واشنطن بوست: معركة حلب الأكثر حسماً في الحرب السورية

واشنطن بوست: معركة حلب الأكثر حسماً في الحرب السورية

11 اغسطس 2016
معركة حلب جمعت اللاعبين الأساسيين (كرم المصري/ Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنّ مدينة حلب شمالي سورية، جمعت كل اللاعبين الأساسيين في ما يمكن اعتباره المعركة "الأكثر حسماً" في الحرب السورية، وتختبر ما إذا كان التعاون الأميركي- الروسي مجرد "أضغاث أحلام".


وتشير الصحيفة، في تقرير بعددها الصادر اليوم الخميس، إلى أنّ قوات النظام السوري تسيطر على الجزء الغربي في شمال المدينة، في حين أن المعارضة "المعتدلة" المدعومة من واشنطن، والتي تسيطر على الجزء الشرقي من المدينة منذ عام 2012، خسرت السيطرة على خط الإمداد والدعم تحت تأثير ضربات الطائرات والمدفعية السورية والروسية.


وتلفت الصحيفة، إلى أنّ الطريق من حلب إلى تركيا يمثّل "الطريق الوحيد" للمساعدات الإنسانية، و"طوق النجاة" لربع مليون مدني على الأقل محاصرين في المدينة، والذين حذرت الأمم المتحدة، خلال الأسبوع الحالي، من أنهم متروكون بلا غذاء ولا ماء ولا إمدادات طبية.


وترى الصحيفة، وفقاً لما نقله مسؤولون أميركيون، أنّ وضع المدنيين هذا دفع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقديم إعادة فتح الطريق إلى تركيا، في المفاوضات العاجلة مع موسكو، على مسألة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في سورية.





ويقول الخبير في الملف السوري من "مؤسسة التحرير لسياسات الشرق الأوسط" حسان حسان للصحيفة، إنّ "جبهة فتح الشام" أو "جبهة النصرة" قبيل إعلانها الانفصال عن "تنظيم القاعدة" شكلت مسبقاً مجالس محلية وشبكات توزيع للمساعدات في مدينة حلب.


وتقول الصحيفة إنّ مقاتلي الجبهة يختلطون بشكل متسارع مع المدنيين المتبقين داخل المدينة وكذلك مع المعارضة المعتدلة، بشكل باتت آمال الإدارة الأميركية بالتمييز بينهم "أكثر تضاؤلاً".


وترى الصحيفة أنّ ذلك قاد إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بعد شهر من التفاوض عليه في شباط/فبراير الماضي بين واشطن وموسكو، اللتين وعدتا بفرضه على الأطراف السورية على الأرض، باستثناء "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


وفي حين أن قوات النظام خسرت مناطق عدة في حربها مع جبهة النصرة، عملت القوات الروسية الداعمة لها على تكثيف القصف، بحسب الصحيفة. وفي وقت اتهمت الولايات المتحدة روسيا وقوات النظام باستخدام جبهة النصرة "ستاراً" لضرب قوى المعارضة المعتدلة، ردت روسيا بأنه "من الصعب تمييزها عن بعضها بعضاً".


وتذكّر الصحيفة بأنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جلب معه إلى موسكو، الشهر الماضي، مقترحاً للولايات المتحدة وروسيا لتبادل معلومات استخباراتية، وتحديد مناطق قوى المعارضة، والتنسيق في استهداف "الإرهابيين المتوافق عليهم". ويتضمن المقترح، الذي وافق عليه البيت الأبيض وعارضته وزارة الدفاع (البنتاغون)، دعوة روسيا إلى الضغط على قوات بشار الأسد لوقف قصفها.


وتنقل الصحيفة عن النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي المرتبطة بـ "الجيش السوري الحر" أنّ "المعارك جارية لتأمين الطرق والمداخل الأخرى لحلب، ونحن نحاول توسيع المناطق التي نسيطر عليها في الأجزاء الجنوبية الغربية من حلب لتحصين مواقعنا"، موجهاً انتقادات للولايات المتحدة بسبب ما وصفه بـ "قلة الدعم" لقوات المعارضة في حلب.


وتسعى قوى المعارضة، وفق الصحيفة، إلى توسيع مناطق سيطرتها في الجزء الغربي من المدينة حيث قوات النظام. وتنقل "واشنطن بوست" عن الخبير في مؤسسة "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" جيف وايت قوله إنّ تقدم المعارضة في حلب "رسم خطين" حول ضعف نظام الأسد وقواته على الأرض، معتبراً أنّ "المشلكة الأساسية للنظام هي أنه قد يستطيع كسب مناطق جديدة بواسطة الدعم الروسي، لكن مسألة السيطرة على تلك المناطق تصبح أكثر صعوبة".