تفاؤل حول إمكانية التوصل لتفاهمات تركية-أميركية بشأن "إس 400"

تفاؤل حول إمكانية التوصل لتفاهمات بين تركيا وأميركا بشأن "باتريوت" و"إس 400"

04 ابريل 2019
بومبيو وجاووش أوغلو التقيا أمس بواشنطن (فتيح أكتاس/الأناضول)
+ الخط -
بعد يوم من التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ضد تركيا بشأن قضية شرائها نظام الدفاع الصاروخي "إس 400" من روسيا، عاد أمس الخميس المسؤولون في أنقرة وواشنطن لإشاعة أجواء من التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى "تفاهم".

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، إن الولايات المتحدة تواصل مناقشاتها مع تركيا بشأن خططها لشراء "إس 400"، مشيراً إلى أنه واثق من قدرة الدولتين الحليفتين بحلف شمال الأطلسي على إيجاد حلّ للمشكلة.

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي: "هناك فرص عظيمة أمام الولايات المتحدة وتركيا للعمل معاً عن كثب... أجريت مناقشة جيدة، مطوّلاً، مع وزير الخارجية التركي (مولود جاووش أوغلو) بالأمس، وأنا واثق جداً من أننا سنجد طريقاً للمضي قدماً".

من جهته، قال جاووش أوغلو: "يمكننا التوصل لتفاهم مع واشنطن بشأن أسعار منظومة "باتريوت"، والأمور المتعلقة بها، لكن تتوجب موافقة الكونغرس لتحقيق تقدم بهذا الخصوص".

في المقابل، رفض وزير الخارجية التركي إملاءات الولايات المتحدة بخصوص شراء تركيا منظومة "إس 400" الروسية.

وقال، في تصريح للصحافيين، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، بواشنطن: "موقف الولايات المتحدة المتمثل في تحديد الجهة التي يمكن أن نشتري منها أسلحة، لا يتوافق مع روح التحالف القائم بيننا".

خلاف بشأن بيان

إلى ذلك، انتقدت أنقرة بشدّة، الخميس، محتوى بيان رسمي أميركي حول لقاء جرى الأربعاء بين وزيري الخارجية الأميركي والتركي، مشددة على أن نصّ البيان لا يعكس حقيقة الحديث الذي دار بين الرجلين، لكن واشنطن سارعت إلى الردّ، مؤكدة تمسّكها "بكلّ كلمة" وردت في النصّ.

وقال المتحدّث باسم الخارجية التركية حامي أكسوي إنّ "البيان الذي نشرته الخارجية الأميركية، والذي من الواضح أنه حضّر قبل لقاء وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لا يقصّر فقط في عكس حقيقة مضمون اللقاء، بل يتضمّن أيضاً مواضيع لم يجر التطرّق إليها".

وأضاف في بيان أنّ "تحالفنا يتطلّب بطبيعة الحال أن يتمّ تحضير البيانات المماثلة بعناية أكبر". غير أنّ بومبيو سارع إلى تأكيد تمسّكه بكل كلمة وردت في بيان وزارته.

وقال الوزير الأميركي، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: "لقد قرأت نصّ البيان" و"أنا متمسّك بكلّ كلمة وردت فيه".

والتقى بومبيو نظيرَه التركي في واشنطن الأربعاء، على هامش الذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي، الذي يضمّ البلدين. 

وورد في بيان الخارجية الأميركية، الذي نُشر في أعقاب اللقاء، أنّ بومبيو حذّر نظيره التركي من "التداعيات المدمّرة المحتملة لأيّ عمل عسكري تركي أحادي الجانب" في سورية. 

وتهدّد أنقرة منذ أشهر بإطلاق عملية عسكرية ضدّ عناصر المليشيات الكردية، إذ إنها تعتبر أن هؤلاء "إرهابيون"، لكنّهم متحالفون مع واشنطن. 

وأكّد البيان الأميركي أنّ بومبيو أعرب لنظيره التركي عن "قلقه بشأن احتمال امتلاك تركيا" نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400". 

