تحذيرات دولية من تصاعد التوتر بالمنطقة بعد مقتل سليماني

تحذيرات دولية من تصاعد التوتر في المنطقة بعد مقتل سليماني

06 يناير 2020
ناشد غوتيريس قادة العالم "وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات"(Getty)
+ الخط -
تتواصل ردود الفعل الدولية الداعية إلى وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات، إثر اغتيال الولايات المتحدة الأميركية، فجر الجمعة، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية في محيط مطار بغداد الدولي، وما تبعها من تهديدات إيرانية بالرد، وسط تحذيرات من "التوتر المتزايد" في الشرق الأوسط.


وقال السفير الصيني بمجلس الأمن الدولي في نيويورك، زانغ يون، إن بلاده "تعارض استخدام القوة أحادية الجانب في العلاقات الدولية". مضيفاً أن "استخدام القوة أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة يخرق القواعد الأساسية من العلاقات الدولية وأدى إلى زيادة التوتر الذي تشهده المنطقة".



وقال السفير إن "الصين تحث الولايات المتحدة على عدم سوء استخدام القوة. ونناشد جميع الأطراف بضبط النفس والتوصل إلى حل عن طريق المحادثات والحوار من أجل الأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم أجمع. ونعتقد كذلك أنه يجب احترام استقلال وسيادة العراق الكاملة على أراضيه من قبل الجميع".

وعبّر السفير عن قلق بلاده من التطورات في الشرق الأوسط وتحديداً الخليج واصفاً إياها بالهشة والمقلقة والحساسة والخطيرة.

وجاءت تصريحات السفير الصيني على هامش اجتماعات لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول ملفات مختلفة كانت مقررة مسبقاً لا علاقة مباشرة لها بالتطورات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة. وأضاف السفير الصيني "من الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بالحيلولة دون استمرار التصعيد والتوتر. إن الصين تقوم بتحركات ومجهودات دبلوماسية مع دول أخرى من أجل ذلك".

وأشار إلى اتصالات دبلوماسية على مستوى وزير خارجية الصين، وانغ يي، للعمل على خفض التصعيد بما فيها اتصالات مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف إضافة إلى اتصالات مع دول غربية أخرى من بينها فرنسا والولايات المتحدة. وعبّر عن أمل بلاده أن تأتي تلك المجهودات الدولية بثمارها ويتم منع أي تصعيد إضافي. وأكد أن بلاده تعارض استخدام القوة في العلاقات الدولية.

ولم يجب السفير الصيني بشكل واضح حول ما إذا كانت بلاده ترغب بعقد اجتماع لمجلس الأمن لنقاش تلك التطورات بين إيران والولايات المتحدة. وقال رداً على عدد من الأسئلة حول الموضوع إن "مجلس الأمن الدولي مسؤول عن الأمن والسلم الدوليين وعليه أن يناقش تلك المواضيع إذا قررت الدول الأعضاء، وفي هذا اللحظة فإن منطقة الخليج والمنطقة عموما تواجه تحديات أساسية. لقد تلقينا بمجلس الأمن رسالة من ممثل إيران لدى الأمم المتحدة يطالب مجلس الأمن بالانتباه للوضع وتطوراته. والدول الأعضاء، بما فيها الصين، تقوم بذلك والصين كعضو دائم في مجلس الأمن تتعاون مع دول أخرى لعمل كل ما بوسعنا للحفاظ على القانون الدولي والعدل ومنع استمرار التوتر في المنطقة." 

وفي سياق متصل كانت سفارة الولايات المتحدة للأمم المتحدة في نيويورك قد أصدرت بياناً صحفياً في وقت سابق من اليوم، وصلت مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه، تتهم فيه كلاً من الصين وروسيا بعرقلة إصدار مجلس الأمن الدولي لبيان رئاسي يدين الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد الأسبوع الماضي. وعلق السفير الصيني على الموضوع قائلاً "دعوني أكن واضحاً إن الصين تدعم حماية جميع الممثليات الدبلوماسية حول العالم وهذا من أساسيات القانون الدولي واتفاقية جنيف. وفي الوقت ذاته إن هذا (الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد) جزء من قصة أكبر. ولقد رأينا أكثر من أمر يحدث وعلى وجه التحديد الخطوات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة ضد مسؤولين إيرانيين (اغتيال قاسم سليماني ومسؤولين إيرانيين آخرين). إذا كان يتعين على مجلس الأمن أن يصدر أو يفعل شيئاً ما، فيجب أن يشمل ذلك كل الأحداث من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين لكل المنطقة".

وفي سياق متصل قال السفير الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نبانزيا، "إننا ندين وبشدة استهداف أي سفارة أو موقع دبلوماسي في أي مكان في العالم. وندين كذلك استهداف السفارة الأميركية في بغداد".

وأضاف السفير الروسي "فيما يتعلق بالبيان الرئاسي (حول استهداف السفارة الأميركية في بغداد) كنا قد وافقنا عليه ولكن وقبل صدور البيان عن مجلس الأمن وبشكل رسمي حدثت الهجمات في مطار بغداد. وهذا يعني أن إصدار أي بيان عن مجلس الأمن لا يأخذ تلك الهجمات والتطورات الجديدة بعين الاعتبار كان مستحيلاً".

