السيسي يؤكد اليوم دعمه لنظام عمر البشير

السيسي يؤكد اليوم دعمه لنظام عمر البشير

27 يناير 2019
تم تشكيل لجنة استخباراتية أمنية مشتركة (Getty)
+ الخط -
يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره السوداني عمر البشير، اليوم الأحد، في لقاء يستغرق عدة ساعات بالقاهرة، في ثاني زيارة خارجية يجريها البشير منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضده الشهر الماضي. وسيلقي السيسي والبشير خطابين لوسائل الإعلام ظهر اليوم، بعد مباحثاتهما الثنائية.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن كلمة السيسي ستتضمن تأكيدا على دعم مصر لاستقرار السودان، والعمل على منع انزلاقه في حومة الاضطرابات الأمنية والعنف الأهلي.
وأضافت المصادر أن السيسي والبشير سيبحثان أوجه التعاون والتنسيق فيما يتعلق بمواجهة النظام الحاكم للانتفاضة الشعبية، والمساعدات الاقتصادية والطبية واللوجيستية التي كان قد تم الاتفاق عليها الشهر الماضي، وبدأ إرسالها منذ أسبوعين.
ووفقا لتصريحات سابقة لمصادر حكومية لـ"العربي الجديد" فإنه قد تم تشكيل لجنة استخباراتية أمنية مشتركة بين البلدين يشرف عليها مباشرة اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية ومدير مكتب السيسي سابقا، لتقديم النصائح للنظام السوداني ودعمه لاتخاذ قرارات أمنية وإعلامية مناسبة، على ضوء تمتع الأجهزة المصرية بخبرة أوسع في التعامل مع هذه الظروف.
وأضافت المصادر أن اللجنة قدمت للخرطوم استشارات أمنية تتعلق بخطط مواجهة المتظاهرين في الميادين المفتوحة والشوارع وأماكن مختلفة، من وحي الخطط الأمنية التي تتبعها الشرطة المصرية لإجهاض المظاهرات والتجمعات منذ عام 2016.
ومن أوجه المساعدة أيضا؛ أن هذه اللجنة لعبت دورا وسيطا لتبادل المعلومات بين النظام السوداني وبعض أطراف المعارضة الذين يرون -حسب المصادر- أن الإطاحة بالبشير لم تعد ممكنة، وأنه من الواقعي استغلال الحراك الشعبي الحالي لتطوير الأوضاع السياسية وإحداث تقدم محسوب في الحياة الحزبية.
لكن المصادر نفت بشكل قاطع أن تكون المساعدة قد وصلت لحد إرسال قوات أو حتى مستشارين مصريين إلى الخرطوم، مشددة على أن التنسيق "مستمر على مدار الساعة"، فضلا عن إشراف اللجنة نفسها على ملف توريد كميات منتظمة من بعض السلع التموينية والمحاصيل إلى الخرطوم لسد العجز الحاصل.

وكان السيسي قد زار الخرطوم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعقد مع البشير اللجنة العليا المشتركة للمرة الثانية، وشهدا توقيع اتفاقيات لتدشين مشروعين للربط الكهربي بين البلدين، ومشروع لربط السكك الحديدية، ومشروع آخر لإقامة طريق بري جديد بين البلدين، وإنشاء مزارع مصرية للتسمين وإنتاج اللحوم والدواجن في السودان، وتولي شركات مصرية تطهير بعض المصارف والترع بالسودان، فضلا عن مذكرات تفاهم في مجال التبادل العلمي والأكاديمي في بعض التخصصات التي تنقص الجامعات السودانية، ومنح أفضلية جمركية للصادرات والواردات بين البلدين، لكن بعد عودة السيسي قرر السودان استئناف وقف إدخال الصادرات المصرية الزراعية والغذائية، ولم تحل المشكلة حتى الآن، في نموذج آخر للتلاعب والمماطلة.
وعقب اندلاع الانتفاضة السودانية زار وزير الخارجية، سامح شكري، ومدير المخابرات المصرية الخرطوم والتقيا بالبشير، ثم زار المساعد الأول للبشير مصر مسلما السيسي رسالة من البشير، في الخامس من الشهر الجاري، ليدلي السيسي بأول تصريح له عن السودان منذ بداية الأزمة قائلا وفق بيان رسمي إن "مصر تدعم بشكل كامل استقرار وأمن السودان، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

المساهمون