غارات للتحالف قرب صنعاء ومخاوف على الوضع الإنساني بتعز

غارات للتحالف قرب صنعاء ومخاوف على الوضع الإنساني بتعز

29 اغسطس 2015
تدهور الوضع الإنساني في تعز (Getty)
+ الخط -
هزّت العاصمة اليمنية صنعاء انفجارات، فجر اليوم السبت جراء تجدد غارات التحالف العربي، والتي استهدفت مواقع ومعسكرات تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في حين حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور الوضع الإنساني والصحي في محافظة تعز.

وبحسب سكان ومصادر مقربة من "الحوثيين"، فقد استهدفت الغارات مجمع الرئاسة اليمنية في منطقة النهدين، وشارع الخمسين ومنطقة بيت زبطان، جنوبي العاصمة، ولم يتوفر حتى اللحظة مزيد من المعلومات حول طبيعة الأهداف وآثار الضربات.

اقرأ أيضاًغارات للتحالف على النهدين في صنعاء وقتلى للحوثيين بشبوة

وسمعت الانفجارات بالتزامن مع تحليق مُنخفض سُمع في أرجاء العاصمة، صاحبه إطلاق للمضادات الأرضية.

وكان التحالف قد نفّذ العديد من الغارات، ليل أمس الجمعة، إذ استهدف بضربات معسكر لبنات في محافظة الجوف، شمالي اليمن، والواقع إلى الشرق من صعدة.

كذلك استهدف التحالف بغارات عدّة مواقع متفرقة للحوثيين والموالين لصالح في منطقة الجفينة غربي محافظة مأرب، وسط البلاد، والتي وصلت إليها تعزيزات كبيرة للموالين للحكومة قدمتها دول التحالف.

تحذيرات

في موازاة ذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من كارثة إنسانية في تعز، مؤكّدة أن الوضع الإنساني والصحي في المحافظة قد شهد تدهوراً سريعا خلال شهر أغسطس/آب الجاري، وذلك من جراء تزايد القصف والهجوم العشوائي، إذ إن الكثير من البنى التحتية إما تضررت أو دُمرت، وهو ما جعل الأمر صعباً للغاية بالنسبة للمدنيين الذين يبحثون عما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت اللجنة الدولية، في بيان، إلى الصعوبات التي تعترض طريقها في توزيع الإمدادات الطبية والجراحية المنقذة للحياة على عدد من المستشفيات في تعز، موضحةً أنه بمقتضى القانون الدولي الإنساني، يجب على أطراف النزاع ضمان اتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية والأعيان المدنية، وبالإضافة إلى حماية المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي في كل الأوقات.

وفي هذا السياق، دعا رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في الصليب الأحمر في تعز أوليفييه شاسو، الأطراف الميدانية إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمرور الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي والجانب الإغاثي، كي يتسنّى إنقاذ أرواح الناس وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

بدوره، أوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن بالنيابة، خضر أول عمر، أن الفرق الطبية على مدى الأسبوعين الماضيين عرّضت حياتها للخطر، وشقّت طريقها وسط القتال والقصف والقناصة من أجل الوصول إلى الجرحى، مُشدداً على أن هذا الواقع بات غير مقبول.

يذكر أن أكثر من 207 أشخاص قتلوا، فضلاً عن إصابة العشرات غالبيتهم من المدنيين في تعز، من جراء القصف العشوائي، وفقاً لإحصائية نشطاء ميدانيين.

إلى ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر اليمني - فرع تعز- عن توقف نشاطها كلياً في المحافظة بعدما قامت جماعات مسلّحة باعتداءات متكررة على فرعها، فضلاً عن نهب وحرق مباني الجمعية في منطقتي حوض الأشرف والثعبات، وسط وشرق المدينة، واستخدامها موقعاً لتمترس المسلحين.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر اليمني، في بيان، مساء أمس، أن ست سيارات إسعاف تابعة للجمعية تم نهبها من قبل جماعة مسلّحة، كما تعرضت سيارتان إلى عملية إطلاق نار.

ويعد القطاع الصحي في مدينة تعز منهاراً بشكل شبه كامل، إذ خرجت 7 مستشفيات، (أربعة منها حكومية)، عن الخدمة بسبب تعرضها للقصف من قبل مليشيات "الحوثيين" وقوات المخلوع، فيما معظم ما تبقى من المستشفيات الخاصة تعاني، وفقاً لمصادر طبية، من نقص الأدوية والكادر الصحي والمستلزمات الطبية، فضلاً عن النقص الحاد في الأجهزة. وقال مصدر طبي في مكتب الصحة، إن جهازين فقط للتصوير بالرنين المغناطيسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، يعملان في مستشفيات المحافظة، كما تعاني المختبرات من نقص ونفاذ لبعض مواد الفحوصات.

المساهمون