اتصالات "حمساوية" لإنقاذ معبر رفح... والاحتلال يطالب القاهرة بفتحه

اتصالات "حمساوية" لإنقاذ معبر رفح... والاحتلال يطالب القاهرة بفتحه

10 يناير 2019
عمل المعبر سيكون في اتجاه الوصول فقط (الأناضول)
+ الخط -
بعد قيام السلطة الفلسطينية في رام الله أخيراً بسحب موظفيها من معبر رفح الحدودي مع مصر، فتحت حركة "حماس" اتصالات واسعة مع جهات دولية ومحلية عدة، لحلّ هذه الأزمة وضمان استمرار العمل في المعبر، فيما ظهر اهتمام إسرائيلي بالأمر أيضاً. وكشفت مصادر مطلعة في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أن قيادة الحركة خاطبت المسؤولين في جهاز الاستخبارات المصرية لإيجاد حلّ لأزمة معبر رفح، والتوصّل لآلية تضمن استمرار العمل فيه، كما كان عليه الحال قبل قرار السلطة الفلسطينية الأخير، وعدم العودة مجدداً لغلق المعبر.

بدورها، كشفت مصادر في الحركة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك اتصالات مفتوحة مع عدد من الأطراف المحلية، وفي مقدمتها حركة "الجهاد الإسلامي"، لحثِّها على مخاطبة القاهرة وتوضيح خطورة خطوة غلق المعبر مجدداً. كما لفتت المصادر إلى أنّ الحركة فتحت خط اتصالات أيضاً مع قيادة "التيار الإصلاحي" في غزة، والذي يتزعمه القيادي المطرود من حركة "فتح" محمد دحلان، للعب دور في منع عزل قطاع غزة بعد فشل المصالحة الداخلية، وفشل الرئيس محمود عباس في فرض عقوبات مباشرة على القطاع، نظراً لعلاقات دحلان مع السلطات في القاهرة وأبوظبي.

دولياً، أشارت المصادر إلى أنّ من بين الجهات التي فتحت "حماس" خطوط اتصالات معها هي النرويج، التي تلعب دوراً كبيراً في القضية الفلسطينية، وإدارة الأوضاع الإنسانية في غزة.

وفي السياق ذاته، كشف مصدر مصري مسؤول عن مطالبة جهاز أمني إسرائيلي للجانب المصري بضرورة التوصّل إلى وسيلة تضمن إعادة عمل المعبر في الاتجاهين، خشية عودة تصعيد "الأعمال العدائية" تجاه الاحتلال، على حدّ تعبير المصدر، الذي أوضح أنّ "تل أبيب تخشى خنْق القطاع مجدداً، خشية أن توجه فصائل القطاع غضبها صوب إسرائيل للبحث عن مخرج".


وكان الناطق باسم معبر رفح التابع لحكومة "حماس"، وائل أبو عمر، قد أعلن، الثلاثاء، أنّ السلطات المصرية أعادت فتح المعبر الحدودي باتجاه واحد أمام العالقين فقط، للعودة إلى قطاع غزة، فيما أغلقته أمام المغادرين، مضيفاً أنّ "فتح المعبر سيتم ليوم واحد، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم التمديد".

وكانت حركة "حماس" قد أعلنت، بعد تسلمها إدارة معبر رفح بعد قرار السلطة الفلسطينية سحْب موظفيها منه، أنّ الجانب المصري قرّر أنّ حركة العبور ستكون باتجاه واحد فقط، من مصر إلى القطاع. وقالت وزارة الداخلية التابعة لـ"حماس"، في بيان، إنّ "السلطات المصرية أبلغتها بأنّ عمل المعبر سيكون في اتجاه الوصول فقط ولإدخال البضائع". ولم يوضح البيان ما إذا كان قرار منْع حركة العبور من قطاع غزة إلى مصر سيسري يوم الثلاثاء حصراً، أم سيمتد لأيام أخرى.

وأكدت الحكومة الفلسطينية أخيراً، أنّ قرار سحب موظفيها العاملين في معبر رفح، "جاء بسبب الممارسات التي قامت بها حركة حماس، خلال الأيام الماضية، بحق طواقمها، واستدعاء عدد منهم واعتقال آخرين والتنكيل بهم"، وفقاً لوكالة "سما" الفلسطينية.

وأشار بيان للحكومة عقب اجتماعها الأسبوعي، إلى أنه "منذ أن تسلمت الحكومة المعابر في القطاع، وحركة حماس تعمل على تعطيل أي مسؤولية لطواقمنا هناك والتحكم بشكل كامل خارج حدود المعبر. وعلى الرغم من ذلك تحمّلنا الكثير من هذه الممارسات حتى نستطيع تحمل مسؤولياتنا تجاه شعبنا الحبيب في قطاع غزة، والتخفيف عن كاهله مما يعانيه من ويلات الحصار".