فرنسا بعد الضربة الأميركية: هولاند يؤيد وأصدقاء الأسد مُحرجون

فرنسا بعد الضربة الأميركية: هولاند يؤيد وأصدقاء الأسد مُحرجون

07 ابريل 2017
نددت لوبان بسياسة ترامب (Getty)
+ الخط -

 

في تصعيد رسمي فرنسي جديد، ضد نظام الأسد، بعد توجيه الولايات المتحدة الأميركية، ضربات صاروخية لقاعدة عسكرية جوية سورية، اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في تصريح له صباح اليوم الجمعة وقبل ترأسه لمجلس الدفاع مساء اليوم، أن "الرد" الأميركي "يجب أن يستمر على مستوى دولي في إطار الأمم المتحدة، إذا كان الأمر ممكناً، بطريقة تسمح لنا بالمضيّ حتى النهاية في تطبيق العقوبات ضد بشار الأسد والحيلولة دون استخدام جديد للأسلحة الكيميائية ودون سحق هذا النظام لشعبه".   

وجاء هذا الموقف الفرنسي الجديد بعد صدور بيان مشترك فرنسي ألماني، كُشفَ فيه أن الولايات المتحدة الأميركية أطلعت حليفَيْها على نيتها مهاجمة القاعدة الجوية السورية، وأضاف البيان المشترك أن "بشار الأسد هو وحده المسؤول عن الضربات الأميركية".

وفي نفس الوقت أعلنت الدبلوماسية الفرنسية، على لسان جان-مارك أيرولت، عن "دعمها للضربات ضد قاعدة جوية سورية". ورأى جان- مارك أيرولت أن الضربة "رسالة للروس والإيرانيين لفهم أنهم لن يستطيعوا دعم نظام بشار الأسد"، مضيفا أن "دعمه، كما فعلوا لحدّ الآن، لا معنى له".

وقد جاءت الضربة الأميركية لقاعدة عسكرية سورية، رداً على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد شعبه في مدينة خان شيخون، لتدخل الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية في الصميم. بعد أن كانت المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين 11 مرشحا لرئاسيات 2017، كشفت عن عدم رغبة 10 مرشحين بالحديث عما جرى في خان شيخون، باستثناء المرشح الاشتراكي، بونوا هامون، وهو ما كشف للمراقبين، ميلَ كثيرين من المرشحين للنظام السوري، على رأسهم الكبار، جان لوك ميلانشون وفرانسوا فيون ومارين لوبان.

ولكن الهجوم الأميركي، مساء الخميس، حرّك الأوراق، بعض الشيء. وهو ما دفع مارين لوبان، التي غالبا ما تمتدح في خطاباتها الرئيسَ الأميركي الجديد ومواقفه المختلفة، للتعبير عن "ذهولها" لتغير الموقف الأميركي في اتجاه أن يصبح "دركي العالم"، من جديد. واستدركت أن "الرئيس الأميركي أعلن مرات عديدة أنه لا ينوي أن يجعل من الولايات المتحدة دركي العالَم"، و"هذا ما حصل أمس".

واعتبرت مرشحة "الجبهة الوطنية"، التي تمنحها كل استطلاعات الرأي في فرنسا مقعدا في الدور الثاني لرئاسيات فرنسا، أنه "كان يتوجب على أميركا انتظار تحقيق دولي مستقل، قبل الإقدام على مثل هذا النوع من الضربات".

كما أن المرشح اليميني الآخر، نيكولا ديوبونت- إينيان، ذا التوجه السياديّ، عبّر عن قلقين اثنين. ورأى أنه "إذا تأكد أن الأسد هو من أقدم عليها فيجب أن يكون الرد في إطار الأمم المتحدة". وأما "إذا كان السيناريو مشابها لسيناريو صدام حسين، في العراق، فأنا أعبر عن قلقي". وتعجب لأن ترامب لم يمر على قناة الأمم المتحدة. وفي محاولة للدفاع عن الأسد، تساءل المرشح اليميني: "أنا لا أرى كيف أن الأسد استبد به جنون استخدام غازات، بعد أن نجح في فرض الاستقرار في بلده"، وختم: "أنا أشك في ذلك".   

وفي تغير طفيف من جانب مرشح "الجمهوريون"، أعلن فرانسوا فيون أنه يمكن "تفهم" "الردّ الأميركي" على استخدام سوري رسمي مفترض للسلاح الكيميائي، لكنه عبر عن أمله في ألا تتحول إلى "مواجهة بين الغرب من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى".

ولم يختلف عنه نيكولا ساركوزي إلا بشكل طفيف، حين أعلن في بيان له أنّ "هذا الرد الأميركي، الذي يمكن تفهمه، بسبب فظاعة الهجمات الكيميائية، لا يجب أن يقود إلى مواجهة مباشرة بين القوى الغربية وقوى روسيا وإيران"، وأضاف: "سيمثل الأمرُ خطرا رهيبا على السلام".