منسق "6 إبريل" لـ"العربي الجديد": نتوقع تصاعد القبضة الأمنية

منسق "6 إبريل" لـ"العربي الجديد": نتوقع تصاعد القبضة الأمنية

06 ابريل 2014
ترشيح السيسي للانتخابات سينعكس على فعاليات اليوم ( أناضول)
+ الخط -
توقّع منسق حركة "شباب 6 إبريل"، جبهة أحمد ماهر، عمرو علي، تصاعد القبضة الأمنية ضد كل معارضي النظام في مصر، بعد إعلان وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما سينعكس بالضرورة سلباً على الفعاليات التي تعتزم الحركة تنظيمها اليوم لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس الحركة.

وأكد علي، في حواره مع "العربي الجديد"، على ضرورة إيجاد "صيغة تفاهم" للخروج من المأزق الراهن ليست من بينها عودة الرئيس محمد مرسي، الذي عزله الجيش في 3 يوليو/ تموز الماضي.

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

- بداية، ما المكاسب التي حققتها الحركة منذ تأسيسها حتى الآن؟

 مثّل تأسيس "6 إبريل" كحركة احتجاج شبابية لها قيادة شابة إضافة للحياة السياسية المصرية. كانت هناك حركة "شباب من أجل التغيير"، التي انبثقت عن حركة "كفاية"، لكنها لم تستمر طويلا مثل حركتنا التي بقيت على الرغم من تغيّر الظرف السياسي خلال السنوات الست الماضية.

ولا يمكن أيضا إغفال دور الحركة في الحشد لثورة 25 يناير 2011، وما نظمته بعدها من حملات لتقويض وإفشال محاولات الحزب الوطني للعودة بعد الثورة، مثل حملات مناهضة خوض المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق انتخابات الرئاسة عام 2012، وتسعى الحركة حاليا لإيجاد حل لإنهاء حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد منذ 3 يوليو.

- من تفاعل مع المبادرة التي أطلقتها الحركة أخيراً؟

تشمل المبادرة ثلاثة أطراف هي جماعة الإخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية وباقي القوى السياسية، وعندما أعلنت عنها الحركة قبل الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير، فضلت جميع الأطراف إرجاء الإعلان عن موقفها منها، لما بعد انتهاء فعاليات إحياء الذكرى، التي توقع البعض أن تكون نواة لموجة ثورية جديدة، فيما تخوف آخرون من أن تنتهي بترسيخ وضعية الجيش في الحياة السياسية وتمكنه بشكل أكبر، ما حدث أن 25 يناير 2014 لم يكن يوما قويا على النحو المتوقع.

- لماذا لم تكن ذكرى 25 يناير يوما قوياً؟

لعدة أسباب أهمها الدعاية المكثفة التي بثتها وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، المملوكة لرموز النظام السابق، لتشويه كافة الحركات الداعية للتظاهر والمطالبة باستكمال أهداف الثورة، فضلا عن وجود الإخوان في الشارع، وخوف بعض من كانوا ينوون النزول من استخدام العنف لفض المظاهرات، كما عزف الشباب غير المسيس عن المشاركة بعدما خذلتهم النخبة السياسية، التي نكثت بوعودها بعد وصولها للحكم عقب 30 يونيو/ تموز الماضي.

- لكن ألم تحقق فعاليات 25 يناير أي نجاحٍ يذكر؟

على الرغم من أنه لم يكن يوماً حاشداً إلا أنه حقق جزءاً من النجاح المطلوب بإظهار أن هناك معترضين في الشارع، فلم يقتصر المشهد على المؤيدين فقط.

- هل تواصلتم مع أي من القوى الفاعلة في المشهد بعد ذلك؟

تواصلنا بالفعل مع بعض القوى المدنية قبل ذكرى الثورة، لكنها، كما قلت في السابق، فضلت إبداء رأيها بعد 25 يناير، ثم تجاهلت المبادرة بعد ذلك لأنها ربطتها بفعاليات إحياء الذكرى التي فشلت من وجهة نظرها.

- ماذا عن المسؤولين الرسميين؟ هل تواصلتم مع أي منهم؟

بعد 30 يونيو/ حزيران كنا نتواصل مع مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور، لكن لا نستطيع التواصل معه الآن فهو مؤمن أن النظام الحالي على صواب دائما أو أي اعتراض على أدائه يعني المطالبة بعودة الإخوان للحكم، وبالتالي لا يتواصل مع معارضي النظام، و"6 إبريل" جزء من هذه المعارضة.

