كتائب إلكترونية دفاعاً عن السيسي

كتائب إلكترونية دفاعاً عن السيسي

01 يونيو 2016
يجهد السيسي لتأسيس الجيش الإلكتروني (كازوهيرو نوغي/فرانس برس)
+ الخط -
يسعى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى تشكيل قاعدة شبابية مؤيدة له، من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، تمهيداً للاعتماد عليهم خلال الفترة المقبلة في ترسيخ أركان نظامه. في هذا السياق، أطلق السيسي، مشروعاً لتأهيل الشباب للقيادة، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، الهادف لتخريج قيادات شابة، قادرة على الإدارة وتولي المسؤولية والمناصب القيادية وفقاً لأساليب الإدارة الحديثة، بحسب قوله.

مع العلم أن السيسي قد ذكر في كلمة سابقة، أمام شباب الجامعات المصرية بجامعة قناة السويس، أن "البرنامج يهدف إلى تأهيل 2500 شاب وشابة سنوياً كمرحلة أولى". وشدّد على "ضرورة تضافر جهود كل مؤسسات المجتمع في تأهيل وإعداد الشاب، وألا تقتصر تلك المسؤولية على الجامعات فحسب". ويحاول السيسي إعادة إحياء سياسات الحزب الوطني، مرة أخرى في تشكيل كتائب إلكترونية للدفاع عنه والترويج لمشروع التوريث، ولكن هذه المرة من خلال مؤسسة الرئاسة لعدم وجود حزب له.

ويحيط بالرئيس المصري الحالي، عدد من المستشارين المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذين لديهم خبرات طويلة في سياسات وأساليب الحزب الوطني في التشهير والهجوم على المعارضين. ويتلقى شباب البرنامج الرئاسي، تدريبات ومحاضرات في أكاديمية ناصر العسكرية، على مواجهة الشائعات والحرب النفسية، بحسب ما أعلنه أحد الصحافيين، المحاضرين في تلك الدورات.

وتقول مصادر بمؤسسة الرئاسة، إن فكرة المشروع الرئاسي لتأهيل الشباب، لها عدة أهداف، أولها تخفيف حدة الانتقادات للسيسي بعدم الرعاية والاهتمام وتمكين الشباب، بل وملاحقتهم والزج بهم في السجون. وتضيف المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن "البرنامج يسعى لتشكيل قاعدة شبابية للسيسي، يمكن الاعتماد عليها، خلال الفترة المقبلة، في الانتخابات المحلية، أو الدفع بهم للعمل في بعض الوزارات أو الهيئات الحكومة".

وتشدد على أن "هؤلاء الشباب يتلقون تدريبات لإعدادهم ليكونوا بمثابة كتائب إلكترونية للدفاع عن النظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع انتشار الصفحات المعارضة والمنددة بسياسات النظام الحالي". كما توضح أن "شباب البرنامج الرئاسي يتم تدريبهم على صقل مهارات استخدام التكنولوجيا الحديثة، والأهم هي كيفية الردود على الاتهامات والانتقادات الموجهة إلى السيسي". وتلفت إلى أنه "مع تزايد حدة الهجوم على السيسي، خلال الأشهر القليلة الماضية، تحديداً مع تصاعد الأزمات وتراجع مستوى المعيشة والغلاء، ظهرت هناك حاجة ماسّة إلى توظيف شباب البرنامج الرئاسي في إطار الردّ على الانتقادات".

وتذهب المصادر ذاتها، إلى حدّ القول إن "التدريبات تحاول التركيز على بيان إنجازات السيسي وسعيه لإنقاذ مصر من الدمار، فضلاً عن جهوده في الحفاظ على الأمن القومي والتصدي لمحاولات إثارة القلائل والفتن، والوقوف أمام المؤامرات الخارجية التي تنفذها دول عدة وجماعة الإخوان المسلمين، بحسب ما يرى النظام المصري الحالي". وتشير إلى أن "هذا النوع من التدريبات يحاول تقريب شباب البرنامج الرئاسي من السيسي أكثر، وبالتالي فإن حديث هؤلاء في أوساطهم الاجتماعية أو عبر صفحاتهم على مواقع التواصل، يدور حول المؤامرات التي تحاك ضد مصر، وتصدّي السيسي لها". وتؤكد المصادر أن "حديث هؤلاء الشباب هي أول خطوة لتشكيل كتاب إلكترونية دعماً للسيسي عبر مواقع التواصل، ومن ثم تشكيل مجموعات عمل وإنشاء صفحات رداً على الهجوم على النظام".

وتستطرد قائلة "ستنظم مؤسسة الرئاسة دورات تأهيل للشباب، خلال الفترة المقبلة، مع الاحتفاظ بقاعدة بيانات لكل من تلقى تدريبات للاستفادة منهم في الكتائب الإلكترونية". ولم تستبعد المصادر الاستفادة من هؤلاء الشباب بعد تدريبهم في كيان كبير للشباب، قد يتحوّل إلى حزب سياسي للسيسي، تحديداً أن هناك تركيزاً على اختيار شباب من كل المحافظات.

من جهته، يقول الخبير السياسي، محمد عز، إن "مشروع تأهيل الشباب، منذ انطلاقته، عليه علامات استفهام كثيرة للغاية، إذ لم يكن مثلاً تابعاً لوزارة الشباب والرياضة". ويضيف عز لـ"العربي الجديد"، أن "المشروع منذ بدايته غير واضح الهدف، أو عملية تدريب الشباب بداخله، ولكن بالتأكيد سيكون له مردود سلبي لناحية توجيه الشباب باتجاه معين".

ويشير إلى أنه "من الخطأ تدريب الشباب على أمور مثل مواجهة الشائعات والمؤامرات وأشياء من هذا القبيل، إنما التدريب الحقيقي هو مواد علمية تسهم في الارتقاء بمستوى هؤلاء الشباب بما يصب في النهاية لصالح مصر". ويوضح الخبير السياسي، أن "السيسي دائماً ما يؤكد اتباعه نفس سياسات مبارك في كل شيء، بل إنه فاقه في كثير من الأمور، ولكن في النهاية يعتبر امتداداً للنظام البائد".

ولم يستبعد أن يكون مشروع تأهيل الشباب، عبارة عن جيش إلكتروني جديد يحاول تكوينه السيسي، لأنه في مأزق حقيقي في ظل انخفاض شعبيته بشكل كبير، فضلاً عن تزايد نبرة الهجوم عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويلفت إلى وجود أزمة كبيرة في عدم القدرة على التعامل مع وسائل التواصل، لعدم إمكانية حجْبها ووقف عملها في مصر، وبالتالي المهم بالنسبة للنظام الحالي تشكيل جبهة مضادة مؤيدة للسيسي.