الولايات المتحدة تواصل تدريب المعارضة السورية "المعتدلة"

الولايات المتحدة تواصل تدريب المعارضة السورية "المعتدلة"

22 ديسمبر 2014
التدريبات تقتصر على "المعارضة المعتدلة" (صلاح الأشقر/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل الولايات المتحدة الأميركية برنامج تدريب المعارضة السورية "المعتدلة" في بعض دول الخليج، وسط تقدّم قوات النظام السوري في ريف حلب وزيادة ضغطها على قوات المعارضة، والذي يتزامن مع مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا الرامية إلى تجميد القتال في مدينة حلب كخطوة أولى نحو تجميد القتال في مختلف مناطق البلاد، لتهيئة أرضية لمفاوضات جدية بين النظام والمعارضة في سورية، بحسب خطة المبعوث الأممي.

وتؤكد مصادر من حركة "حزم" التي تقاتل قوات النظام، لـ "العربي الجديد"، أن برنامج تدريب مقاتلي الحركة من قِبل مدربين أميركيين متواصل، في قواعد عسكرية أميركية في الخليج العربي.

ويتم ترشيح المتدربين، بحسب المصادر نفسها، وفق توجيهات القادة الميدانيين لحركة "حزم"، والتي تنتشر قواتها بشكل رئيسي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية شمال البلاد، في ريف حلب وإدلب وجبال اللاذقية. ويتم اختيار مائة مقاتل في كل دورة تدريبية، يجري نقلهم بطائرة خاصة من أحد المطارات التركية القريبة من الحدود السورية باتجاه القواعد العسكرية الأميركية.

ويخضع هؤلاء لتدريبات على استخدام الرشاشات المتوسطة والثقيلة ومضادات الدروع أميركية الصنع من نوع "تاو" ومدافع الهاون والميدان، وذلك بإشراف مدربين من الجيش الأميركي يستعينون بمترجمين للتواصل مع المتدربين السوريين.

وتستمر الدورة التدريبية لأربعة أسابيع بحسب المصادر، يتم فيها تقسيم المتدربين بحسب اختصاصاتهم العسكرية، بين متدربين على استخدام الرشاشات، وآخرين على استخدام مضادات الدروع، وقسم ثالث يتدربون على استخدام المدفعية.

ويعود المتدربون بعد ذلك إلى جبهات القتال ضد قوات النظام في الشمال السوري، ليطبّقوا ما تدربوا عليه خصوصاً لجهة استخدام صواريخ "تاو" التي أحدث تزويد الولايات المتحدة للمعارضة السورية بها فرقاً واضحاً على الأرض، إذ تمكنت قوات المعارضة من تدمير أعداد كبيرة من مدرعات قوات النظام في الفترة الأخيرة في ريف حلب باستخدام هذه الصواريخ.

كما تفيد المصادر بأن التدريبات العسكرية التي يخضع لها منتسبو حركة "حزم" بشكل دوري، بمعدل دورة تدريبية شهرياً، ساعدت هؤلاء على استخدام خرائط "غوغل" الإلكترونية وأجهزة قياس الزوايا والتجهيزات الأخرى التي زوّدت الولايات المتحدة حركة "حزم" بها لزيادة فاعليتها في استخدام مدافع الهاون ومدفعية الميدان التقليدية.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد زوّدت حركة "حزم" بكميات كبيرة من مضادات الدروع من نوع "تاو"، والتي استخدمها مقاتلو الحركة المدربون لاستهداف دبابات قوات النظام على الحواجز التي كانت تحيط بمعسكري وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، الأمر الذي أدى لاستنزاف هذه الحواجز من المدرعات، ومهّد لسيطرة قوات المعارضة على المعسكرين أخيراً.

كما أن مقاتلي الفرقة الثالثة عشرة ولواء فرسان الحق التابعين للجيش الحر في ريف إدلب، كانوا قد استخدموا صواريخ "تاو" في استهداف دبابات قوات النظام في المعسكرين أثناء عملية السيطرة عليهما منذ أيام.

واستخدم مقاتلو "حزم" أيضاً صواريخ "تاو" في تدمير عشرات المدرعات التابعة لقوات النظام على جبهات القتال شمال حلب في الشهرين الأخيرين، إذ دمرت المعارضة عشرات الدبابات والمدرعات الناقلة للجند ومدرعات "شيلكا" روسية الصنع في مناطق حندرات ومحيط سجن حلب والملاح وسيفات باستخدام الصواريخ أميركية الصنع.

وفي جبال اللاذقية، أدت حيازة لواء العاديات والفرقة العاشرة التابعين للجيش الحر لهذا النوع من الصواريخ، إلى تحييد دبابات النظام على محاور الاشتباكات في الجبال الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة اللاذقية، إذ إن قوات النظام لم تعد تستخدم الدبابات أثناء الاشتباكات إلا حين يسيطر الضباب الكثيف الذي يمنع مستخدمي صواريخ "تاو" من التصويب على المدرعات.