طروحات التقسيم العراقية تصل إلى كركوك

طروحات التقسيم العراقية تصل إلى كركوك

10 يونيو 2015
أقليات العراق تطرح مشاريع انفصالية (إمرا يورلماز/الأناضول)
+ الخط -

تدفع السياسات الحكومية في العراق نحو خارطة جديدة للبلاد؛ ترسم ملامح التجزئة على شكل أقاليم وولايات صغيرة. وتخطّى طرح الكتل والمكونات العراقية في هذا الإطار، مشروع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم، بعدما طالبت مكونات عراقيّة، تعد من الأقليات في البلاد، بجعل محافظتها إقليماً مستقلاً، الأمر الذي يراه مراقبون بدايات لمخطط بعيد المدى يرمي إلى تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة تدين بالولاء لدول إقليمية.

وقال عضو الكتلة التركمانية في برلمان إقليم كردستان، آيدن معروف، إنّ "الجبهة التركمانية أعدّت مشروعا لجعل محافظة كركوك إقليماً مستقلاً، وسيتم تقديمه للبرلمانين العراقي والكردستاني".

اقرأ أيضاً: تركمان العراق مهدّدون بثلاثة مشاريع

وأضاف معروف، في تصريح صحافي، أنّ "لقضية كركوك أبعادا حساسة في الصراع السياسي العراقي، ومن الضروري أن يتم التعامل معها بشكل مستقل، وأنّ الكثير من الحالات أخرجت هذه القضية عن إرادة الأطراف السياسية المحلية، وأخذت بعداً إقليمياً ودولياً".

واعتبر أن "الأوضاع في العراق أدت إلى صراع سياسي وطائفي، ومن الصعب حالياً أن تتعايش مكوناته معاً في ظل ما يشهده العراق حالياً، وجعل كركوك إقليماً مستقلاً هو الحل الملائم لمختلف مكونات المحافظة".

من جهته، دعا القيادي التركماني والنائب السابق، فوزي أكرم ترزي، الحكومة إلى "عدم تهميش التركمان (وهم أحد مكونات كركوك) وحرمانهم حقهم في  المشاركة في هيكلية الدولة، باعتبارهم القومية الثالثة في العراق".

وقال ترزي لـ"العربي الجديد"، إنّ "التركمان لاقوا ظلما كبيرا في العهدين السابق والحالي، وهم يتعرضون لمحاولات محو هويتهم وتهجيرهم من مناطقهم، فضلا عن معاناتهم من الإقصاء والتهميش في كافة المناطق التركمانية".

وأشار إلى أنّ "التركمان لم يحصلوا على حقهم في المناصب الحكوميّة، والحكومة لم تترك لهم أيّ فرصة لأخذ دورهم الريادي في العملية السياسية وفي مؤسسات الدولة".

من جهته، اتهم عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي، حامد العبيدي "جهات سياسية بالدفع باتجاه تحويل كركوك إلى إقليم مستقل لأجل تحقيق مصالح شخصية وحزبية".

وقال العبيدي لـ"العربي الجديد"، إنّه "على الرغم مما تعانيه بعض مكونات كركوك من سياسات حكومية غير مقبولة، وعلى الرغم من الضغوطات التي تلاقيها تلك المكونات، لكن انفصال المحافظة كإقليم مستقل لا يصب في صالح أيّ مكون من مكونات المحافظة".

وأضاف أنّ "هناك جهات منتفعة تحاول الاستفادة من مخطط انفصال المحافظة على حساب مكونات كركوك الأخرى"، مؤكّدا "رفض المكون العربي في كركوك تلك المخططات، وأنّه سيقف في وجهها".

بدوره، رأى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "العراق متجه نحو التقسيم لا محالة، وأنّ التقسيم هو نتاج السياسات الحكوميّة غير المنصفة".

وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "السياسات التي اتبعت على مدى سنوات عدّة في العراق خلال فترتي حكم نوري المالكي وحيدر العبادي؛ دفعت باتجاه تمزق وتشرذم العراق، مما أوجد أرضاً خصبة نبتت فيها ثقافة التقسيم والأقاليم والدويلات الصغيرة، والتي أصبحت ثقافة سائدة في المجتمع العراقي".

وأضاف أنّ "هذه الثقافة الدخيلة لها مردودات سلبية على الواقع العراقي، ودفعت العراقيين من الكتل السياسيّة والمكونات التي تعاني التهميش والضغط الحكومي، إلى عدم السعي لإصلاح العراق، بل التفكير في الإصلاح المستقبلي، في حال حصلوا على جزء مستقل وخاص بهم من أجزاء البلاد".

اقرأ أيضاً العراق: واقع انقسام واستحالة تقسيم

وحذّر من أنّ "حل التقسيم والأقاليم خطير في بلد كالعراق، لأسباب عدة، منها موقعه الجغرافي وولاءات مكوناته الخارجية، وتعدد مكوناته، وثقافة العنف السائدة"، مبيناً أنّ "كل تلك الأسباب وغيرها ستجعل من البلاد ساحات لمعارك بين المكونات والأقاليم بدعم إقليمي معروف، الأمر الذي سينتهي بإحراق البلاد من الشمال إلى الجنوب".

وشدّد العيثاوي على أنّ "العراق بحاجة إلى إصلاح سياسي حقيقي، وبحاجة إلى تغيير هذه الوجوه التي توالت على حكمه منذ عام 2003 لإنقاذ ما تبقى منه".