اعتصام أمام ''الصليب الأحمر" في الضفة تضامناً مع الأسرى

اعتصام أمام ''الصليب الأحمر" في الضفة تضامناً مع الأسرى

08 مايو 2017
سلسلة فعاليات تصعيدية إسناداً للأسرى (العربي الجديد)
+ الخط -
اعتصم الفلسطينيون، اليوم الإثنين، أمام مقار الصليب الأحمر الدولي في الضفة الغربية، لمطالبته بتحمل مسؤولياته تجاه الأسرى المضربين عن الطعام الذين دخلوا يومهم 22 على التوالي، فيما طالبوه بضرورة إعادة الزيارة الثانية التي كان قد ألغاها العام الماضي، واكتفى بزيارة واحدة.

وفي البيرة (وسط)، إعتصم العشرات أمام مقر الصليب الأحمر هناك، وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، لـ"العربي الجديد"، على هامش الاعتصام، إن "الفعاليات ستتواصل أمام المؤسسات الحقوقية العاملة في الضفة الغربية"، من أجل أن تقول تلك المؤسسات كلمتها تجاه ما يجري من انتهاكات بحق الأسرى".

ولفت شومان إلى سلسلة فعاليات تصعيدية أخرى سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة إسناداً للأسرى الذين دخلوا مرحلة الخطر على حياتهم.

بدورها، قالت القيادية في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، خالدة جرار، لـ"العربي الجديد"، إن "الأسرى وجهوا جزءاً من مطالبهم ضد الصليب الأحمر، إذ إنه لم يعط موافقة على استئناف الزيارة الثانية التي تم إيقافها وأصبحت زيارة واحدة في الشهر فقط".


أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، فقد أكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، على ضرورة أن يضغط الصليب الأحمر باتجاه أن تستجيب حكومة الاحتلال لمطالب الأسرى لأنها تنسجم مع المبادئ التي يعمل الصليب لأجل تطبيقها، وهي اتفاقية جنيف.

من جانبها، قالت زوجة الأسير مروان البرغوثي، فدوى برغوثي، في كلمة لها، خلال الوقفة، "نحن في ساحات الصليب اليوم، من أجل أن يتحمل مسؤولياته تجاه قادة الأسرى بالإضراب، هناك خطر شديد على حياة الأسرى، بدأ قلقنا على حياة أبنائنا، عليكم أن تذهبوا وتطمئنونا على صحتهم"، فيما دعت الصليب الأحمر الدولي إلى التراجع عن قراره بإعادة الزيارتين للأسرى في الشهر، لأنها من مطالب الأسرى في هذا الإضراب.

وأكدت البرغوثي أن العائلات نفد صبرها، ولن تستطيع أن ترى أبناءها في الخطر، وتبقى جالسة في خيام الاعتصام، وأن هناك توجها آخر وجهودا أخرى سيتخذها ويبذلها شعبنا وعائلات الأسرى. وقالت: "كرامتنا هي من كرامة أسرانا، الاحتلال سيندم على اللحظة التي قرر فيها أن يختبر الأسرى وعائلاتهم".

في المقابل، قالت الناطقة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر، نادية الدبسي، لـ"العربي الجديد"، على هامش الاعتصام، إن "اللجنة أصدرت عدة بيانات صحافية، ونحن نتواصل بشكل مستمر مع الأهالي، حيث بدأت اللجنة بزيارات للمضربين في 26 من الشهر الماضي من خلال مندوبين عن اللجنة، مع طبيب وهدفنا الاطمئنان على المضربين، والتأكد من احترام حقوقهم والتواصل مع الأهالي من خلال رسائل يبعثها الأسرى إلى عائلاتهم".

وعن التواصل مع السلطات الإسرائيلية من قبل الصليب الأحمر، قالت الدبسي إن "الصليب أصدر بياناً أكد فيه على ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية لمسؤولياتها تجاه الأسرى المضربين، وسيتم متابعة هذا البيان"، مؤكدة ضرورة التنبيه على خطورة العواقب للإضراب، وأن القرار يعود للأسير المضرب ويحترم الصليب رغبة المضربين.

