النمسا: اليمين المتطرف يتصدر نتائج الدورة الأولى بالانتخابات الرئاسية

النمسا: اليمين المتطرف يتصدر نتائج الدورة الأولى بالانتخابات الرئاسية

25 ابريل 2016
مواقف اليمين المتطرف من الهجرة تثير المخاوف (فرانس برس)
+ الخط -
أزاح اليمين المتطرف بالنمسا، للمرة الأولى في تاريخه، الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والمحافظ، اللذين يشكلان ائتلافا منذ العام 2008، إذ تصدر، أمس الأحد، وبفارق كبير، الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وهي النتائج التي أقارت قلق الكثير من الأوساط داخليا وخارجيا.

ووفق النتائج الرسمية المعلنة، فقد حقق مرشح حزب اليمين المتطرف، نوربرت هوفر، فوزا بـ36,4 في المائة من الأصوات، ليحرز بذلك أفضل نتيجة للحزب منذ الحرب العالمية الثانية في انتخابات وطنية في النمسا.

وعقب إعلان النتائج، قال رئيس الحزب، هاينز كريستيان ستراش، للتلفزيون العام: "إنها نتيجة تاريخية تعكس مزايا نوربرت هوفر، وأيضا استياء كبيرا من الحكومة".

وفي فرنسا، أشادت رئيسة حزب "الجبهة الوطنية"، مارين لوبن، بما اعتبرته "نتيجة رائعة"، مهنئة الشعب النمساوي، بحسب ما نقلت "فرانس برس".

في المقابل، اعتبر السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي، جان كريستوف كامباديلي، أن "الشعبوية القومية تقض مضجع أوروبا".

واتجه المرشح البيئي، ألكسندر فان در بيلين، للمرة الأولى، إلى خوض الدورة الثانية بـ20,4 في المائة من الأصوات على حساب المرشحة المستقلة ايرمغارد غريس (18,5 في المائة).

أما المرشح الاشتراكي الديمقراطي رودولف هاندسفورتر، والمرشح المحافظ أندرياس كول، فقد تأكد خروجهما من السباق الرئاسي بعدما نال كل منهما 11,2 في المائة.

ورغم أن منصب الرئيس النمساوي فخري، فهذه الهزيمة تشكل ضربة قوية للمستشار فرنر فايمن (الاشتراكي-الديمقراطي)، ولنائب المستشار راينهولد ميترلهنر (محافظ)، اللذين تمتد ولايتهما حتى 2018.

ولطالما شغل هذان الحزبان موقع الرئاسة منذ الحرب العالمية الثانية، سواء عبر شخص منبثق من صفوفهما، أو عبر شخص مستقل يؤيدانه.

وأعرب فايمن عن "حزنه" حيال النتيجة، مؤكدا أن الحكومة ستبذل "جهدا أكبر". ولاحظ ميترلهنر أن الأحزاب الحاكمة دفعت ثمن "الخوف من الإهمال" الذي تشعر به فئة من السكان، وثمن "مناخ عام مناهض للمؤسسات".

ويجسد نائب رئيس البرلمان، نوربرت هوفر (45 عاما)، الجناح الليبرالي لليمين المتطرف، الحزب السابق ليورغ هايدر. ويرى المحللون أن مهندس الطيران الشاب، وهو الأصغر سنا بين المرشحين، الذي أصيب بإعاقة جزئية، تمكن خصوصا من اجتذاب الناخبين الشباب، في حين يتخبط الائتلاف الحكومي جراء أزمة المهاجرين وازدياد البطالة في هذا البلد المزدهر.

وسبق أن تجاوز اليمين المتطرف عتبة الثلاثين في المائة من الأصوات في انتخابات إقليمية عدة العام الفائت.

من جهته، يحمل فان در بيلين، الأستاذ الجامعي السابق، آمال اليسار واليمين المعتدل إلى الدورة الثانية. ورغم أنه مستقل نظريا، إلا أنه يحظى بدعم حزب "الخضر"، الذي تؤأسه لوقت طويل، لكنه سيخوض هذه الدورة بفارق 16 نقطة عن المتصدر. وما يزيد في صعوبة مهمته أن أيا من الأحزاب لم يصدر تعليمات بالتصويت له. لكن فايمن أعلن أنه سيصوت لفان در بيلين "على المستوى الشخصي" لأنه "رجل توازن".

وقالت غريس، الرئيسة السابقة للمحكمة العليا، والتي كانت مجهولة للرأي العام حتى وقت قصير، إنها ستفكر مليا قبل اتخاذ أي قرار.

ولا يشارك الرئيس النمساوي، الذي ينتخب لولاية من ست سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، في الإدارة اليومية للبلاد، وعادة ما يقتصر دوره على الشؤون البروتوكولية. لكن الدستور منحه صلاحيات رسمية واسعة: فهو قائد الجيوش، ويعين المستشار، ويستطيع في بعض الظروف اتخاذ قرار بحل البرلمان.

وخلال حملته، هدد هوفر باستخدام هذه الصلاحية إذا ما انتخب، في حال امتنعت الأكثرية عن التقيد بتوصياته المتعلقة خصوصا بملف المهاجرين.

وأعلن فان در بيلين، من جانبه، أنه سيرفض تعيين زعيم اليمين المتطرف هاينز-كريستيان ستراش مستشارا، حتى لو حصل على الأكثرية في البرلمان خلال الانتخابات النيابية المقبلة.