تحديات الانتخابات تقلق التحالف الوطني العراقي: البحث عن حلول

يواجه التحالف الوطني الحاكم في العراق تحديات كبيرة تفاقمت مع قرب موعد الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة، فانقسامه وتشتته يعدّ التحدي الأكبر الذي يهدد مستقبله، الأمر الذي يثير قلق قادته، ما دفع بزعيم التحالف إلى بحث الموضوع مع رئيس الحكومة، حيدر العبادي، ودراسة مشاريع لتوحيد التحالف.

وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "زعيم التحالف الوطني، عمّار الحكيم، بحث مع العبادي أزمة الانتخابات المقبلة، ومصير التحالف الوطني فيها"، مبينا أنّ "المعطيات التي تشير إلى انقسام التحالف الوطني تقلق الحكيم، الذي دعا العبادي إلى الحفاظ على وحدة التحالف في الانتخابات".

وأوضح أنّ "الحكيم كرئيس للتحالف يسعى بكل جهده لدخول التحالف بقائمة واحدة في الانتخابات تجنبا لانقسامه"، مبينا أنّه "أكد للعبادي أنّ تقسيم التحالف يعني أن الكتل الشيعية لن تجد تحالفا آخر يحتويها، وستتمزق ولا تحقق أي نتائج".

وأشار إلى أنّ "الحكيم دعا رئيس الحكومة إلى ضرورة عقد اجتماعات تضم كافة قادة التحالف للتوصل إلى صيغة توافقية والخروج بمشاريع تضمن وحدة التحالف الوطني في الانتخابات"، مبينا أنّ "العبادي أبدى مرونة بهذا الاتجاه، على الرغم من تحفظاته الكبيرة ضدّ بعض قادة التحالف، وتحديدا نوري المالكي".

وأكد أنّ "الطرفين اتفقا على عقد اجتماع آخر قبل التمهيد لاجتماع شامل يحدد الأطر الأخيرة لخوض الانتخابات".

من جهته، أكد مكتب الحكيم، في بيان صحافي، أنّه "بحث مع العبادي الملفات السياسية والأمنية على الساحة العراقية، ونتائج الحرب على "داعش"، والانتصارات التي تحققها القوات الأمنية و"الحشد الشعبي" في الساحل الأيمن".

وأكد أنّ "الطرفين تناقشا بشأن رؤية موحدة حول القضايا المصيرية والتشريعات".

بدورها، أكدت النائبة عن "ائتلاف دولة القانون" المنضوي ضمن التحالف الوطني، نهلة الهبابي، أنّ "هناك توجهات داخل كتل التحالف لدخول الانتخابات بقائمة موحدة في المحافظات المختلطة".

وقالت الهبابي، في تصريح صحافي، إنّ "هذه الخطوة في حال تمّت فإنّها تضمن تشكيل حكومة أغلبية مريحة في تلك المحافظات"، مبينة أنّ "المحافظات التي يجب أن يدخل فيها التحالف بقائمة موحدة هي ديالى وصلاح الدين والموصل، وستكون ضمانا لحقوق الأقليات فيها".

يشار إلى أنّ التحالف الوطني الحاكم في العراق يواجه انقسامات بين كتله السياسية، إذ إنّ زعيم "التيار الصدري، مقتدى الصدر، أصبح خارجا عنه، بينما تتصاعد حدّة الخلاف بين رئيس الحكومة وزعيم "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، الأمر الذي يُدخل التحالف في ظروف لا تعدّ مناسبة لخوض الانتخابات.​