيف المساهمة الأميركية في ميزانية الأمم المتحدة لابتزاز المنظمة الدولية وإجبارها على إلغاء القرار 2334 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وندد بالاستيطان في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست"، في عددها الصادر، أمس الأربعاء، أن تحرك رجال الأعمال وقادة مجموعات الضغط يهدف إلى "تأمين" إسرائيل في المحافل الدولية من خلال إصدار قانون عن الكونغرس، يلزم ترامب بتجميد نقل المخصصات المالية للجمعية العامة حتى يتم إلغاء القرار 2334. وأشارت الصحيفة إلى أن تحرك رجال الأعمال والقيادات اليهودية الأميركية، يهدف في الأساس إلى حشد التأييد داخل الكونغرس لمشروع قانون يضمن الربط بين تواصل تدفق المخصصات الأميركية للأمم المتحدة وبين تلقي الكونغرس تعهداً من ترامب بالعمل على إلغاء القرار 2334، إذ إن مشروع القانون قد صاغه بالفعل كل من السيناتورين الجمهوريين ليندسي غراهام وتيد كروز.



وأشارت صحيفة "جيروزالم بوست" إلى أن السيناتور الجمهوري، ماركو روبين، والسيناتور الديموقراطي، بن غاردن، قدما مشروع قانون آخر للكونغرس، يحظى بدعم عدد كبير من ممثلي الحزبين يرفض القرار 2334. وأوضحت الصحيفة أن رجال الأعمال وقادة التنظيمات اليهودية الذين يطلقون على أنفسهم اسم "التحالف من أجل أمن الولايات المتحدة وإسرائيل" ( (US-Israel Security Alliance)، رتبوا للقاء، أمس الأربعاء، مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يؤيدون الإقدام على خطوات "تشريعية" من أجل إلغاء القرار 2334.
ونقلت الصحيفة عن عيزرا فريدلاندر، الذي يرأس "التحالف من أجل أمن الولايات المتحدة وإسرائيل": "نحن مدينون بالشكر لمن أتاح لنا فرصة مناقشة القيام بتحركات ملموسة لتشجيع الأمم المتحدة على سلوك طريق لا يفضي إلى المسّ بقدرة إسرائيل على إدارة مفاوضات السلام". وأضاف أن ما يبعث على التفاؤل حقيقة، أن إدارة ترامب "معنية "بصياغة علاقاتها مع إسرائيل وفق رؤية جديدة وعقل متفتح". وتوقع فريدلاند، أن تتبنى إدارة ترامب "خطاً متشدداً تجاه الأمم المتحدة من أجل تأكيد، أن إسرائيل غير معزولة، ولو تطلب الأمر أن تعرض الإدارة عضلاتها من أجل تحقيق الهدف". من جهته، قال نائب رئيس "التحالف من أجل أمن الولايات المتحدة وإسرائيل"، سول غولدنر، إن هناك حالة إحباط شديد في أوساط القيادات اليهودية الأميركية في أعقاب تمرير القرار 2334. واعتبر غولدنر في مقابلة مع "جيروزالم بوست" أن هناك حاجة لتحرك المشرعين الأميركيين لإجبار الأمم المتحدة على تغيير موقفها "التمييزي" ضد إسرائيل، ممتدحاً بشكل خاص الدور الذي يقوم به كل من السيناتورين كورز وروبين "من أجل تغيير الواقع".
وأعادت "جيروزلم بوست" للأذهان حقيقة، أن لوبي "التحالف من أجل أمن الولايات المتحدة وإسرائيل" أثبت قدرته على التأثير على اتجاهات العلاقة الأميركية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "التحالف" تمكن في يونيو/حزيران 2016 من إقناع الكونغرس بالموافقة على تحويل 600 مليون دولار لإسرائيل لتمويل تطوير المنظومات الدفاعية الجوية لديها. وأكدت الصحيفة أن قادة "التحالف" يخططون لزيارة الكونغرس في سبتمبر 2017 لشكر ودعم النواب الذين تميزوا بالعمل ضد حركة المقاطعة الدولية (BDS).
في سياق آخر دعت صحيفة "هآرتس" الكونغرس الأميركي لعدم المصادقة على تعيين ديفيد فريدمان، سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل بسبب مواقفه المتحيزة لليمين المتطرف في إسرائيل. وحذرت "هآرتس"، في افتتاحيتها أمس، من أن فريدمان، الذي ينتمي للتيار الديني اليهودي الحريدي، سيضر بالمصالح الأميركية لأنه "يتبنى وجهة نظر تبسيطية وخطيرة، إذ أعلن تأييده ضم الضفة الغربية لإسرائيل". وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن فريدمان مؤيد للاستيطان إلى جانب الهجوم على منظمة "جي ستريت" اليهودية الأميركية واتهامها أنها أسوأ من النازيين لأنها انتقدت سياسات نتنياهو. يذكر أن لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ ستعقد، اليوم الخميس، جلسة استماع لفريدمان قبل إقرار تعيينه.
يشار إلى أن "هآرتس" قدمت معطيات في تحقيقات سابقة حول دور فريدمان وصهر ترامب وكبير مستشاريه، جارد كوشنير، في جمع التبرعات للمستوطنات في الضفة الغربية.

المساهمون