وتعمل أنقرة في الوقت نفسه على حيازة طائرات "إف-35" الأميركية، لكنّ الأميركيين يخشون من أن يهدّد ذلك بكشف الأسرار التكنولوجية المرتبطة بطائرات "إف-35" الهجومية الشديدة التعقيد. 

ولهذا السبب، علّقت إدارة ترامب هذا الأسبوع تسليم معدات خاصة بهذه المقاتلات إلى الحكومة التركية، غير أن جاووش أوغلو أكّد هذا الأسبوع أيضاً أنّ بلاده "لن تتراجع" عن حيازة المنظومة الدفاعية الروسية. 

وفي مقابلة مع قناة "بي بي إس" الأميركية الأربعاء، اعتبر أنه من "غير المقبول" أن تمنع الولايات المتحدة تركيا من شراء نظام دفاع صاروخي، بينما لا تقوم هي ببيعها نظاماً مماثلاً. 

واقترح أيضاً إنشاء مجموعة عمل تقنية مع واشنطن. لكن في مؤتمره الصحافي بدا بومبيو كأنّه يحاول تهدئة التوتر مع أنقرة، مبدياً "ثقته" بإمكان التوصّل إلى حلّ لهذه الأزمة.

وقال الوزير الأميركي: "لقد أجريت محادثة جيدة ومطوّلة مع وزير الخارجية التركي"، مشدّداً على رغبته في "العمل بصورة وثيقة" مع أنقرة.

وبحسب بيان الخارجية الأميركية الصادر الأربعاء، إن بومبيو دعا خلال اجتماع بنظيره التركي إلى "حلّ سريع لقضايا مرتبطة بمواطنين أميركيين" أو موظفين محليين في البعثات الدبلوماسية الأميركية "احتُجزوا ظلماً" في تركيا.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، إنها لا تبحث تشكيل مجموعة عمل مع تركيا بشأن الخلاف حول "إس-400".

وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون: "(تشكيل) مجموعة عمل فنية في هذه المرحلة ليس ضروريا، وليس وسيلة تبحثها الولايات المتحدة كحل (للخلاف)".



ترحيب حلف شمال الأطلسي

على صعيد متصل، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بنس ستولتنبرغ، الخميس، عن ترحيبه بالمحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن شراء الأخيرة أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" الأميركية.

وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الأميركية واشنطن، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأوضح ستولتنبرغ أن تركيا تجري محادثات مع فرنسا وإيطاليا أيضاً، بخصوص منظومة "سامب تي" الصاروخية.

وأضاف أن "الناتو وفر سابقاً لتركيا منظومات دفاع جوية، حيث تم نشر منظومات الباتريوت الإسبانية وسامب تي الإيطالية داخل الأراضي التركية".

وردّاً على سؤال لـ"الأناضول" حول تخيير نائب الرئيس الأميركي لتركيا بين البقاء في الـ "ناتو" وشراء منظومة "إس 400" الروسية، قال ستولتنبرغ إن مسألة شراء دول الحلف الأسلحة التي تحتاجها "تُعد قراراً وطنياً".


وتابع: "مسألة شراء تركيا المنظومة الروسية بدأت تسبب مشكلة، ونحن ندرك ذلك، لكن أنقرة وواشنطن تسعيان لحل المشكلة بالحوار، وهذه القضية ليست مدرجة في أجندة اجتماع وزراء خارجية الحلف، لكن من الممكن عقد اجتماع بهذا الخصوص".

والأربعاء، قال نائب الرئيس الأميركي، في كلمة بواشنطن، إن حصول تركيا على منظومة "إس 400" الروسية يشكل خطراً كبيراً على الـ "ناتو" وعلى قوة الحلف.

ورد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، على تصريحات بنس عبر "تويتر" بالقول: "على الولايات المتحدة الاختيار بين البقاء حليفة لتركيا، أو المخاطرة بعلاقات الصداقة بين البلدين".

يُذكر أن تركيا قررت، في 2017، شراء منظومة "إس 400" الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها في شراء أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" من الولايات المتحدة. 


(العربي الجديد، وكالات)