محاولات وساطة لإنهاء التوتر بين القاهرة وحفتر

محاولات وساطة لإنهاء التوتر بين القاهرة وحفتر

01 ابريل 2017
استياء مصري من تجاوزات قوات حفتر(عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت بعض الدول الإقليمية والدولية التدخل أخيراً لدى النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، لإنهاء حالة التوتر مع قائد القوات الموالية لمعسكر طبرق، خليفة حفتر.

وتوترت العلاقات بين الطرفين، وظهرت بوضوح مع تصريحات رئيس أركان الجيش المصري، رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة الملف الليبي، الفريق محمود حجازي (صهر السيسي)، وانتقاده لحفتر حول تجاوزات قواته ونبش القبور خلال معارك لاستعادة منطقة الهلال النفطي.

وظهرت بوادر التململ المصري من حفتر في ظل معاندته لتوجهات اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، فضلاً عن التلويح بالدعم الروسي الذي يحظى به.

وكشفت مصادر مصرية عن وجود وساطة من دول إقليمية ودولية داعمة لحفتر، لإنهاء التوتر بين القاهرة والأخير. وقالت المصادر إن "هذه المحاولات لم تسفر عن شيء حتى الآن تحديداً لجهة إنهاء التوتر الذي ظهر بشكل كبير لأول مرة في فبراير/شباط الماضي، بعد رفض حفتر لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج". ووفقاً للمصادر، فإن هذه المحاولات "تأتي انطلاقاً من الرغبة في دعم حفتر في ليبيا، وعدم السماح للمجموعات المسلحة في تصدّر المشهد هناك، وضياع جهود تكوين نواة لجيش وطني ليبي، كما يريده النظام المصري". ولفتت إلى أن "محاولات إنهاء التوتر لم تقم بها أطراف ليبية، مثل رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، لأنه لا يتحرك إلا بموافقة حفتر، وكان أبرز مثال على ذلك رضوخه لضغوط الأخير وعدم لقاء السراج في القاهرة"، وفق المصادر. وأشارت إلى أن القاهرة تنتظر ما سيسفر عنه لقاء السيسي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض مطلع إبريل/نيسان، حول الملف الليبي، وهو ما سيحدد شكل التحرك خلال الفترة المقبلة.


ولفتت المصادر نفسها إلى أن رؤية القاهرة تتسم بالضبابية حيال الموقف في ليبيا، وستتحدد بعد طرح الملف الليبي على ترامب، ومن المستبعد التخلي عن حفتر خلال الفترة المقبلة، لعدم وجود بديل يمكن الاعتماد عليه. وأوضحت أن الأوضاع في ليبيا غير مستقرة تماماً وبالتالي يصعب الدخول في جولة مفاوضات لإنهاء الأزمة هناك، إذ إن موقف حفتر أصبح أضعف من ذي قبل، وهو ما كانت تخشاه القاهرة، فضلاً عن ضرورة ضمان التزام حفتر بالرؤية المصرية وعدم إحراج اللجنة الوطنية لمتابعة الملف الليبي مرةً أخرى. واستطردت بالقول إنه "من غير المقرر زيارة حفتر إلى القاهرة في المدى المنظور، لكن ربما تحدث تطورات وتنجح بعض الوساطات ويتغير الموقف تماماً". وأشارت إلى وجود اشتراط مصري بشأن حفتر، وهو القدرة على ضبْط القوات التي تقاتل إلى جانبه وفرْض السيطرة عليها، وفق المصادر.

من جهته، قال الخبير العسكري، طلعت مسلم، إن الأوضاع في ليبيا حالياً تستلزم تضافر كل الجهود لإنهاء الخلافات على الساحة لعدم منْح فرصة لمليشيات مسلحة بالتوسع على حساب تشكيل جيش وطني ليبي. وأضاف في تصريحات خاصة، أن تعقيدات الأزمة الليبية لا تفهمها قوى داعمة لحفتر من دون الرجوع لمصر، نظراً لمتابعة هذا الملف عن كثب خلال السنوات الماضية، وفتح خطوط اتصال مع القبائل والأطراف الفاعلة. وتابع أن الحسم العسكري في ليبيا ليس بالأمر السهل كما يتخيل البعض، نظراً لوجود السلاح في يد الجميع هناك، ودعم دول بعينها لكل الأطراف، وبالتالي فإن المفاوضات والمشاورات لإنهاء الأزمة هي السبيل الوحيد حالياً، وفق تعبيره. ولفت إلى أن ليبيا عمق استراتيجي وأمن قومي مصري، ودور مصر محوري في هذا الملف، لكن هناك ضرورة ملحّة لإبداء كل الأطراف في ليبيا مرونةً في أي مفاوضات مستقبلية، لاتخاذ خطوة نحو الاستقرار الفعلي.

وحول طرح الملف الليبي في المباحثات بين السيسي وترامب، أكد الخبير العسكري أن هذا أمر حتمي، في إطار محاولات مصر حشد الدعم الدولي للضغط على كل الأطراف للجلوس على طاولة مفاوضات واحدة والاتفاق على بنود محددة، وفق قول مسلم.

المساهمون