"الوفاق" الليبية تعزز مواقعها حول غريان": طوق حماية للمدينة

قوات "الوفاق" الليبية تعزز مواقعها حول غريان": طوق حماية للمدينة

28 اغسطس 2019
قوات الجيش نفذت عمليات تمشيط واسعة(Getty)
+ الخط -
تشهد محاور القتال حول مدينة غريان الليبية هدوءا حذرا، بعد ساعات من الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق وقوات اللواء خليفة حفتر، التي فشلت في التقدم باتجاه المدينة لاستعادة سيطرتها عليها، بعد أن خسرتها نهاية يونيو/ حزيران الماضي.

وأكد عبد الله كشلاف، آمر قوة حماية غريان التابعة للجيش بقيادة حكومة الوفاق، أن الهدوء يسود مختلف محاور القتال وتعيش الجبهات حالة ترقب بعد أن تمكنت قوة حماية غريان من تعزيز مواقعها، وتحصينها من أي محاولة جديدة للتقدم.

وشنت قوات حفتر محاولة للتقدم على الأرض باتجاه غريان، تحت غطاء جوي، منذ الإثنين الماضي، لكنها فشلت في التقدم أكثر بعد سيطرتها لساعات على منطقة غوط الريح التي تعد المنفذ الجنوبي الرئيسي للمدينة.

وأكد كشلاف في حديث لـ"العربي الجديد" أن قوات حفتر "تم إرجاعها إلى ما بعد غريان جنوبا في مواقعها السابقة"، مبيناً أن سلاح الجو شن ثلاث غارات جوية مساء أمس الثلاثاء استهدفت مقاتلي حفتر الهاربين من مناطق جنوب غريان، بعضها استهدف معسكر السلع في منطقة الاصابعة التي يتخذها حفتر منطلقا لقواته باتجاه غريان، مشيرا إلى أن قوة حماية غريان أمنت المنطقة بشكل جيد حتى بوابة القضامة جنوب المدينة.

وفيما أكد المصدر نفسه، أن قوات الجيش نفذت عمليات تمشيط واسعة للمناطق الواقعة على ضواحي غريان، فقد ذكر أيضاً أن " قواتنا أمنت المنطقة الواقعة بين بوابة القضامة حتى ما بعد كوبري جندوبة" جنوب المدينة.

وفي قراءة للأوضاع الميدانية يؤكد المحلل العسكري الليبي، محيي الدين زكري، أن تأمين وتعزيز مواقع جنوب غريان "سيمثل طوق حماية للمدينة"، كما أن عمليات تعزيز تلك المواقع "ستحد من إمكانية تقدم قوات حفتر باتجاه غريان".

وأشار زكري في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن محاولة حفتر "لم تكن تهدف للسيطرة على المدينة المعروف أن السيطرة عليها عسكريا دون مساعدة داخلية أمر مستحيل بسبب جغرافيتها، لكن هدفه جر مقاتلي الجيش إلى الأرض الفضاء لاستهدافهم بواسطة الطيران".

واعتبر أن الغارات الجوية التي كثف طيران الجيش تنفيذها أفشلت خطته، وقال "كان قادة الجيش على علم في ما يبدو بالهدف فلم يتجاوز تقدمهم منطقة غوط الريح إلى الأرض الفضاء، ما أفشل عملية حفتر".

وتمكن حفتر من السيطرة على غريان في الثالث من إبريل/ نيسان الماضي بعد أن عقد صفقة وتحالفا مع قوى مسلحة مسيطرة على المدينة ساعدته على دخولها، قبل أن يخسرها نهاية يونيو الماضي بعد انتفاضة داخلية من قبل أهالي المدينة وبمساعدة من قوة حماية غريان التي كانت ترابط غير بعيد عن المدينة.


من جانبه يرى سعيد الجواشي، الباحث في الشؤون السياسية، أن محاولة استعادة حفتر لغريان "تأتي في إطار التحضير الدولي لإعادة إحياء العملية السياسية، هادفا لكسب المزيد من أوراق التفاوض لما تمثله عملية السيطرة على غريان من تهديد حقيقي للأوضاع في طرابلس".

وقال الجواشي "حتى الآن يحافظ حفتر على مواقعه جنوب طرابلس بالإضافة لترهونة، لكن استعادة سيطرته على غريان لها أهمية معنوية، وربما لا يسعى لتحقيق نصر عسكري بقدر ما يسعى لإعادة اوضاعه السابقة وليظهر في شكل الشريك القوي في أي عملية تفاوض للحل السياسي".

ورجح أن يسعى حفتر مجددا لشن هجومات على غريان أو يتجه للسيطرة على أجزاء أخرى متاخمة لطرابلس أو مثل سرت التي تشكل عامل تهديد حقيقي لمصراته في محاولة للضغط عليها. ​

 

 

 

المساهمون