وأضافت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي لجنة محايدة دورها إنساني وما يجري في السجون من إضراب هو شأن بين إدارة السجون والمضربين ومن الممكن أن نقدم توصيات وتوضيحا للعواقب على المضربين.

واعتصم عشرات الفلسطينيين من بينهم نشطاء وشخصيات وأهالي أسرى، في البيرة، رافعين شعارات تؤكد على ضرورة تحمل الصليب مسؤولياته، ورفعوا صور الأسرى المضربين، فيما كان الأمن الفلسطيني يقف أمام بوابة مقر الصليب الأحمر، خشية إقدام الأهالي والنشطاء الغاضبين على اقتحام المقر.

وهتف المشاركون: "يا للعار ويا للعار باعوا الأسرى بالدولار"، و"لا تختبروا الصبر كثير كثير واسأل مكتب الخليل" (في إشارة للهجوم الذي تعرض له مكتب الصليب في الخليل الشهر الماضي)، و"يا صليب وينك ينك والأسير كسر عينك".





وعلى خطٍ موازٍ، اعتصم أهالي الأسرى في مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، أمام مقار الصليب الأحمر هناك، محملين المنظمة الدولية المسؤولية الكاملة عن الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى المضربون عن الطعام هناك.

وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في بيت لحم، عبد الله الزغاري، لـ"العربي الجديد" إن "العشرات من أهالي الأسرى بمشاركة نشطاء فلسطينيين وجهوا اللوم اليوم، لمنظمة الصليب الأحمر الدولي اتجاه تقاعسها حيال قضية الأسرى وطبيعة الظروف التي يعيشونها بعد 22 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام".

وأضاف الزغاري أن ثمة قلقا كبيرا يعيشه أهالي الأسرى في هذه الأيام، لا سيما في ظل الرسائل الشفوية التي يحملها مندوبو الصليب الأحمر، والتي لا تحمل أي تفاصيل عن الحالة والظرف الذي يعيشه المضربون هناك.

وتعالت الأصوات في ساحات مقار الصليب الأحمر، لمطالبته بضرورة التدخل الفوري والعاجل، وتحمل مسؤولياته الكاملة والمنوطة به، بما يتعلق بقضية الأسرى المضربين وزياراتهم، والأخبار والرسائل المفصلة التي يجب أن تصل للأهالي حول الظروف التي يعيشونها الآن.

وفي نابلس (شمالاً)، تجمع أهالي الأسرى الفلسطينيين وعدد من الناشطين وممثلو الفصائل والمؤسسات في المدينة، أمام مقر الصليب الأحمر في المدينة، لإيصال رسالة هامة مفادها بأن الأسرى في خطر، أنقذوا حياتهم قبل فوات الأوان.

وقال مدير نادي الأسير في نابلس، رائد عامر، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي اليوم، كان بمثابة صرخة أهالي الأسرى، ومناشدتهم للصليب كمؤسسة إنسانية دولية بأن لا تقف على الحياد، وأن تقف في صف الأسرى المضربين، وتحاول الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للرضوخ لمطالب الأسرى".

وأشار إلى أن الوقفة كانت اليوم مختلفة عن كافة الوقفات التضامنية السابقة مع الأسرى، كون الأسرى دخلوا في مرحلة الخطر وهم في اليوم الثاني والعشرين من الإضراب.

وبيّن عامر أن الوقفة انتهت باجتماع مع موظفي الصليب في المقر بنابلس، حيث أوصل الأهالي رسالة شديدة اللهجة للصليب، دعوه فيها للتحرك من أجل السماح لهم بزيارة أبنائهم داخل معتقلاتهم للاطمئنان على حالتهم وهم مضربون، إضافة إلى عدد من المطالب الأخرى التي تتعلق بالاتصال المباشر مع المعتقلين والضغط على الاحتلال من أجل تلبية كافة مطالبهم.





(رام الله، الخليل، نابلس – محمود السعدي، محمد عبيدات، سامي الشامي)