"داعش" يتجاوز الصين وكوريا الشمالية في إثارة ذعر البنتاغون

"داعش" يتجاوز الصين وكوريا الشمالية في إثارة ذعر البنتاغون

11 مايو 2015
واشنطن خائفة من هجمات على عسكريين داخل أراضيها (Getty)
+ الخط -

بات خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الخطر الأكبر الذي تخشاه السلطات الأميركية، متجاوزاً التهديدين الصيني والكوري الشمالي للأمن الأميركي.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت في تقرير رسمي عن قلقها من خطط صينية لتعزيز ترسانتها العسكرية بإنتاج 42 ألف طائرة من دون طيار في الفترة من العام الحالي حتى عام 2023. جاء ذلك في وقت أعلنت فيه كوريا الشمالية أنها نجحت في إجراء تجربة تحت الماء لإطلاق صاروخ باليستي من غواصة في مؤشر على تقدم كبير لبناء غواصات مزودة بالصواريخ.

وعلى الرغم من القلق الأميركي من الخطرين الصيني والكوري الشمالي العسكري على أمنها، إلا أن الخطر الذي اعتبرته واشنطن وشيكاً هو الآتي من تنظيم "داعش"، إذ إن البنتاغون أعلن رفع مستوى التحذير يوم الجمعة في كافة القواعد العسكرية الأميركية داخل أراضي الولايات المتحدة إلى اللون الأصفر (برافو)، بعد معلومات عن هجمات إرهابية محتملة غير محددة على العسكريين داخل الأراضي الأميركية.

وجاء إجراء البنتاغون بعد صدور تحذير من مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية، عن وجود آلاف الموالين لتنظيم "داعش" داخل الولايات المتحدة يتلقّون تعليماتهم من التنظيم عبر شبكة الإنترنت. وكانت مواقع جهادية متعاطفة مع "داعش" قد نشرت أسماء وعناوين المئات من الضباط الأميركيين وهددت بالوصول إليهم في أماكن سكناهم أو عملهم.

وقال المتحدث باسم القيادة الشمالية في الجيش الأميركي، جيف دايفيس، "لدينا قلق من التهديدات المحتملة للمتشدّدين المحليين الموالين لداعش أو المتأثرين بفكر التنظيم المتشدد". وقبل هذه الخطوة كان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جايمس كومي، قد أعرب عن اعتقاده بوجود آلاف الموالين لتنظيم "داعش"، داخل الولايات المتحدة الأميركية. وقال كومي إن المتطرفين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لتجنيد مؤيديهم. وأوضح أن مثل هؤلاء الأشخاص موجودون في كل ولاية، مشيراً إلى أنه "قبل أسابيع كان عدد مثل هذه الولايات 49 لكن ولاية ألاسكا انضمت إلى باقي الولايات، وتحقيقاتنا بحق أشخاص ذوي مستوى تطرف مختلف نقوم بها في كل الولايات الخمسين". كما يأتي رفع مستوى التحذير بعد أيام قليلة من مقتل مهاجمين قيل إنهما مرتبطين بـ"داعش" أو متأثرين بتعليماته عبر الإنترنت في ولاية تكساس أثناء محاولتهما قتل ناشطة أميركية أقامت معرضاً للرسوم المسيئة للنبي محمد.

وكانت مصادر إعلامية أميركية قد نشرت يوم الأربعاء الماضي بياناً نسبته إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" تضمّن الإشارة إلى وجود 71 عنصراً مدرباً جاهزون لمهاجمة أي هدف تحدده قيادتهم في 15 ولاية أميركية، من بينها فرجينيا، وميرلاند، وإلينوي، وكاليفورنيا، وميشيغن. وهدد البيان بأن الشهور الستة المقبلة ستحمل مفاجآت مذهلة. ولم تحدد السلطات الأميركية الفدرالية المعنية بمكافحة الإرهاب الداخلي حتى الآن مدى صدقية البيان الذي جاء فيه أن المهاجمين الاثنين من العناصر الموالية للتنظيم وإن لم تكن مدرّبة، الأمر الذي يفسّر تعرضهم للقتل قبل تنفيذهم الهجوم المخطط له.

وتوعّد البيان من سمّاهم بالكفار "الذين أطلقوا النار على أخوينا" بأنهم لن يفلتوا من العقاب، مشيراً إلى أن الهجوم إياه لم يكن سوى "بداية الجهود الرامية إلى تأسيس الولاية في عقر دار العدو". وكشف البيان أن الهدف الرئيسي من هجوم تكساس كان "قتل الخنزيرة باميلا غيلر"، في إشارة إلى ناشطة أميركية معروفة منذ سنوات بمعاداتها للإسلام.

اقرأ أيضاً: واشنطن: 20 مليون دولار مقابل معلومات عن قيادات"داعش"

أما الخطر الصيني، فإلى جانب الترسانة الصينية المستقبلية من الطائرات المسيّرة من دون طيار، كشفت وزارة الدفاع الأميركية في تقريرها السنوي عن الصين أنها لا تستبعد إمكانية حصول الصين على أحدث طراز من الطائرات الحربية الروسية. وأشارت الوزارة إلى إمكان اقتناء الصين لمقاتلات روسية من طراز "سو-35". وقال البنتاغون في تقريره: "من أجل تعزيز طيرانها التكتيكي ستقتني الصين على الأرجح طائرات متعددة المهام من طراز "سو-35" التي يمكن أن تحصل عليها بحلول عام 2018، وهي مجهزة برادار "إربيس-أ"، وهو الرادار "السلبي" الذي لا يبث إشارات من الممكن أن تكشف عن وجوده".

في هذه الأثناء، أعلن مسؤولون أميركيون أن الموظف السابق في وزارة الطاقة، شارلز هارفي اكليستون، وُجّهت إليه تهمة محاولة قرصنة أجهزة كومبيوتر تابعة للوزارة لسرقة وبيع أسرار حول القطاع النووي لدول أجنبية (يعتقد أنها الصين). وتأتي محاكمة اكليستون بعد وقوعه في فخ نصبه له مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" في إطار عملية أطلقها بعد دخول الموظف السابق الى سفارة دولة أجنبية، لم يحدد اسمها، وعرضه تسليم معلومات سرية.

وقال بيان لوزارة العدل إن اكليستون أرسل في يناير/كانون الثاني بريداً الكترونياً، كان يعتقد أنه يحتوي فيروساً إلى أكثر من 80 حساباً الكترونياً، وهدفه إحداث أضرار في شبكة المعلوماتية التابعة لوزارة الطاقة، واستخراج بيانات حكومية حساسة متعلقة بالتسليح النووي.

وفي ملف آخر من الملفات المزعجة للبنتاغون، قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، أشرف على تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غواصة من مكان قبالة الشاطئ في الوقت الذي نزلت فيه الغواصة تحت الماء و"طفا صاروخ باليستي من على سطح البحر وارتفع إلى الهواء مخلفاً ذيلاً من اللهب". وخلال التجربة قالت الوكالة "ثبت أن إطلاق الصاروخ الباليستي تحت الماء من غواصة استراتيجية حقّق تماماً أحدث المتطلبات العسكرية والعلمية والتقنية". ولم يذكر التقرير موعد التجربة أو مكانها على وجه الدقة ولكن تقريراً منفصلاً لوكالة الأنباء الكورية الشمالية يوم السبت قال إن كيم كان متواجداً في سينبو وهي مدينة ساحلية على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية ومكان قاعدة معروفة للغواصات.

اقرأ أيضاً: واشنطن: بقاء نظام الأسد سبب استمرار مشكلة "داعش"

المساهمون