ظريف يلتقي المتحدث باسم الحوثيين في مسقط

ظريف يلتقي المتحدث باسم الحوثيين في مسقط .... ماذا يجري في عمان؟

24 ديسمبر 2019
لا تفاصيل عمّا يجري بمباحثات عمان(Getty)
+ الخط -
أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التقى المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، محمد عبد السلام، صباح اليوم الثلاثاء بالعاصمة العمانية مسقط.

وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن ظريف وعبدالسلام أجريا مباحثات بشأن "آخر التطورات السياسية والميدانية في اليمن وتبادلا وجهات نظر بشأنها".

ووصل وزير الخارجية الإيراني أمس الإثنين، إلى سلطنة عمان، في زيارة لم تُعلَن مسبقاً. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان لها، إنه "في إطار المشاورات المستمرة بين إيران وعمان، توجه وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العاصمة العمانية مسقط".

وحتى اللحظة، لا تفاصيل ولا أنباء عمّا يجري بالمباحثات والمشاورات بين ظريف والعمانيين، ولا بشأن ما دار خلال اللقاء بين وزير الخارجية الإيراني والمتحدث باسم "الحوثيين" إلا عناوين عامة، لكن وجود الرجلين في آن واحد بالعاصمة العمانية، مركز الوساطة الإقليمية؛ يعني أن التحركات الدبلوماسية بشأن الملف اليمني، بين إيران والسعودية وأطراف أخرى بوساطة عمانية، وصلت إلى مرحلة جديدة. علماً بأن هذا الملف كان قد شكل أحد أبرز عناوين مباحثات أجراها وزير خارجية عمان يوسف بن علوي في طهران في الثاني من الشهر الجاري، حيث كشف بن علوي بعد لقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن وجود "مؤشرات تبعث على الأمل" لحل الأزمة اليمنية.

وكانت إيران قد كثّفت، خلال الأشهر الأخيرة، دعوتها للتحالف السعودي لإنهاء الحرب على اليمن، كسبيل لحل التوترات في المنطقة، لكن بما أنها تعتبر في الوقت نفسه، أن جذور هذه التوترات تعود إلى العقوبات الأميركية القاسية عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وهو ما دفعها إلى ممارسة ضغوط مضادة في مياه الخليج خلال الأشهر الماضية، فأي انفراجة بالأزمة اليمنية إن حصلت بالفعل في ظل التعقيدات الراهنة، قد لا تعني شيئاً في ميزان مجمل التوترات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، ما لم تلامس ما تعتبره طهران جذورها.

لذلك، فإن السؤال الجوهري اليوم هو هل ستقبل إيران بتجزئة الملفات المرتبطة بها إقليمياً، حيث يتم حل الأزمة اليمنية بعيداً عن بقية عناوين الصراع وخصوصا مع الإدارة الأميركية؟ أو أنها ستسعى إلى أن تكون العملية شاملة ورزمة واحدة، خصوصاً أن هناك خشية إيرانية من أن تكون التسويات الإقليمية الجزئية على حساب أوراق قوتها بالمنطقة، دون أن تصب في نهاية المطاف في مصلحة إنهاء "الحرب الاقتصادية" الأميركية ضدها، بالنظر إلى أنها وضعتها أمام تحديات داخلية صعبة نتيجة تفاقم الوضع الاقتصادي بالبلاد.

لكن يبدو أن ما تفضّله إيران هو أن تكون أي عملية تسوية، شاملة دون فصل الملفات الإقليمية عن تطورات الاتفاق النووي، والعقوبات الأميركية وغيرها، مع مواصلة رفض التفاوض على برنامجها الصاروخي باعتباره خطا أحمر.

في السياق، تقول إيران إنه من دون معالجة هذه العقوبات سيبقى التوتر بالمنطقة قائماً بقوته، ولن تشهد الاستقرار، وهو ما هددت به خلال الأشهر الماضية من خلال القول إن أمن المنطقة مرتبط بتمكن كافة الدول من تحقيق مصالحها الاقتصادية.

هذا ما يقتنع به جميع الأطراف الإقليمية والدولية أيضاً، التي توسطت خلال الأشهر الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بغية خفض التوتر بينهما؛ لذلك، اليوم سلطنة عمان بموازاة وساطة تجريها بين إيران والسعودية والأطراف اليمنية تقوم بوساطة أخرى بين طهران وواشنطن لتحقيق انفراجة في الصراع الأكبر بين الطرفين، لتنسحب على الأزمة اليمنية وبقية الأزمات بالمنطقة.

وفضلاً عن سلطنة عمان، هناك أطراف أخرى خصوصاً اليابان، تسعى إلى تسجيل اختراق ما في هذا الصراع، وهو اختراق تربطه واشنطن من جهة بموافقة طهران على الجلوس إلى طاولة التفاوض من دون شروط مسبقة مثل إلغاء العقوبات، لكن الأخيرة تصر على أنها من دون رفع هذه العقوبات لن تجلس إلى هذه الطاولة، وسط مخاوف تعتريها بأن هدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التفاوض ليس الوصول إلى حل معها بل توظيف الأمر كورقة في البازار الانتخابي الأميركي.

واليوم، تسعى أطراف الوساطة لتقريب المسافات بين الموقفين المتباعدين من خلال طرح مقترحات ومبادرات متعددة، بغية شق طريق يؤدي إلى خفض مجمل التوترات بالمنطقة، وهي مقترحات طرحت كثيراً خلال الفترة الماضية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لكنها أخفقت في إحراز تقدم ما. 

في حين يرى ترامب في ظل الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران خلال الشهر الماضي، أن استراتيجية "الضغط الأقصى" باتت تؤتي أكلها، لا يبدو أنه مستعجل كثيراً للدخول في تفاوض مع طهران، مع رفع العقوبات مسبقاً، بل على الغالب هو اليوم أكثر تحمساً في زيادة الضغط على إيران.

والأحد، دعا ظريف إلى "اتخاذ إجراء جماعي لمواجهة الحظر الأميركي". وكتب في تغريدة: "نهج الولايات المتحدة في الحظر مؤشر على إدمان مرضيّ ومتهور، وفي مثل هذه الحالة لا حدود لما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة أو أن تمتنع عنه".

وأضاف أن "هذا السلوك الإدماني يؤثر في أصدقائها، وكذلك في أعدائها، إلى أن يجري التصدي له بصورة جماعية".

من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أمس الإثنين، أن "المسار الدبلوماسي والحوار لن يتوقفا" مع العالم، مشيراً إلى أن بلاده "تمارس دبلوماسية فعالة" لمواجهة العقوبات الأميركية.

المساهمون