كوشنر: نعاقب الفلسطينيين لتشويههم صورة الإدارة الأميركية

كوشنر: نعاقب الفلسطينيين لتشويههم صورة الإدارة الأميركية وفرص السلام لن تتأثر

14 سبتمبر 2018
كوشنر يحاول تبرير قطع المساعدات الأميركية للفلسطينيين(جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -

يمضي جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اعتقاده بأن صنع السلام في فلسطين المحتلة لن يحلّ إلا على يديه. وبثقة فائضةٍ بالنفس، وكثير من الغطرسة التي أصبحت سمة عهد "عمّه"، يؤكد كوشنر، كما تنقل صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم، أن آخر الإجراءات الأميركية بحق الفلسطينيين ما هي إلا "عقاب" على "شيطنة" إدارة رئيس جمهوري يحاول تنفيذ أجندته الانتخابية بحذافيرها.

أما "صفقة القرن"، التي تسمع عنها الأذن منذ وصول ترامب إلى السلطة، من دون أن تراها العين بعد، فـ"تستحق أن يدرسها الفلسطينيون لو كانوا جادين"، بحسب صهر الرئيس وكبير مساعديه، معرباً عن إيمانه بأن السلام لا يزال ممكناً، رغم كل المآسي الإضافية التي عرفها الفلسطينيون في العهد الأميركي الجديد.

وبعد ثلاثة أيام من إعلان إدارة ترامب إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وفي ذكرى اتفاق أوسلو، دافع جاريد كوشنر عما وصل به الأمر إلى حدّ وصفه بـ"الإجراءات العقابية" ضد السلطة الفلسطينية، متهماً إياها بـ"تشويه" صورة الإدارة الأميركية الحالية في واشنطن، ومتمادياً في الاعتقاد بأن السلوك الأميركي الفاضح بانحيازه لإسرائيل، "لن يقلل أبداً" من فرص حصول "سلام" بين الفلسطينيين والاحتلال.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن "ثقة" كوشنر تأتي فيما تمر محاولاته لـ"صنع" هذا السلام، والتي بلغت شهرها التاسع عشر، بفترة "بائسة".

رغم ذلك، أكد صهر ترامب أن قرار الأخير بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة هو لتنفيذ أجندة المرشح دونالد ترامب الانتخابية. أما السلطة الفلسطينية، فـ"تستحق" خسارة المساعدات، بعد "تشهيرها" بإدارة عمّه. وبحسب رأيه، فإن كل المال الأميركي الذي دفع للـ"أونروا" وكمساعدات أخرى للفلسطينيين، "تمّ صرفه بطريقة خاطئة، بكل الأحوال"، بحسب مفرداته. ووفق رأيه، فإن "الأموال الأميركية يجب أن تستخدم لمصالح وطنية ولمساعدة من يحتاجونها، ولكن في الحالة الفلسطينية، فإن برنامج المساعدات سار لعقود دون خطة تجعلهم يعتمدون على أنفسهم".

ولأنه "في كل مفاوضات شارك فيها، تأتي اللا دائماً قبل النعم"، فإن كوشنر لا يزال يؤمن بأن القطيعة بين الفلسطينيين وواشنطن لا تعني أن الجسر بينهما غير قابل لإعادة مدّه، في إشارة إلى تقديره بأن الفلسطينيين سيوافقون بعد رفضهم.

ولأن كوشنر هو أيضاً من بيئة المقاولين، كما قال، فقد عرض خلال الحديث الذي نقلته "نيويورك تايمز"، على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ كان "قائداً جاداً"، أن يدرس بعناية "صفقة القرن" بعد أن يتمّ الإفراج عنها.

وبحسب تعبير "نيويورك تايمز"، فإن كوشنر وشريكه في صنع "السلام"، جايسون غرينبلات، لا يزالان "يحاولان إصلاح خطة السلام، من دون الكثير من البراعة". ولقد ممدا عمل فريق "الصفقة"، لا سيما للتركيز على الشقّ الاقتصادي، وهو موضع اهتمام خاص من كوشنر.

وكانت الإدارة الأميركية قد قررت خلال الأسابيع الماضية وقف مساعداتها للفلسطينيين، بما فيها تلك المقدمة لمستشفيات القدس المحتلة ومشاريع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وبعدها، قررت إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بعدما قررت نهاية العام الماضي إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إليها في مايو/أيار الماضي.



بالرغم من ذلك، اعتبر كوشنر أن هذه القرارات "لن تقلل فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، إذ بحسب رأيه، "فقد نجح دونالد ترامب في تحسين فرص السلام".

وقال كوشنر: "كانت هناك الكثير من الحقائق الزائفة التي تمّ ابتكارها، والتي يعبدها الناس، وأعتقد أن هناك حاجة لتغييرها"، مضيفاً أن "كل ما نفعله هو التعامل مع الأشياء كما نراها، وعدم الخوف من فعل الشيء الصحيح...أعتقد أنه، نتيجة لذلك، لدينا فرصة أكبر لتحقيق سلام حقيقي".



وكانت السلطة الفلسطينية قد أوقفت اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأميركية، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، إثر قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، ونقل السفارة الأميركية إليها.

من جهتها، وصفت الرئاسة الفلسطينية تصريحات كوشنير، بـ"محاولة للتضليل وتزييف التاريخ الخاص بمدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية". 

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن التصريحات التي أدلى بها كوشنر لصحيفة "نيويورك تايمز"، تنم "عن جهل بواقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشدداً على أن "السلام لن يمر إلا من خلال حلّ الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية".

ولفت إلى أن "الاستمرار بإنكار الحقائق التاريخية والدينية للشعب الفلسطيني، سيضع المنطقة في مهب الريح"، مضيفاً أن "الفهم الأميركي للأمور، يعبر عن سياسة غير مسؤولة، ستؤدي إلى فراغ مدمر، وتشكل خطراً حقيقياً على النظام والقانون الدولي". 

وشدد على أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للضغوط أو للعقوبات وسياسة الابتزاز، وأن التوجهات الأميركية "دليل على انحياز أعمى لمفاهيم مزيفة، وهي بمثابة فشل كامل لمساع أميركية لا تستند إلى الحقائق التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق سلام حقيقي ودائم".