مقتل 14 عسكرياً مصرياً بسيناء...تفاصيل المجزرة الإرهابية فجر العيد

مقتل 14 عسكرياً مصرياً في سيناء.. تفاصيل المجزرة الإرهابية فجر العيد

05 يونيو 2019
انفجارات هائلة هزت كافة مدن سيناء (عبد الرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
مع تكبيرات عيد الفطر في مساجد محافظة شمال سيناء، اليوم الأربعاء، كان تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، يهاجم كميناً للجيش المصري في نطاق مدينة العريش، ليقتل جميع أفراد الكمين البالغ عددهم 14 عسكرياً، بينهم ضابط، في هجوم دموي يعتبر الثاني من نوعه، منذ بداية العام، في المحافظة التي تشهد عملية عسكرية واسعة النطاق منذ فبراير/شباط 2018.

وفي تفاصيل الهجوم، قالت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم "ولاية سيناء"، هاجموا كمين "بطل 14" على الطريق الدائري بمدينة العريش، بعد صلاة الفجر، في أول أيام عيد الفطر، ليقتلوا جميع أفراده، من ثم ينسحبوا من المنطقة في أعقاب وصول الطيران الحربي لمساندة القوات البرية التي هبت لنجدة الكمين من الهجوم، إلا أنها جاءت متأخرة، لافتةً إلى "استخدام الأسلحة المتوسطة وقذائف الآر بي جي في الهجوم".

ووفقاً لشهود عيان، كانوا في منطقة قريبة من الهجوم، فقد دوت أصوات الانفجارات وإطلاق النار في منطقة الكمين الواقعة على الطريق الدائري، فيما تأخرت قوات التدخل السريع وقوات الجيش في الوصول إلى مكان الهجوم.

من جهة ثانية، لفتت مصادر إلى أن الهجوم وقع، رغم حالة الاستنفار الأمني التي تسود مدينة العريش على وجه الخصوص منذ أيام، في محاولة من الأمن المصري أن يمر يوم العيد من دون أي إشكاليات، إلا أن الهجوم جاء على كمين بعيد عن مركز المدينة.



انفجارات هائلة

وأشارت المصادر عينها إلى أنّ أصوات انفجارات هائلة هزت كافة مدن محافظة شمال سيناء، بعد وقت من وقوع الهجوم، ناجمة عن قصف الطيران الحربي لأهداف مجهولة، في مناطق متفرقة من مدينتي العريش والشيخ زويد، فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين نتيجة الغارات الجوية.

إلى ذلك، كشفت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "12 جثة – على الأقل – لعسكريين مصريين، بينهم ضباط، وصلت إلى المستشفى خلال ساعات فجر اليوم"، فيما لم يجرِ حصر أعداد القتلى والمصابين، نتيجة استمرار عمليات الجيش للتمشيط في محيط مكان الهجوم، بينما يجري الحديث عن وقوع قتلى وإصابات بهجمات أخرى شنها التنظيم في مناطق وسط سيناء ضد أهداف للجيش المصري.



تعتيم إعلامي

وأكدت المصادر أن قراراً من قيادة عمليات الجيش يقضي بعدم نشر أي تفاصيل عن أسماء ورتب القتلى، إلى حين صدور بيان رسمي من المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر رفاعي.

ويتضح من تفاصيل الهجوم وخسائره أنه تكرار لما حدث مع كمين "جودة 3" على الطريق الدائري في 16 فبراير/شباط 2019، حيث قتل جميع أفراد الكمين في هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي، في افتتاحية دموية للعام الثاني للعملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018".

وعلى مدار هذه السنوات الخمس الماضية، وقعت اعتداءات عدة تشبه هجوم العريش الدموي الأخير، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، الهجوم على كمين المطافئ وحاجز حي الصفا بالعريش، وكمين كرم القواديس بالشيخ زويد، وارتكاز البرث في رفح، ومعسكر القسيمة، وكمين زغدان، بوسط سيناء، وكلها أدت إلى قتل وإصابة جميع من كان فيها، فيما تمكّن المعتدون من الانسحاب، مع تعرّضهم لبعض الخسائر البشرية. وغالباً ما يختار التنظيم وقت ما بعد الفجر لمهاجمة مواقع الجيش.

ويشنّ الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق منذ فبراير/شباط 2018، بهدف إحكام السيطرة على محافظة شمال سيناء، في أعقاب انتشار تنظيم "ولاية سيناء" بشكل كبير في كافة مدن المحافظة وشنّه مئات الهجمات ضد قوات الجيش والشرطة، دون القدرة على كبح جماح الهجمات.

والجدير بالذكر أن القوات العسكرية التي جرى حشدها في المحافظة، والقصف الجوي الدائم، كان لهما الأثر الكبير في إعادة السيطرة الأمنية بشكل نسبي على المحافظة، والتقليل من حجم الخسائر في صفوف قوات الجيش والشرطة، بعد انخفاض عدد هجمات التنظيم.