وأوضح السفير الروسي "قلنا إنه يمكننا أن نقترح إضافات للبيان الرئاسي الذي أراد الأميركيون إصداره ولكن دون شك ما كانوا ليوافقوا على تلك الإضافات وهذا هو السياق الذي اضطرنا لرفض إصدار البيان وليس لأننا لا ندين الهجوم".  

غوتيريس يدعو قادة العالم لوقف التصعيد  

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الإثنين، قادة العالم "وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات والتعاون الدولي"، مذكّراً بـ"المعاناة الإنسانية التي تسببها الحروب".

وقال غوتيريس، خلال تصريحات صحافية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن "الناس العاديين هم الذين يدفعون ثمن الحروب، ومن واجبنا المشترك (كقادة للعالم) منع ذلك"، لافتاً الانتباه إلى أن العام الجديد بدأ باضطرابات، في إشارة إلى اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضي.

وشدد على أنه "لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو، وإنني أتابع التوتر الحاصل في العالم بقلق شديد. أنا في اتصال دائم مع قادة حول العالم، ورسالتي بسيطة: أوقفوا التصعيد، عودوا إلى المحادثات، وجددوا التعاون الدولي".

الناتو: لتجنب مزيد من العنف

بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم، أن الحلف علق مهمة التدريب في العراق، لافتاً إلى أنه "مستعد لاستئنافها عندما يسمح الوضع".

ودعا ستولتنبرغ إلى "تجنب مزيد من العنف والاستفزازات" بعدما أجرى الحلف محادثات طارئة بشأن الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط.

ومع تزايد التوتر عقب مقتل الجنرال قاسم سليماني، قال ستولتنبرغ "أثناء اجتماعنا اليوم، دعا الحلفاء إلى ضبط النفس وخفض التصعيد. إن أي نزاع جديد لن يكون في مصلحة أحد، ولذلك على إيران أن تمتنع عن مزيد من العنف والاستفزازات".

المفوضية الأوروبية: احتواء التوتر من مصلحة العراق وإيران

بدورها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن احتواء التوتر بين طهران وواشنطن بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو "من مصلحة إيران والعراق".

وقالت فون دير لاين على هامش اجتماع للمحافظين البافاريين في سيون "من مصلحة إيران وخصوصاً من مصلحة العراق سلوك نهج الاعتدال وليس طريق التصعيد".

وأضافت "نحن قلقون جداً لكون إيران أعلنت أنها لم تعد تشعر بأنها ملتزمة بالاتفاق حول (البرنامج) النووي".

بريطانيا: لإنهاء التوتر دبلوماسياً

من جانبه، قال دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني اليوم إنه يحث كل الأطراف المعنية على إيجاد حل دبلوماسي للتوتر.

وأضاف راب، في ختام اجتماع وزاري رأسه رئيس الوزراء بوريس جونسون لبحث الأزمة، أنه تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في وقت سابق اليوم الإثنين.

وقال راب "الرسالة الرئيسية، التي نريد توصيلها إلى كل شركائنا الأوروبيين والأميركيين... وكذلك إلى الإيرانيين والعراقيين وكل من تأثر بهذه (الأزمة) في المنطقة، هي ضرورة نزع فتيل التوتر والتهدئة... وأهمية إيجاد سبيل دبلوماسي لذلك".

ولدى سؤاله عن تهديد الرئيس ترامب باستهداف مواقع ثقافية إيرانية، قال راب إن هذه المواقع محمية بموجب القانون الدولي وهو ما تتوقع بريطانيا احترامه.

قالت وكالة الأنباء الكويتية إن وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح تلقى، مساء الإثنين، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي مايك بومبيو.

وأضافت الوكالة أنهما ناقشا آخر التطورات في المنطقة، وأكدا "أهمية خفض التصعيد والتعامل مع التطورات بروح الحكمة وضبط النفس، من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة".

السفارة الأميركية تحذر مواطنيها في إسرائيل

وأصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل اليوم تحذيراً أمنياً للمواطنين الأميركيين بوجود "توتر متزايد" في الشرق الأوسط ومخاطر من شن هجمات صاروخية.

ولم يشر التحذير الذي نُشر على موقعي السفارة الأميركية ووزارة الخارجية الأميركية إلى مقتل قاسم سليماني، كما لم يشر إلى دولة أو جماعة بعينها.

وتحت عنوان "توتر متزايد في الشرق الأوسط"، حذرت السفارة من احتمال "تعرض المواطنين الأميركيين في الخارج لمخاطر أمنية".

وأضافت "بدافع من الحذر الشديد، تشجع السفارة بشدة المواطنين الأميركيين على التزام اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة وعيهم الأمني إذ أن الحوادث الأمنية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، يقع دون سابق إنذار".

وقُتل سليماني فجر الجمعة في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار أميركية في محيط مطار بغداد الدولي.

ويأتي الاغتيال في سياق تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، وفي إطار أوسع يشمل النزاع المتنامي منذ الانسحاب الأميركي الأحادي في أيار/ مايو 2018 من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015.