المفتي العام للقدس: صلاة المارين عبر البوابات الإلكترونية "باطلة"

المفتي العام للقدس: صلاة المارين عبر البوابات الإلكترونية "باطلة"

17 يوليو 2017
دعوات للصلاة خارج المسجد (إبراهيم محمود/الأناضول)
+ الخط -
تحول الصراع على البوابات الإلكترونية بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، بعد رفض الفلسطينيين التعاطي معها، في مقابل إصرار الاحتلال على إبقائها، إلى سجالات مواقف تشير إلى تصلب شديد، من الطرفين، ينذر بانفجار الأوضاع في القدس المحتلة.

ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أن البوابات الإلكترونية التسع التي نصبتها قوات الاحتلال على مداخل الأقصى أمس وإخضاع المصلين المسلمين للتفتيش عبرها ستبقى ولن تزال، وهو موقف أكد عليه أيضاً قائد ما يسمى بـ"وحدة الأماكن المقدسة" في شرطة الاحتلال، رد آلاف الفلسطينيين فجر اليوم، وعند الظهيرة، بافتراش الساحات العامة والأزقة والشوارع في محيط المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة، وأدّوا هناك صلاتي الفجر والظهر وسط وجود كثيف لقوات الاحتلال الخاصة، التي لم تتورع عن تعرضها للمصلين والاعتداء عليهم.

وكان الموقف الرسمي لمسؤولي الأوقاف وللهيئات الدينية الإسلامية في القدس أكثر تشدداً في هذا القبيل، حيث أكدت هذه الهيئات رفضها المطلق لإجراءات الاحتلال الجديدة التي تمس بحرية العبادة، وتنتهك على نحو خطير سيادة الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى لصالح شرطة الاحتلال ومستوطنيها.
وتغوّل المستوطنون وشرطة الاحتلال، اليوم، في اقتحاماتهم المتجددة للأقصى، والذي بدت ساحاته خالية من المصلين، باستثناء عدد محدد من الحراس.

وأكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، في تصريح لـ"لعربي الجديد"، الرفض القاطع لهذه الإجراءات، وناشد المواطنين كافة برفضها. وقال إن "كل من يجتاز هذه البوابات الإلكترونية ويخضع لإجراءات الاحتلال المهينة عبرها، فإن صلاته باطلة، ولن تقبل منه". وأشار المفتي إلى أن هذا القرار اتخذ عقب اجتماع دار الافتاء بالقدس، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة التي يمر بها المسجد الأقصى المبارك، معتبراً أن الدخول للأقصى من الأبواب الإلكترونية لا يجوز وكل من يدخل للأقصى من البوابات الإلكترونية، فإن صلاته باطلة.

ودعا جميع المسلمين بعدم الدخول من هذه البوابات والتواجد على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي كل منطقة قريبة منه يمكن الوصول إليه رغم حواجز الاحتلال.

في حين اعتبر ناشطون مقدسيون، أي تعاط مع إجراءات الاحتلال في موضوع البوابات الإلكترونية على بوابات الأقصى "خيانة وعمالة". وقال أحد هؤلاء النشطاء إن "أي مواطن يمر عبر هذه البوابات راضخاً مستسلماً ومخالفاً للموقف الوطني سنعتبره خائناً وعميلاً، وأداة للاحتلال يسهل سيطرته على المسجد الأقصى".

بدوره، اتهم مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، سلطات الاحتلال بتغيير الوضع القائم المتعلق بحرية الدخول إلى المسجد الأقصى. وقال لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الخطوة شكلت تصعيداً للأوضاع في القدس، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية للتدخل بشكل مباشر والضغط لإزالة هذه البوابات الإلكترونية، وأن من يريد التهدئة عليه أولاً أن يزيل هذه البوابات الإلكترونية المقيتة".

وفي ما يتعلق بالدخول إلى المسجد الأقصى، قال مدير عام أوقاف القدس: "لقد أعلمونا بالأمس بأنه سيتم السماح بإدخال 5 آلاف مصلٍ فقط، إلا أنه لم يدخل أكثر من 200 – 300 مصلٍ نتيجة رفضهم القاطع للأبواب الإلكترونية، وهو موقف شعبي يعبر عن رفض إجراءات الاحتلال الظالمة بحق الأقصى".

من جهته، قال حاتم عبد القادر، القيادي في حركة "فتح"، إن حركته ستقف بالمرصاد لإجراءات الاحتلال الجديدة، وستفشلها، معتبراً ذلك محاولة من قبل الاحتلال لفرض معركة على المقدسيين سيكون هو الخاسر فيها، لأن الشعب الفلسطيني مصمم على كسر هذه الخطوة وإحباطها. وأضاف: "واهم إن اعتقد الاحتلال أنه سيكسر إرادتنا أو يثنينا عن التصدي لممارساته. لقد قال نتنياهو، إن هذه البوابات ستبقى، بينما نحن نقول ستزال ولن تبقى، كما لن يبقى الاحتلال ذاته".

وكان بيان يحمل نداء "المرجعيات الإسلامية" ويمثل رئيس مجلس الأوقاف، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة، موجهاً إلى أهل القدس وفلسطين، دعاهم إلى رفض ومقاطعة كافة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، ومنها فرض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى. كما ناشد البيان شدّ الرحال إلى "المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والتعبد فيه، وفي حال استمرار فرض البوابات التعبد أمام أبواب الأقصى وفي شوارع القدس وأزقتها".