 

دعم الشرعية

 

- أكدت قيادات في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" أنهم يتواصلون معكم، ما حقيقة الأمر؟

غير صحيح، فتحركاتهم تختلف عن أهدافنا، وترى الحركة أن أي تقارب معهم يضر بالمشهد أكثر مما يفيد؛ فهم يطالبون بعودة نظام ثار ضده المصريون، وهو ما يعطي ذريعة للسلطة الحاكمة لقمع أي تحركات في الشارع.

- لكن القيادي في "التحالف"، الدكتور خالد سعيد، يتهمكم بإنكار التواصل معهم، ما رأيك؟

إذا حدث اتصال معهم لن ننكره، والتحالف يصر على الترويج على وجود قنوات اتصال مفتوحة مع "6 إبريل" وغيرها من الحركات الاحتجاجية لتجميل صورته وتصدير فكرة أن الحراك في الشارع لا يقتصر على الإخوان فقط، لكننا نرفض الزج بنا في تحركاتهم.

- هل تخشون اتهام الحركة بأنها منظمة إرهابية إذا أعلنتم تواصلكم مع "التحالف"؟

لا علاقة للأمر بالقضية المرفوعة ضد الحركة، في الماضي تحالفنا مع الإخوان المسلمين، كنا نثق بهم وأعلنا دعمنا للمرشح الرئاسي وقتها محمد مرسي في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة لكنهم خذلونا، فلا مبرر للتواصل معهم مرة أخرى، ليست مناورة سياسية من جانبنا لكننا ببساطة لن نكرر أخطاء الماضي.

- متى ستحكم المحكمة في دعوى عضو مجلس الشعب السابق حمدي الفخراني؟

لم تحدد المحكمة، في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي ميعاد الجلسة المقبلة، للنظر في دعوى اتهام الحركة بأنها منظمة إرهابية، أتوقع أن تكون مجرد ورقة ضغط لتخويف الحركة، وتخلت الحكومة عنها بعدما تيقنت من عدم جدواها.

- هل تتواصلون مع الدكتور محمد البرادعي؟

التقينا به آخر مرة في حزب الدستور قبل أيام من 30 يونيو/حزيران، أبدينا تخوفنا من استغلال العسكر للتظاهرات وبسط سيطرتهم على المشهد، لكنه طمأننا بدعوى أن الجيش لا يرغب في العودة للحكم، وأكد لنا وقتها أن التحرك سيقتصر على القوى المدنية فقط، وهو ما حدث بشكل صوري؛ حيث تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب الرئيس وشكّل التيار المدني للحكومة، فيما أمسك العسكر بخيوط اللعبة.

- كيف ترى سفره للخارج بعد تعقد المشهد في البلاد؟

لا أرغب في التفتيش في نوايا البرادعي أو غيره، قد يكون رأى أن وجوده لن يحقق أي فائدة لذلك فضل الابتعاد عن مصر خلال هذه الفترة.

 

خديعة العسكر في 30 يونيو

 

- ننتقل للحديث عن 30 يونيو، هل توقعتم أن يستغل العسكر هذه التظاهرات للعودة للحكم مرة أخرى؟

كانت لدينا تخوفات وحذرنا آنذاك من خطورة استغلال المؤسسة العسكرية للموقف، لكن لم يمنحنا الإخوان خياراً آخر، خاصة أنهم لم يلقوا بالا بتحذيرات البعض لهم من ثقتهم المفرطة بالجيش.
- علمتم بمشاركة الفلول ومع ذلك حشدتم لمظاهرات 30 يونيو، لماذا؟

شاركنا في جمع استمارات "تمرد"، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات مبكرة، من منطلق إيماننا بأهمية التخلص من نظام الإخوان وجمعنا بالفعل مليوني استمارة سلمناها للقائمين على الحملة، رفعنا شعار "يسقط كل من خان عسكر وفلول وإخوان" في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، لكن كما قلت لم يمنحنا الإخوان أي فرصة أخرى، لم نندم على ما حدث، ولم نندم أيضا على دعمنا لمرسي في انتخابات الرئاسة.
- يتهمكم البعض أنكم لم تعترفوا بأن ما جرى في 3 يوليو انقلاب إلا بعد أن طالكم القمع، ما رأيك؟

لم يأت رد فعلنا متأخرا كما ادعى البعض، فالبيانات التي أصدرتها الحركة قبل وبعد 3 يوليو/ تموز تؤكد عكس ذلك؛ فقد أعلنا أكثر من مرة أن أي محاولة للسيطرة على السلطة من قبل المؤسسة العسكرية تعني الانقلاب، وعندما تأكدنا من نوايا الجيش اعترضنا على مساعيه، خاصة بعدما ترددت أنباء عن نية وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الترشح للرئاسة.

