الصراع على الرقم (1) يهدد بتفكيك تحالف المليشيات العراقية

الصراع على الرقم (1) يهدد بتفكيك التحالف الانتخابي للمليشيات العراقية

18 ديسمبر 2017
العامري يخوض الانتخابات بقائمة منفردة (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
يشهد "تحالف المجاهدين" الانتخابي، الذي أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" انبثاقه مطلع الشهر الحالي ليكون ممثلاً عنها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، صراعاً عنيفاً من أجل الحصول على الترتيب الأول في القائمة الانتخابية.

وقال عضو بـ"التحالف الوطني" الحاكم مقرب من مليشيات "الحشد الشعبي"، اليوم الإثنين، إن وجود أكثر من نائب وشخصية قيادية داخل التحالف تسبَّب بنشوب خلاف عميق بشأن من له الحق في أن يحمل الرقم (1) خلال الترشيح للانتخابات، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن كل أطراف التحالف ترفض التنازل.

وأضاف أن "قيادات التحالف، الذي يضم مليشيات كبيرة، مثل "بدر" و"عصائب أهل الحق" و"النجباء" و"رساليون"، وفصائل أخرى، تؤكد أنها قاتلت تنظيم "داعش" الإرهابي جميعاً، وقدمت قتلى وجرحى"، موضحاً أن "بعض قادة التحالف لوّحوا بالانسحاب في حال لم تلب مطالبهم".

وأشار المتحدث ذاته إلى أن "تفكك التحالف الانتخابي للمليشيات أمر وارد، في ظل تعدد المرجعيات السياسية، فضلاً عن الإرباك الذي يسود عملية تنظيمها ضمن تحالف واحد له قيادة مركزية".

وتابع أن "حديث زعيم مليشيا "بدر"، النائب هادي العامري، عن نيته خوض الانتخابات المقبلة بقائمة منفردة أدى إلى تفاقم الخلاف داخل "تحالف المجاهدين"، موضحاً أن "التحالف خيّر العامري بين البقاء ضمن قائمة "الحشد الشعبي" الانتخابية، أو الذهاب منفرداً في قائمة خاصة به".

وفي السياق، ذكرت عضوة البرلمان العراقي عن "التحالف الوطني"، سميرة الموسوي، أن نزول مليشيا "بدر" إلى الانتخابات بقائمة منفردة سيقسّم "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، إذ سيدخل الانتخابات بأكثر من قائمة انتخابية.

وأوضحت الموسوي أن الأيام المقبلة ستشهد أحداثاً جديدة، وستظهر تحالفات طارئة بين القوى السياسية، مبينة، خلال تصريح صحافي، أن "هذه التحالفات هي التي ستحدد طبيعة القوائم التي ستخوض الانتخابات".

وكان رئيس "كتلة مليشيا بدر" في البرلمان العراقي، محمد ناجي، قد أعلن، في وقت سابق، عن نية المليشيا خوض الانتخابات بشكل منفرد للاستفادة من رمزية زعيمها العامري.

وأبرز ناجي أن مليشيا "بدر" تمتلك تياراً جماهيرياً كبيراً يمثل أنصار "الحشد الشعبي"، موضحاً أن "الباب مفتوح لمن يريد التحالف، لكن بشروط معينة"، مضيفاً أن "القائمة تتبنى أفكار ومتبنيات وعمل "الحشد الشعبي" الذي كان سباقاً في الدفاع عن العراق، وسيكون سباقاً في إعادة البناء والإعمار وإرساء السلام".

ووصف المحلل السياسي العراقي، علي البدري، دخول جميع المليشيات العراقية ضمن تحالف انتخابي واحد بـ"الأمر الصعب"، متوقعاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الانشقاقات عن "تحالف المجاهدين".

وأضاف البدري أن "المليشيات اعتادت طيلة الفترة الماضية على انتزاع ما تريد بالقوة"، مبيناً أن "أغلب المليشيات ما تزال تفكر بهذه العقلية حتى حين تهيئ نفسها للمشاركة بممارسة ديمقراطية هي الانتخابات".

  

المساهمون