الإبراهيمي: رحيل رجال النظام الجزائري يحتاج إلى حوار وتوافقات

الإبراهيمي: رحيل رجال النظام الجزائري والانتقال للجمهورية الثانية يحتاج إلى حوار وتوافقات

15 مارس 2019
الإبراهيمي: يمكن تشكيل حكومة محايدة (فلوريان غارتنر/ Getty)
+ الخط -
فيما يستعد الحراك الشعبي في الجزائر، اليوم، لرابع جمعة غضب منذ 22 فبراير/ شباط الماضي تحت شعار "جمعة الرحيل"، أكد وزير الخارجية الجزائري الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، أن خروج رجال النظام الحالي "يحتاج إلى ترتيبات، عبر بدء حوار بين السلطة والحراك والمعارضة، لإيجاد توافقات سياسية للانتقال إلى الجمهورية الثانية".

وقال الإبراهيمي، في برنامج تلفزيوني بثته قناة "الشروق" يوم الجمعة، إنه "يمكن تشكيل حكومة محايدة عبر حوار مشترك، والتفكير في آليات حل الأزمة"، مشيراً إلى أن "الظرف بات يستدعي فتح قنوات حوار مباشر".

وكشف المبعوث الأممي السابق، في السياق ذاته، أنه التقى بشباب شاركوا في المظاهرات، "وأطمع في لقاء الشباب أكثر، كما التقيت بأعضاء في الحكومة، والتقيت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وشخصيات أخرى".

وعبّر الإبراهيمي، الذي لا يملك صفة رسمية أو تكليفاً من الرئيس بوتفليقة، عن تفهمه لـ"مطالب الشارع بتغيير النظام، ولذلك أنا أقول تعالوا للحديث مع رجال الجمهورية الأولى للدخول إلى الجمهورية الثانية، وأعتقد أن هناك فرقاً بين السلطة والدولة والنظام، ما يهمني كبيروقراطي قديم يحنّ للبيروقراطية هو أنه يجب أن نحافظ على الدولة. يمكن أن نغير النظام، ولكن نحافظ على الدولة"، مشيراً إلى أن "أسلوب الثورة المطلقة التي تعني أن يذهب الجميع غير مجدية".  

ونفى الدبلوماسي الجزائري السابق أن يكون متحدثاً بصفة رسمية، لكنه عبّر عن استعداده لترؤس مؤتمر وفاق طني في حال قبل الحراك الشعبي، مشدداً على القول: "لا أحد كلفني بأي مهمة رسمية أو غير رسمية. فأنا ابن النظام وتركت السياسة الداخلية في سنة 1993، وأنا صديق للرئيس، ولا يجوز أن أترأس المرحلة الانتقالية، لكني مستعد للمساهمة".

وأضاف "لا أحد كلفني بأي مهمة رسمية أو غير رسمية، ولم يُعرض عليّ ترؤس المرحلة الانتقالية، وإذا عرض عليّ ترؤس ندوة الوفاق الوطني سأقبل بشروط، ويجب أن يكون ذلك بموافقة الحراك الشبابي، وإذا لم يقبل الحراك فلن أكون رئيسها".

ودعا الإبراهيمي الجزائريين إلى "تجاوز إخفاقات الجمهورية الأولى، والبحث عن جملة توافقات وأرضية للحوار السياسي، عبر الاتصالات والوساطات والتفاوض، والبحث عن أرضية مشتركة تمهد لعقد مؤتمر الوفاق". 

وأقرّ بأن "الجزائر اليوم لديها أزمة، وتعيش ظرفاً خطيراً جداً، لكن رغم سلميتها يجب أن نفكر في ماذا سنفعل الآن، مشوار الألف ميل يبدأ بأول خطوة، وهي الخطوة الصعبة، ثم نمشي في الاتجاه الصحيح الذي يتفق عليه الناس".

واعتبر وزير خارجية الجزائر الأسبق أن "الذهاب إلى الجمهورية الثانية يجب أن يتم بترتيبات، وخروج شخصيات النظام الحالي يجب أن يتم بترتيبات أيضاً. يجب أن نتحاور مع بعض ونضع وجوهنا أمام بعض، ونضع أرضية للحوار"، معترفاً بوجود أزمة ثقة بين النظام والشعب بقوله: "هناك أزمة ثقة، ونحن أخطأنا كثيراً، وهي مشكلة كبيرة جداً، ولا يمكن بناء أرضية صالحة إذا لم نشتغل على إرجاع الثقة.. لكن كيف سيتم ذلك؟ الثقة لن تنزل من السماء، كيف سنصل إلى تغيير النظام اليوم؟ يجب أن نتحدث مع بعض".


وقدم المبعوث الأممي السابق، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 1991 و1993، توصيفاً للوضع الصحي لبوتفليقة، قائلاً "أنا لم أقابل الرئيس منذ سنة ونصف السنة، عندما قابلته، الاثنين الماضي، كان قد استعاد التركيز والاستيعاب بالكامل، لقد جلست معه وكان منتبهاً، لكن ذلك لا يمنعنا من الإقرار بأن الرئيس مريض، ووضعه الصحي ليس مثلما كان في وقت سابق. الرئيس كان يشتغل 18 ساعة في اليوم، لكن ذلك لم يعد ممكناً".

ورد على قوى المعارضة السياسية بشأن عدم اطّلاع بوتفليقة على ما ينسب إليه من رسائل، وقال إن "كل الرسائل التي كتبت باسم الرئيس اطلع عليها".

وثمن الإبراهيمي موقف الجيش وعدم تدخله في قمع الحراك الشعبي، وقال "لأول مرة الجيش لا يطلق الرصاص على المتظاهرين مقارنة مع مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) 1988 وأحداث 1991"​.

إلى ذلك، وصف ناشطون وكوادر الحراك الشعبي الذي انطلق عقب إعلان بوتفليقة ترشحه، مظاهرات اليوم، بـ"جمعة الرحيل". 

ومن جمعة إلى أخرى، يرتفع سقف مطالب الحراك، من إلغاء الولاية الخامسة إلى رحيل الحكومة ورموز النظام، فيما شعارات الجمعة الرابعة تستهدف منع بدوي من تشكيل حكومته، ودفع الرئاسة إلى الإقرار بالواقع السياسي الذي فرضه الشارع، والقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية سياسية معارضة، وبدء حوار مباشر مع المعارضة والحراك، خارج إطار ندوة الوفاق التي تسعى الحكومة إلى طرحها.