هكذا تريد تركيا كسب معركة إدلب من دون قتال

هكذا تريد تركيا كسب معركة إدلب من دون قتال

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
10 أكتوبر 2017
+ الخط -
بدأت أنقرة خلال اليومين الماضيين ما أطلق عليه الإعلام التركي عملية انتقال القوات المسلحة التركية إلى داخل محافظة إدلب لتطبيق اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل له في أستانة. ونالت العملية مساندة واشنطن، مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية دعمها للتحركات التركية ضد "هيئة تحرير الشام"، على الرغم من أن العلاقات التركية-الأميركية تشهد توتراً بعدما أوقف الجانبان منح تأشيرة الدخول لمواطني البلدين حتى إشعار آخر.

وبعد حوالي سبعة أشهر من انتهاء عملية "درع الفرات" التي شنتها القوات المسلحة التركية في ريف حلب الشمالي وتمكنت بموجبها من طرد تنظيم "داعش" من كل من مدينة جرابلس والباب ودابق والراعي، تستعد أنقرة مرة أخرى لدخول الأراضي السورية لكن من جهة محافظة إدلب، في عملية تبدو معقدة وخطرة للغاية، لناحية تعداد المدنيين الكبير في المحافظة وأيضاً لناحية قوة "هيئة تحرير الشام". وتحاول أنقرة تجنب أي صدام كبير مع "الهيئة"، والذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات التركية، إضافةً إلى موجة كبيرة من اللاجئين نحو أراضيها، والذي قد يدفعها أيضاً لعقد تحالف أكبر مع المحور الروسي-السوري-الإيراني.

لا معلومات دقيقة حتى الآن عن فحوى المفاوضات التي تقوم بها القوات المسلحة التركية مع "هيئة تحرير الشام". لكن يبدو أن أنقرة تحاول أن تتبع استراتيجية هادئة تفضي إلى دفع "الهيئة" لحل نفسها بشكل تدريجي أو إضعافها مع إخراجها من المدن تمهيداً للقضاء عليها، لتجنيب إدلب مصير الموصل والرقة. وفي سبيل ذلك، تحاول القوات التركية أولاً – وهذا أكثر ما يهمّ الإدارة التركية – أن تنتشر على الحدود بين محافظة إدلب ومواقع قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي" في عفرين، لمنع أي محاولة من قبل الأخيرة للتقدم جنوباً وتوسيع مناطق سيطرتها. ولتحقيق هذه الغاية، يتم العمل على إنشاء 14 نقطة مراقبة تركية على حدود محافظة إدلب، من بينها 4 إلى 5 في منطقة عفرين، حيث تم أمس الإثنين، إجراء أول عمليات استكشاف على مشارف عفرين لعزلها بشكل كامل باستثناء منفذ وحيد مع النظام السوري، تمهيداً لإقامة مركز مراقبة خفض التصعيد، خلال اجتماعات أستانة المقبلة، التي من المرجح أن تعقد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي.


والخطوة الثانية من الاستراتيجية التركية تتمثل في دفع "هيئة تحرير الشام" بعيداً عن الحدود التركية وتسليم المعابر الحدودية لقوات المعارضة السورية الحليفة، وكذلك الابتعاد عن المدن الكبيرة وبالذات مدينة إدلب. وتفيد معلومات متواترة، حصلت عليها "العربي الجديد"، من دون أن تتمكن من التأكد من صحتها، بأن الاقتراحات المبدئية التي تم تقديمها لـ"تحرير الشام" هي الانسحاب من إدلب المدينة مقابل انتشار قوات تركية برفقة عناصر من قوات المعارضة السورية لتحويلها إلى مدينة آمنة ومنع أي عمليات قصف من قبل الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري.

ويراهن الأتراك على أن ضمان حياة هادئة خلال الستة أشهر المقبلة (بموجب اتفاق أستانة) في عموم محافظة إدلب، مع فتح الحدود التركية لتدفق البضائع، سيجعل الكثير من أنصار ومقاتلي "هيئة تحرير الشام" غير "المؤدلجين"، إلى الابتعاد عنها، والاقتناع بجدوى الحل التركي. وتشير التقديرات التركية الحالية إلى أن تعداد مقاتلي "هيئة تحرير الشام" يتراوح ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف مقاتل، لن يبقى منهم أكثر من بضعة آلاف في حال نجحت الاستراتيجية.

ولا يبدو أن أنقرة ستتمكن من تطبيق هذه الاستراتيجية من دون مقاومة من قبل "هيئة تحرير الشام" التي رفضت في عدة بيانات لها دخول القوات التركية، والتي تعمل على توسيع نفوذها في غرب المحافظة، بعدما تمكنت من السيطرة، أمس، بشكل كامل على بلدة أرمناز في شمال غرب إدلب وطرد قوات المعارضة السورية منها.

وكانت هيئة الأركان التركية قد أعلنت في بيان لها أمس الإثنين، أن عناصر من القوات المسلحة التركية قامت بعمليات كشف داخل مناطق إدلب، بدءاً من يوم الأحد، لتأسيس مناطق مراقبة للقوات التركية التي ستعمل في إطار الإشراف على "خفض التصعيد"، لمراقبة خروقات النظام السوري.

ذات صلة

الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
المعروك: أكلة رمضان التراثية في شمال غربي سورية / العربي الجديد

منوعات

يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان عند معظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.

المساهمون