الجزائر... اعتقالات للناشطين وقلق من عودة ممارسات التسعينيات

الجزائر... اعتقالات للناشطين وقلق من عودة ممارسات التسعينيات

14 مارس 2020
الجزائر: ناشطون يتساءلون عن مبررات الاعتقالات الليلية (العربي الجديد)
+ الخط -
نفذت أجهزة الأمن الجزائرية، ليل الجمعة-السبت، حملة اعتقالات بحق ناشطين في الحراك الشعبي، فيما شبه معلقون عمليات الاعتقالات الليلية بالممارسات التي شهدتها الجزائر خلال الأزمة الأمنية في التسعينيات.
واعتقلت أجهزة الأمن الجزائرية الليلة الماضية الناشط الطلابي عماد أمين من أمام منزله، ونُقل إلى مركز أمني في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، فيما رفضت السلطات السماح لوالديه بزيارته، بعدما رفضا تسليم هاتفه للأمن.

كذلك اعتقلت أجهزة الأمن الناشط عبد القادر راس الماء، وهو سجين سياسي كان قد اعتقل في وقت سابق، وأُفرج عنه في الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي، في سياق إجراءات تهدئة اتخذتها السلطات حينها، كما تم اعتقال الناشط صديقي الطيب صادق لوعيل والناشط زهير قدام.

وانتقد الناشط الحقوقي والمحامي عبد الغني بادي الاعتقالات، واصفاً إياها بنوع من "ممارسات البوليس السياسي الذي يشتغل ضد كل من له موقف أو رأي مخالف للرأي أو الموقف الرسمي".

وقال بادي لـ "العربي الجديد" إن اعتقال الناس ليلاً من بيوتهم، لمجرد أنهم ناشطون، يُعد سياسة تهدف لترويع الناس وتخويفهم، لافتاً إلى أنه "من الواضح أن الشرطة السياسية تستهدف الناشطين لإخلاء الساحة منهم وإيقاف الحراك الشعبي، في مسعى لاستغلال الظرف الراهن لحسم الموقف لصالحها.

وتساءل الناشط حسين بزينة عن مبررات الاعتقال الأمني للناشطين ليلاً، مضيفاً "هؤلاء ليسوا تجار مخدرات أو مجرمين حتى يتم اعتقالهم بهذه الطريقة التي تروع العائلات، وكان يمكن توجيه استدعاء لأيٍ منهم ليلتحق في اليوم التالي بمركز الشرطة دون الحاجة إلى هذه المشاهد الدرامية".

ويعتقد مراقبون أن الاعتقالات الليلية التي تمت الليلة الماضية في حق الناشطين تستهدف منعهم من تنظيم مظاهرات اليوم السبت، وهي المظاهرات التي دعا الناشطون إلى تنظيمها ظهر اليوم. 

وكان ناشطون قد أكدوا خلال مظاهرات أمس الجمعة عن تنظيم مسيرة يوم السبت بعد رفض السلطة تمديد الحراك الشعبي إلى ثلاثة أيام في الأسبوع (السبت إضافة إلى الجمعة ومظاهرات الحراك الطلابي يوم الثلاثاء).

وشبه معلقون لجوء الأجهزة الأمنية إلى عمليات الاعتقالات الليلية بالممارسات التي شهدتها الجزائر خلال الأزمة الأمنية في التسعينيات، عندما كانت الأجهزة الأمنية تلاحق كوادر الجبهة الإسلامية للإنقاذ (محظورة منذ مارس 1992) ومناضليها أو المتعاطفين معها ليلاً، وتقوم باعتقالهم خارج القانون، وتم تغييب بعض ممن يُطلق عليهم بـ "ضحايا الاختفاءات القسرية" إلى الآن.