لبنان: الحريري ينسف "14 آذار" باقتناعه بفرنجية لرئاسة الجمهورية

لبنان: الحريري ينسف "14 آذار" باقتناعه بفرنجية لرئاسة الجمهورية

26 نوفمبر 2015
تأكيد الحريري دعم خيار فرنجية للرئاسة (الأناضول)
+ الخط -

تعيش مكوّنات فريق (14 آذار) اللبناني حال قلق وإحباط منذ شيوع خبر "لقاء باريس" بين زعيم تيار "المستقبل"، سعد الحريري، ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، أحد أكثر المقرّبين للرئيس السوري بشار الأسد.

وما زاد القلق والإحباط لدى بعضهم في (14 آذار)، انتشار كلام على نطاق واسع في وسائل الإعلام والمجالس على حدّ سواء، عن تأكيد الحريري دعم خيار فرنجية للرئاسة، بالإضافة إلى اتصال الحريري بمجموعة من قيادات مسيحيي (14 آذار) لوضعهم في أجواء دعمه فرنجية للرئاسة.

التواصل هاتفياً بين الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لم يكن ودياً، باعتبار أنّ الطرح الذي يحمله الحريري، يعني نسف معسكره السياسي.

لهذا الغرض عقدت قيادات من قوى (14 آذار) اجتماعاً مسائياً ليل الثلاثاء- الأربعاء في "بيت الوسط"، تم خلاله طرح الكثير من القضايا، بدءاً من الحوار والأزمة الحكومية، لكن المحطة الرئيسية كانت ملف لقاء الحريري ـ فرنجية.

بعض الشخصيات ذكرت لـ"العربي الجديد" أنّ عدداً من مستشاري الحريري حملوا معهم قنبلة سياسية، قادرة على نسف كل صيغة التحالفات والصراعات المحلية (والمستمدة من الأسس الخارجية)، التي بنيت على أساسها الحياة السياسية في لبنان منذ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.

كان جميع من في 14 آذار بانتظار وضعهم في أجواء المشاورات، التي يجريها الحريري في باريس مع القيادات اللبنانية، (مع فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط).

انقسم معسكر المستقبل حول فكرة تنصيب فرنجية رئيساً للجمهورية، فبعضهم يقول إنّ "انتخاب فرنجية سيكون ضمن سلّة متكاملة للحل على الصعيد اللبناني، إذ يليه تعيين الحريري رئيساً للحكومة، ووضع صيغة سياسية جديدة للتوافق الداخلي بين قطبي الصراع، أي 8 آذار و14 آذار". في حين، يعلق بعض حلفاء الحريري على هذه "النظرية" بالقول "يريد إقناعنا بالإتيان بآل الأسد إلى رئاسة الجمهورية".

تنظر مكوّنات 14 آذار، وتحديداً المسيحية منها، بسوداوية إلى نيات الحريري وفكرته المستجدة، خصوصاً أنّ زوّار فرنجية ينقلون عنه قوله إنّ "اللقاء مع الحريري استمرّ لساعتين وقدّمت خلاله مشروعي للرئاسة".

ويضيف الزوار، إشارة فرنجية إلى أنّ "الحريري كان مستعداً لإعلان ترشيحي ودعمي، لكن دعوته إلى التريّث لحين القيام بالمشاورات والاستطلاعات السياسية اللازمة".

من جهة أخرى، جزم عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، لـ"العربي الجديد" أنّ "الحريري لم يقدّم أي التزام لفرنجية، لافتاً إلى أنّ "الحريري لا يزال في مرحلة استطلاع الآراء".

كما اعتبر أنّ "ملفاً بحجم الرئاسة بحاجة إلى الكثير من التقاطعات الداخلية والخارجية"، وأنه يتم تحميل لقاءات باريس أكثر مما يلزم.

ولا يزال الموقف الرسمي لتيار المستقبل في الملف الرئاسي يشير إلى "رئيس توافقي"، وفي ما يخص ترشيح فرنجية فإنّ نواب "المستقبل"، يؤكدون دعمهم فرنجية "في حال تمكّن الأخير من فرض نفسه كشخصية توافقية"، وهو أمر صعب حصوله نتيجة ارتباطات فرنجية وتحالفاته.

وبينما كان القلق والهدوء يتضاربان في صفوف 14 آذار، حاول مسؤولون في حزب "الكتائب" استدراك الأمور من خلال طرح مسؤولين فيه إحلال ثنائي فرنجية – أمين الجميّل (الرئيس السابق لحزب الكتائب، ورئيس الجمهورية السابق 1982-1988) بدل ثنائية عون- سمير جعجع.

الكتائبيون، وجدوا في طرح اسم فرنجية مناسبة لإعادة إحياء الطموح بالعودة إلى قصر بعبدا. قد تكون هذه الصيغة الأفضل لفريق 14 آذار للخروج من مأزق لقاء الحريري ـ فرنجية، ليتمّ حرق الأخير سياسياً وإعادة صبّ الجهود إلى اسم جديد للرئاسة أو انتظار ما ستؤول إليه الأجواء الدولية والإقليمية في المعركة الدائرة في سورية.


اقرأ أيضاً: لا تسوية رئاسية في لقاءات باريس اللبنانية...واجتماع الحريري-فرنجية تعارفي

المساهمون