- انتهى نضال الحركة من أجل الحرية بسجن مؤسسها، كيف ترى الأمر؟

لا شك أن الحكم بسجن مؤسس الحركة، أحمد ماهر، والناشطين محمد عادل وأحمد دومة، ثلاث سنوات وتغريم كل منهم 50 ألف جنيها، على خلفية اتهامهم بخرق قانون التظاهر، أحد مظاهر الارتداد على ما حققته ثورة 25 يناير من مكتسبات تتعلق بالحرية والديمقراطية، لكن هذا لا يعني فشل الثورة أو انتهاء دور الحركة.
تم اعتقال ماهر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وفي عهد محمد مرسي أيضا، ولم تتوقف الحركة عن نشاطها؛ أطلقنا حملة "أفرجوا عن مصر" للمطالبة بالإفراج عن 21 ألف معتقل في سجون العسكر وبدأنا حملة إلكترونية لجمع التوقيعات، من خلال موقع "أفاز"، بالإضافة للتوقيعات الورقية للمطالبة بإسقاط قانون التظاهر أو تعليق العمل به لحين انتخاب مجلس الشعب الجديد.
- برأيك من تسبب في الحال الذي وصلت إليه الثورة؟

تتحمل جميع القوى المدنية والإسلامية مسؤولية ما حدث، أما الشباب فقام بدوره في التصدي للفساد والقمع لكن النخبة السياسية فشلت في تحويل أهداف الثورة إلى نظام حقيقي للحكم.

- لكن وجهت لكم اتهامات بعدم تأسيس ائتلاف يجمع شباب الثورة؟

غير صحيح، كان هناك ائتلاف شباب الثورة الذي جمع أبرز الحركات الاحتجاجية الفاعلة على الأرض، ومن بينها "شباب 6 إبريل"، وتوحد حول مطالب محددة أهمها القصاص للشهداء وتطهير مؤسسات الدولة خاصة وزارة الداخلية، أما باقي الحركات فكانت مجرد أسماء لكيانات وهمية صنعها المجلس العسكري للادعاء بوجود شباب يؤيدون سياساته.

 

الخروج من المأزق

 

- كيف يمكن الخروج من المأزق؟

لا بد من حل سياسي لإنهاء حالة الاحتقان الشعبي الذي يتصاعد يوما بعد يوم، وعلى القوى السياسية أن تدرك خطورة الوضع الراهن وتداعياته على مصداقيتها أمام الرأي العام، لذا يجب إيجاد صيغة للتفاهم بوضع قواعد لتداول السلطة، لكن المشكلة الحقيقية أن السلطة الحالية يبدو أنها لا تريد ذلك.

- البعض اقترح عودة الرئيس المعزول محمد مرسي شرفياً لفترة مؤقتة، ما رأيك؟

الموضوع أكبر من عمل مواءمة سياسية بعودة مرسي لمدة مؤقتة، حتى لو قبلنا هذا الطرح، فسيرفضه بالطبع من ثار ضده في 30 يونيو/ حزيران.

- متى تتوقع أن تصحح الثورة مسارها؟

طالما لم تُحقق الثورة أهدافها سيظل الشارع في حراك دائم ستتصاعد حدته في أي وقت، وستندلع الموجة الثورية ضد عودة انتهاكات جهاز الشرطة وقمع المؤسسة العسكرية وتجاهل السلطة للمطالب الاجتماعية.

- هل تتوقع أن تكون هذه الموجة أكثر دموية؟

لا يشترط أن تكون أكثر دموية فالناس كانت محتقنة قبل 25 يناير 2011 وحافظت على سلميتها رغم ذلك.

- مهّد الحراك العمالي عام 2008 لثورة 25 يناير، هل يمكن أن تمهد الاحتجاجات العمالية لموجة ثورية جديدة؟

 كانت الاحتجاجات العمالية دائماً مؤشراً يكشف عن حقيقة الوضع الاقتصادي، وتفاقمها يؤكد تدهور الحالة الاقتصادية، كما أن اتساعها يؤدي إلى زيادة الوضع الاقتصادي سوءاً، وإذا لم تستجب السلطة، التي حكمت البلاد عقب انقلاب 3 يوليو/تموز، لمطالب العمال فما حدث في 2008 و2011 قابل للتكرار.

  - كيف تتوقع أن تأتي فعاليات إحياء ذكرى تأسيس الحركة هذا العام؟

سيلقي بالطبع إعلان وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، ترشحه في أول انتخابات رئاسية بعد الانقلاب بظلاله على فعاليات هذا اليوم وسيمنحها زخما كبيرا، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا الأوضاع الأمنية القمعية في البلاد، والتي أتوقع أن تتصاعد حدتها خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد ترشح السيسي، ما يُنذر بالتنكيل بكل معارضي النظام.

المساهمون