الكاظمي يجتمع بالوفد العراقي قبيل جلسات الحوار مع الأميركيين

الكاظمي يجتمع بالوفد العراقي قبيل جلسات الحوار مع الأميركيين: مهمة إرضاء الجميع

11 يونيو 2020
الجهات المرتبطة بإيران تضغط على الكاظمي وتهدد الأميركيين (Getty)
+ الخط -
 

عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، اجتماعا مع أعضاء الوفد العراقي المفاوض، الذي يبدأ اليوم الخميس، بحدود الساعة الرابعة عصرا بتوقيت العاصمة بغداد، أولى جلسات الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي، والذي سيكون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من داخل مقر الحكومة العراقية وسط المنطقة الخضراء ببغداد، وفقا لما أكدته مصادر عراقية رفيعة لـ"العربي الجديد". 

وتحدثت المصادر عن أن الكاظمي أمام مهمة إرضاء جميع الأطراف الداخلية والخارجية في هذا الحوار، الذي قد يطول لأكثر من شهر، ويشمل مرحلتين في بغداد وواشنطن، قبل الانتقال إلى عملية ترجمة ما تم التوصل إليه إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم، أو تعديل الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن المعتمدة منذ عام 2008، والتي على أثرها أنهت القوات الأميركية احتلالها للبلاد بشكل كامل عام 2011.  

وشهد اليومان الماضيان تصعيدا من قبل فصائل مسلحة وقوى سياسية توصف عادة بأنها مرتبطة بإيران، بشأن الحوار الأميركي العراقي، مطالبة الحكومة العراقية بأن يكون إخراج القوات الأميركية من العراق هو الهدف الأول من الحوار، مهددة بأنها لن توافق على أي تسويف في هذا المطلب. 

كما شهدت بغداد، ليلة أمس، قصفا بصاروخ كاتيوشا سقط على مقربة من السور الخارجي للسفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء، دون أن يسفر عن أي خسائر بشرية، في هجوم اعتبر رسالة رفض من مليشيات موالية لإيران قبيل بدء جلسات الحوار. 

ويتألف الوفد العراقي من 21 عضوا، بينهم أكاديميون وباحثون، فضلا عن مسؤولين بالخارجية العراقية ومستشارين بمجلس الوزراء العراقي، من ضمنهم عبد الكريم هاشم مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للعلاقات الخارجية رئيساً، إضافة إلى لقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف. 

أما من الجانب الأميركي فيضم كلاً من ديفيد هيل، نائب وزير الخارجية مايك بومبيو، ومساعدي الوزير ديفيد شنكر وفرانسيس فانون، ونائبي مساعدي الوزير، جوي هود وديفيد كوبلي، بالإضافة إلى ماثيو تولر سفير واشنطن في بغداد. 

وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد إن الكاظمي عقد اجتماعا، في ساعة متأخرة، مع عدد من أعضاء الوفد المفاوض، وبحث معهم الملفات التي سيستهل بحثها وتصوراتهم حولها، مبينا أن الجلسات الأولى والثانية والثالثة ستكون عبارة عن تبادل وجهات نظر ومواقف وتصورات كل جانب حول ملفات أمنية وعسكرية وسياسية مختلفة، قبل الدخول في التفاصيل الدقيقة.

وذكر المسؤول العراقي أن "الكاظمي لا يريد خسارة الأميركيين، بل يسعى إلى ترميم ما خلفته حقبة حكومة عبد المهدي السابقة، وفي الوقت نفسه هو يواجه ضغوطا غير سهلة من قوى سياسية وفصائل مسلحة، التي تضغط باتجاه إعلانه مطالبة الأميركيين بالانسحاب من العراق"، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "غير متشبث ببقاء قواته في العراق، خاصة في ظل هذه الظروف، لكن قد تترتب على الانسحاب آثار سياسية سلبية على العراق، وحتى أمنية".

ورجح المتحدث أن يكون هناك حل وسط في هذا الملف بالنهاية، من خلال تقليل عديد القوات الأميركية، والإعلان عن تفاهم جديد بشأن مراجعة دورية لعدد القوات الأميركية بين وقت وآخر"، كاشفا عن أن "الحوار قد يستمر لأكثر من شهر، وعلى شكل جلسات متكررة متفق عليها مسبقا، وإذا سمحت الظروف ستكون لقاءات مباشرة في بغداد وواشنطن بالفترة اللاحقة قبل الانتقال إلى عملية ترجمة ما تم التوصل إليه إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم، أو تعديل الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن المعتمدة منذ عام 2008، والتي على إثرها أنهت القوات الأميركية احتلالها للبلاد بشكل كامل عام 2011".

في السياق ذاته، وصف مستشار رئيس الوزراء العراقي، هشام داود، الخميس، الحوار المرتقب بين العراق والولايات المتحدة بأن "لا شيء مخفياً فيه"، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية تفكّر مع الولايات المتحدة في أنه "آن الأوان لجدولة وجود القوات العسكرية على الأراضي العراقية". 

وتابع داود أن "الولايات المتحدة بلد مهم، والعراق بحاجة إلى تنويع علاقاته مع البلدان المهمة ذات الاقتصاديات القوية في العالم". وأردف أن "العراق لديه أيضا علاقات عسكرية مع الولايات المتحدة، وأن الحكومات المتعاقبة في العراق كانت قد طلبت من واشنطن مساعدة العراق عسكريا في الحرب ضد عصابات "داعش" الإرهابية، واليوم تؤكد حكومة الكاظمي أنّ العراق بات يمتلك إمكانيات وقدرات عسكرية وأمنية لمواجهة المخاطر والتحديات داخل البلد ومواجهة الإرهاب، وأن العراق ربما ليس بحاجة إلى هذا العدد من القوات الأميركية".  

وأضاف مستشار رئيس الوزراء أن "الحكومة العراقية تفكّر مع الولايات المتحدة في أنه آن الأوان لجدولة وجود هذه القوات العسكرية على الأراضي العراقية، والتي جاءت بطلب من الحكومة العراقية العام 2014، على أن تبقى علاقات ودية بينهما ويستمر التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والمعلومات الاستخبارية ومواجهة الإرهاب، ومكافحة عمليات التهريب، والتي تضر بالعراق"، مؤكدا "ضرورة استمرار هذه العلاقات في جوانب عديدة أخرى، وليست بالضرورة أن تقتصر حصرا على الجانب العسكري". 

ودعت جهات سياسية عراقية الفريق التفاوضي العراقي إلى تجنب تقديم مصلحة أي دولة على حساب مصلحة العراق.

وقال رئيس حزب الحل، جمال الكربولي، في تغريدة له: "نتمنى النجاح للفريق التفاوضي في المهمة الجسيمة التي أوكلت إليه"، داعيا إياه إلى "عدم تقديم مصالح أي دولة على حساب مصالح العراق، وألا يقدم انتماءه الطائفي أو القومي على حساب هويته الوطنية في تفاصيل المفاوضات".

دلالات