اليمن: قوات عسكرية تغادر صنعاء واقتحامات ونهب في لحج

اليمن: قوات عسكرية تغادر صنعاء واقتحامات ونهب في لحج

20 مارس 2015
شملت اقتحامات لحج مقرات حكومية (Getty)
+ الخط -

تشهد محافظة لحج، جنوب اليمن، عملية اقتحامات واسعة تطال المرافق والمؤسسات الحكومية، بعد هروب جنود القوات الخاصة، ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً، بينهم عشرة من الجيش والأمن، في وقت غادرت فيه قوات عسكرية من الجهة الجنوبية، للعاصمة اليمنية صنعاء، وسط تعدد الروايات حول وجهتها.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، مشاهدتهم "قوات كبيرة خارج صنعاء من الجهة الجنوبية، خصوصاً منطقة بلاد الروس، ونقيل يسلح، المطل على محافظة ذمار".

وبحسب الشهود، فإن "أغلب العتاد لتلك القوات، قد يكون، خرج من منطقة سنحان، ومعسكر ريمة حميد، الذي يديره الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خصوصاً، أن القوات كانت لا تزال متوقفة، قرب منطقة سنحان ومعسكر ريمة، الواقع جنوب شرق صنعاء". ورجح الشهود أن تكون القوات المغادرة، من قوات الأمن الخاصة والحرس الجمهوري، مستدلين على ذلك من الآليات التي يستخدمونها.

وتباينت الروايات حول وجهة هذه القوات، إذ أشارت مصادر مطلعة في صنعاء لـ"العربي الجديد"، إلى "احتمال توجهها لمحافظة البيضاء، لتعزيز القوات المتواجدة هناك، التي تعاني من نقص في الإمدادات، خصوصاً أن القوات الموالية للحوثيين وصالح، انسحبت من منطقة الزاهر، بعد ما يقارب عشرين يوماً من السيطرة عليها، إثر هجمات من قبائل محافظة البيضاء على هذه القوات".

لكن مصادر خاصة، رجحت لـ"العربي الجديد"، "اتجاه هذه القوات نحو الجنوب، لتعزيز ما تبقى من القوات الموالية للحوثيين وصالح، بعد سقوط معسكرَي القوات الخاصة الموالية لهم، في عدن ولحج، والتي كان يتم المراهنة عليهما، بيد اللجان الشعبية وقوات الجيش الموالية لهادي".

رواية ثالثة، رأت أن هذه القوات، قد يصل جزء منها إلى الضالع، لتعزيز القوات التي يقودها العميد عبدالله ضبعان الموالي لصالح، والذي مكن الحوثيين من عمليات اللواء33 مدرع قبل أيام، فيما قد يكون جزء، مرسل إلى محافظة تعز، والتي يدين قائدها الولاء لصالح والحوثيين.

وفي حال وصلت هذه التعزيزات إلى الضالع وتعز، فإن عدداً من المراقبين والمحللين للوضع يرون أن الحوثيين وصالح يستعدون لاجتياح مناطق الجنوب مرة أخرى.

كما يرى مراقبون أن "تكرار الهجمات على قصر المعاشيق، يأتي ضمن الرد على ما تتعرض له القوات الموالية للحوثيين، ولتضليل الرأي العام عن التحركات العسكرية الخارجة من صنعاء، والتي ولم تعرف وجهتها بالتحديد، خصوصاً أنها لم تصل إلى مدينة الذمار، التي تقع تحت قبضة الحوثيين.

وفي وقت تستبعد فيه مصادر أمنية، أن "تكون هذه القوات مرسلة إلى ذمار"، تؤكد أن المدينة تعد مفترق طرق لها، فإما تتجه جنوب شرق نحو البيضاء، أو تتجه جنوباً نحو مدينة يريم التابعة لمحافظة إب. ومدينة يريم هي الأخرى تعتبر مفترق طرق، بحيث تحدد وجهة قوات العاصمة، فإما جنوب غرب نحو تعز أو جنوباً نحو طريق الضالع.

اقتحامات في لجج

في موازاة ذلك، سقط 13 شخصاً، بينهم عشرة من جنود الأمن والجيش، خلال اقتحامات، شهدتها محافظة لحج، جنوب اليمن، من قبل مسلحين مجهولين.

وطالت الاقتحامات المرافق، والمؤسسات الحكومية، بما فيها مقرات أمنية، ونهب لعدد من المرافق، وسط غياب دور الجيش، وبعد هروب جنود القوات الخاصة وانسحابهم إلى خارج المحافظة، حسب ما أكدت مصادر متعددة لـ"العربي الجديد".

وتتضارب الأنباء حول هوية المهاجمين، ففيما وصفت بعض وسائل الإعلام المسلحين بأنهم من "اللجان الشعبية" الموالية للرئيس هادي، ذكرت مصادر أخرى أنهم من تنظيم "القاعدة".

وبدأت الاقتحامات بمهاجمة مقر القوات الخاصة، وتلا ذلك اقتحام مقر المخابرات، ومقر الشرطة في المحافظة الذي قتل فيه اثنان من الجنود، فضلاً عن اقتحام مقر النجدة، ومكتب الصحة في مدينة تبن، خارج عاصمة الحوطة، بالإضافة إلى اقتحام مكتب محافظ لحج، أحمد عبدالله المجيدي.

كما شهدت عدة مقرات ومبانٍ، عمليات نهب وسلب، وسط دعوات لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وقادة المعسكرات، لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، لضبط الأوضاع فيها ومنع خروجها عن السيطرة.

وتضاربت الأنباء حول قيام المسلحين بتنفيذ إعدامات لأكثر من 20 ضابطاً وجندياً من منتسبي جهاز الأمن السياسي (أحد فرعي الاستخبارات) بعد السيطرة على مقره. 

وتعرضت مدينة الصالح التي كان الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أطلقها في نهاية حكمه، لعملية نهب.

ويتخوف الكثيرون من دخول محافظة لحج في الفوضى، وسيطرة المسلحين عليها، وسط اتهامات لمحافظها، بالتخلي عن مسؤوليته، خصوصاً وأن هناك أصوات تتهمه، بمولاة الرئيس السابق (علي عبد الله صالح)، فضلاً عن اتهامات بمساعدة قائد القوات الخاصة بعدن، العميد عبدالحافظ السقاف، بالهروب إلى تعز.

اقرأ أيضاً: 120 قتيلاً بتفجيرات استهدفت مساجد للحوثيين في صنعاء