اعترافات السيسي لـ"60 دقيقة" تحرجه: نحارب إلى جانب إسرائيل

اعترافات السيسي لـ"60 دقيقة" تحرجه: نحارب إلى جانب إسرائيل

04 يناير 2019
السيسي يفضح التطبيع المكشوف (فيليب فوجازر/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية عن صدور تعليمات صارمة من مؤسسة الرئاسة بالامتناع عن التعليق على حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قناة "سي بي أس"، الأميركية، وكذلك على بيان القناة نفسها بشأن محاولة منع البث، وهي المقابلة التي تخللتها مواقف اعترف فيها السيسي للمرة الأولى بما يشبه الاحتفاء، بعلاقات غير مسبوقة مع إسرائيل، وبخوض حرب سيناء جنباً إلى جنب مع جيش الاحتلال، مع مواصلة نهجه المعروف بإنكار الحالة الكارثية لحقوق الإنسان في مصر، نافياً وجود أي معتقل سياسي في مصر.

ومما قاله السيسي إن "العلاقات بين مصر وإسرائيل اليوم هي الأمتن منذ بدء العلاقات بين البلدين ونتعاون بمجالات شتى"، مشدداً على أن "الجيش المصري يعمل مع إسرائيل ضد الإرهابيين في شمال سيناء"، مستنكراً، بسخرية، "من أين أتت منظمة هيومن رايتس ووتش برقم 60 ألف سجين سياسي" في مصر. ومما تم تسريبه من الحوار الذي يذاع كاملاً غداً الأحد، قال السيسي إن "اعتصام رابعة (2013) كان فيه آلاف من المسلحين وحاولنا تفريقه بكل الطرق السلمية".


وقالت المصادر المصرية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الدائرة المحيطة بالسيسي طلبت تقريراً وتقييماً عاجلاً من كل من وزارة الخارجية المصرية، والهيئة العامة للاستعلامات، التي يترأسها الصحافي المقرب من السلطة، ضياء رشوان، حول الطريقة الأفضل للتعامل مع الموقف الحالي، وأن الجهتين قدمتا بالفعل تصورين لذلك، إلى مكتب السيسي.

ووصفت المصادر الموقف بأنه "ورطة حقيقية"، يعاني منها السيسي، الذي كان قد تلقى، طبقاً لمصادر دبلوماسية، تطمينات، بأن القناة يمكن أن تؤجل بث المقابلة لفترة طويلة، وهو الأمر الذي لم يحدث؛ قائلة: "الرئيس مشغول أكثر بألا يحدث بيان القناة الأميركية ردود فعل سلبية داخل الولايات المتحدة نفسها، أكثر من انشغاله باعترافاته الخاصة بالعلاقة مع إسرائيل".

وأضافت أن دائرة مقربة من السيسي حذرت من الدخول في معركة مع القناة، بعد بيانها، لأن ذلك يمكن أن يفتح معها أزمة طويلة الأجل، مشيرة إلى أزمة النظام السعودي مع صحيفة "واشنطن بوست"، على خلفية قتل الصحافي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ومحذرة من تكرار سيناريو معارك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسه، مع الإعلام في بلاده، والتي أثرت وما زالت تؤثر سلباً على حكمه.

ردود فعل واسعة أثارها اعتراف السيسي في المقابلة بشأن تعاون الجيش المصري مع إسرائيل "للقضاء على الإرهاب" شمالي سيناء، وسماحه للإسرائيليين بتنفيذ ضربات جوية على سيناء، وقوله في معرض رده حول حجم التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي: "هذا صحيح. تجمعنا شراكة في مجالات عدة مع الإسرائيليين".

وذكرت القناة الأميركية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، تحت عنوان "المقابلة التي لا تريدها الحكومة المصرية أن تذاع على التلفزيون"، أن السيسي وجد نفسه في موقف محرج بعد تسجيل المقابلة، ما دفع نظامه عبر السفارة المصرية في واشنطن إلى طلب عدم نشرها، بسبب تطرقها لمواضيع محرجة، غير أن القناة تمسكت ببثها ضمن برنامج "60 دقيقة" هذا الأحد.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنّت غارات مكثفة في مناطق غرب مدينة رفح المصرية، خصوصاً منطقتي بلعا وحي الرسم، في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد فشل الجيش المصري في اقتحامها على مدار الأسابيع الماضية، بسبب تصدّي مجموعات عسكرية تابعة لتنظيم "ولاية سيناء" لهذه الحملات العسكرية، على غرار ما جرى أيضاً في قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، برغم مرور نحو 11 شهراً على انطلاق العملية العسكرية بسيناء.

وأفادت مصادر قبلية في وقت سابق لـ"العربي الجديد" بأنها "ليست المرة الأولى التي تقع فيها استهدافات إسرائيلية في سيناء، خصوصاً في حال تعثر الجيش المصري. وهذا ما حصل أخيراً في مدينتي رفح والشيخ زويد، بعد أن فشلت حملات الجيش المصري في الوصول إلى قرى عدة هناك، ما حدا بالجانب الإسرائيلي للتدخل، سواء بتحليق الطائرات الحربية من دون طيار في سماء تلك المناطق، أو بقصف جوي من الطيران الحربي، وهو ما أدّى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية، في ظل صمت مصري مريب حيال هذا الاختراق الأمني لحدود الجمهورية.



واستهدفت الطائرات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية أهدافاً حساسة لتنظيم "ولاية سيناء" راح ضحيتها مسؤولون في التنظيم، فضلاً عن ضرب معدات وآليات متعددة في مناطق متفرقة من سيناء، لم يكن الجيش المصري باستطاعته الوصول إليها. ولولا تمكن الإسرائيليين من الوصول إلى معلومات دقيقة لما استطاعت قصفها، وتحقيق خسائر حقيقية في صفوف التنظيم الموالي لـ"داعش"، نقلاً عن المصادر.

المساهمون