واشنطن تحدد مطالبها قبل قمة ترامب وكيم

مطالب واشنطن قبل قمة ترامب وكيم: جرد ترسانة الأسلحة وجدولة نزع "النووي"

01 فبراير 2019
يرجّح أن تستضيف فيتنام القمة الثانية بين ترامب وكيم(Getty)
+ الخط -
أعلنت الولايات المتحدة بالتفصيل، أمس الخميس، ما تطلبه قبل القمة الجديدة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهو "كشف دقيق" لترسانة بيونغ يانغ، و"خارطة طريق" لنزع سلاحها النووي.

في المقابل، أكدت واشنطن أنها مستعدة لتوقيع اتفاق ينهي الحرب، ولإعادة العلاقات الدبلوماسية وتحفيز النمو الاقتصادي في كوريا الشمالية.

وبدأ العد العكسي لهذا اللقاء الحاسم الذي من المتوقع أن يعقد في نهاية شباط/ فبراير، ووعد الرئيس ترامب بأن يكشف "مطلع الأسبوع المقبل" الموعد المحدد لانعقاده، والمدينة الآسيوية التي ستستضيفه.

وقال ترامب "أعتقد أن معظمكم يعرف أين ستعقد". وفيتنام هي الدولة المضيفة المرجحة، وإن كانت تايلاند لا تزال خياراً مطروحاً.

وفي قمتهما التاريخية الأولى في 12 حزيران/ يونيو الماضي في سنغافورة، اتفق الرجلان على نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. لكن منذ ذلك الحين تراوح المفاوضات مكانها.

ومن المفترض أن يسمح هذا اللقاء الجديد بتحقيق التقدم العملي الضروري لتجنب الوصول إلى حافة حرب نووية كما حدث في عام 2017.


استراتيجية أميركا


وقبل نحو شهر من المهلة، قدم مبعوث الولايات المتحدة لكوريا الشمالية ستيفن بيغون عرضاً هو الأكمل حتى الآن للاستراتيجية الأميركية. فقد أكّد أن واشنطن تبقى "واضحة" بشأن فرص النجاح، بينما برزت خلافات بين التفاؤل الذي يعبر عنه ترامب وتشاؤم وكالات الاستخبارات الأميركية.

وقال الممثل الأميركي الخاص لكوريا الشمالية في كلمة في جامعة ستانفورد الأميركية "علينا إعداد خطة بديلة في حال أخفقت العملية الدبلوماسية، وسنفعل ذلك"، معترفاً بأن الطريق الذي يجب قطعه "أطول من ذاك الذي بدأ قبل عام".

وفضّل بيغون التركيز على هدف الأميركيين وهو "نزع السلاح النووي (للنظام الكوري الشمالي) نهائياً، وبشكل يمكن التحقق منه بأكمله".

وقال بيغون إن كيم جونغ أون تعهّد خصوصاً في أكتوبر/ تشرين الأول لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "تفكيك وتدمير" كل منشآت تخصيب البلوتونيوم واليورانيوم التي تملكها كوريا الشمالية، وليس فقط مجمع "يونغبيون" أشهر هذه المنشآت. لكن الزعيم الكوري الشمالي قدم هذا الوعد شرط الحصول على "إجراءات تعادلها" من قبل الولايات المتحدة. وقال بيغون "بماذا يتعلق الأمر بدقة؟ هذا ما أنوي مناقشته مع نظيري الكوري الشمالي في اجتماعاتنا المقبلة".

وسيتوجه بيغون بعد غدٍ الأحد إلى المنطقة للقاء مبعوث كوري جنوبي، ثم مواصلة مباحثاته مع المفاوضين الكوريين الشماليين.

وقال بيغون إن "الرئيس ترامب مستعد لإنهاء هذه الحرب. انتهى الأمر. لن نغزو كوريا الشمالية، وليست لدينا نية لإسقاط النظام". لكنه أكد في المقابل أن أي انسحاب للجنود الأميركيين المنتشرين في كوريا الجنوبية ليس مطروحاً على طاولة المفاوضات مع بيونغ يانغ.

وأضاف: "لسنا معنيين بأي محادثات دبلوماسية تتضمن مثل هذه المساومة. نقطة على السطر. هذا الأمر لم يناقش إطلاقاً".


وكانت بيونغ يانغ قد أوضحت مؤخراً أن التزامها "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل" الذي كررته خلال القمة الأخيرة بين ترامب وكيم، يفترض أن يشمل "سحب كل التهديدات النووية الأميركية". وهذا يعني إعادة النظر في الاتفاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

من جهة أخرى، قال بيغون إن الكوريين الشماليين عبّروا عن اهتمامهم برفع للعقوبات، وهذا ما لا تفكر فيه الولايات المتحدة قبل انتهاء العملية برمتها.

وأوضح: "لن نرفع العقوبات إلا عندما تنتهي عملية نزع السلاح النووي بأكملها"، لكن "لم نقل لن نفعل شيئا طالما أنكم لم تفعلوا شيئا"، ملمحاً بذلك إلى وجود هامش ممكن للمفاوضات.

ويبقى الأميركيون حازمين بشأن توقعاتهم، مؤكدين خصوصاً على طلب الانتقال إلى المرحلة الثانية على ما يبدو، وهو الحصول على "كشف دقيق" للترسانة الكورية الشمالية، يسبق "دخول خبراء" من أجل "عمليات تفتيش للمواقع الأساسية وفق المعايير الدولية".

وقال بيغون إنه لهذا السبب يفترض أن تسمح القمة المقبلة بوضع "خارطة طريق للمفاوضات" مع "تقدم كبير ويمكن التحقق منه حول نزع السلاح النووي" و"خطوات شجاعة وواقعية".

(فرانس برس)

المساهمون