هل طوى المغرب صفحة "الاتحاد المغاربي" بطلب الانضمام لـ"سيدياو"؟

هل طوى المغرب صفحة "الاتحاد المغاربي" بطلب الانضمام لـ"سيدياو"؟

26 فبراير 2017
المغرب تقدّم بطلب رسمي للانضمام لـ"سيدياو" (وينديمو هايلو/الأناضول)
+ الخط -
بإعلان المغرب عن رغبته في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)، بصفة عضو كامل العضوية، تكون المملكة قد اختارت موقعها داخل القارة الأفريقية، بعيدا عن فضاء الاتحاد المغاربي، الأقرب إليها جغرافياً ولغوياً وحضارياً.

وكان المغرب قد أبلغ رئيسة ليبيريا، إيلين جونسون سيرليف، الرئيسة الحالية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، رغبته في الانضمام إلى هذا التجمع الإقليمي كعضو كامل العضوية، انسجاما مع مقتضيات المعاهدة المؤسسة لـ"سيدياو".

وفي السياق، قال رئيس منظمة العمل المغاربي، إدريس لكريني، إن "طلب المغرب يأتي في أعقاب التطورات التي شهدتها العلاقات المغربية الأفريقية، والتي تعزّزت مع الانضمام الأخير للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي"

وأضاف لكريني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الطلب المغربي يعكس أيضا، الرّغبة في تمتين العلاقات مع هذا التكتل الإقليمي الفرعي الواعد، الذي يحظى بإمكانيات وفرص اقتصادية هامة تناهز الثمانين مليار دولار، وبكتلة سكانية تقارب ربع المليار نسمة؛ بعدما تطورت علاقات المغرب بأعضائه بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة".


وشدد المحلل ذاته على أن "هذه المبادرة؛ كما سابقتها المرتبطة بالانضمام للاتحاد الأفريقي؛ تأتي في ظروف صعبة تمرّ بها المنطقة العربية بشكل عام، والمغاربية على وجه الخصوص؛ من حيث تردي النظام الإقليمي العربي، وتراجع أدوار الجامعة العربية، وتهافت قوى إقليمية ودولية على المنطقة، بعد الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه انشغال الكثير من الدول بتداعيات "الحراك"".

وتابع لكريني: "الأمر نفسه يمكن أن يقال عن المنطقة المغاربية التي يبدو أن بعض نظمها السياسية ما زالت مصرّة على هدر الفرص والإمكانيات، في زمن لا يمكن مواجهة تحدياته المختلفة إلا عبر التكتل وتنسيق الجهود وتكثيفها".

واستطرد الخبير بأن "هذا التوجه يعد تعبيرا عن سياسة واقعية "براغماتية" تستحضر المصالح الاستراتيجية للمغرب في أبعادها الاقتصادية والأمنية والسياسية؛ خصوصا أن "الأكواس" يجعل من التنسيق والتكامل في مختلف الأنشطة الزراعية والصناعية والاقتصادية وتحرير التجارة وإلغاء القيود الجمركية وتشجيع الاستثمار أحد أهم أولوياته".

واستدرك بأن "هذه الخطوة ليست تنصّلا للمغرب من المسؤوليات المرتبطة ببناء الاتحاد المغاربي، الذي سيظل خيارا استراتيجيا في الوقت الراهن أو مستقبلا؛ انطلاقا من الأساس الدستوري الذي يدعم هذا الخيار".

ولفت المتحدث إلى خطب الملك باعتباره الفاعل الرئيسي في صناعة القرارات الخارجية؛ إذ "أكّد، غير ما مرة، أهمية خيار انتماء المغرب إلى الاتحاد المغاربي؛ وعلى ضرورة تجاوز الخلافات الضيقة لبناء مستقبل واعد لشعوب المنطقة"، وفق قول المتحدث ذاته.




المساهمون