مشاورات أميركية مع الحلفاء بشأن نشر صواريخ في آسيا

مشاورات أميركية مع الحلفاء بشأن نشر صواريخ في آسيا

13 اغسطس 2019
واشنطن تخطط لنشر أسلحة في آسيا والمحيط الهادئ (Getty)
+ الخط -
تتشاور الولايات المتحدة مع حلفائها، فيما تمضي قدماً في خطط نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا، وهي خطوة تقول الصين إنها ستردّ عليها بتدابير مضادة.

وتقول واشنطن إنها تخطط لنشر هذه الأسلحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، عقب انسحابها من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى.

وتؤكد الولايات المتحدة أنّ الطرف الآخر الموقّع على المعاهدة، روسيا، كان يتحايل عبر تطوير أنظمة أسلحة محظورة بموجب المعاهدة. غير أنّ العديد من المحللين يقولون إن واشنطن سعت منذ فترة طويلة إلى نشر صواريخ متوسطة المدى لمواجهة ترسانة الصين المتنامية.

وفي مؤتمر عبر الهاتف، اليوم الثلاثاء، قالت وكيلة الخارجية الأميركية للرقابة على الأسلحة والأمن الدولي، أندريا تومبسون، إنّ "الحكومات ستقرر ما إذا كانت ستستضيف هذه الصواريخ أم لا"، وذلك بحسب ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس".

ويعتبر الحلفاء الأميركيون؛ اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، المرشحين الرئيسيين لاستضافة الصواريخ.

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قد أعلن، بداية الشهر الحالي، تأييده نشر صواريخ متوسطة المدى يتم إطلاقها من البرّ في آسيا في وقت قريب نسبياً، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى.

وأكد إسبر، حينها، رغبته في نشر هذه الصواريخ في آسيا، مشيراً إلى أنّ ذلك سيستغرق وقتاً أكثر من المتوقع.

وانسحبت الولايات المتحدة، في الثاني من أغسطس/آب الحالي، رسمياً من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التي كانت قد أبرمتها مع روسيا، وذلك بعد أن رأت أن موسكو تنتهك المعاهدة، وهو أمر ينفيه الكرملين.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة إلى بانكوك للمشاركة في قمة إقليمية، في الثاني من أغسطس/آب، إن "انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى يبدأ مفعوله اليوم"، مشدداً على أنّ "روسيا هي المسؤولة الوحيدة عن انتهاء المعاهدة".

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أنّه "في الثاني من أغسطس/آب 2019 وبمبادرة من الجانب الأميركي، انتهت المعاهدة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حول الحدّ من صواريخهما متوسطة وقصيرة المدى".




وتوعّدت روسيا، الأسبوع الماضي، بأنّها ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ في آسيا، ورجّحت أن تنشر اليابان نظاماً أميركياً جديداً لإطلاق الصواريخ.

وسُئل سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، عن احتمال نشر الولايات المتحدة صواريخ، فقال إن روسيا لا تعتزم الدخول في سباق تسلح مع واشنطن، ولكنها سترد بشكل دفاعي على أي تهديدات.

وقال، في مؤتمر صحافي، وفق ما ذكرت "رويترز"، "إذا بدأ نشر أنظمة أميركية جديدة، وبالتحديد في آسيا، سنتخذ الخطوات المقابلة التي تحقق توازنا مع مثل تلك الإجراءات من أجل التصدي لمثل هذه التهديدات".

وقال إنّ موسكو تتوقع أن تنشر طوكيو قريباً نظام "إم كيه-41" الأميركي لإطلاق الصواريخ في اليابان.



وكانت أستراليا قد استبعدت، الأسبوع الماضي، نشر صواريخ أميركية على أراضيها، وذلك في أعقاب محادثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.

وبعد الإعلان عن عزم الولايات المتحدة على نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا، استبعدت أستراليا فكرة نشر تلك الصواريخ على أراضيها.

وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون عن تلك الفكرة، وفق ما أوردت "فرانس برس": "لم تُطلب منا، لا تجري دراستها، لم تُعرض أمامنا. أعتقد أن بإمكاني استبعاد ذلك".

وجاءت تصريحاته حينها بعد ساعات من مغادرة إسبر وبومبيو سيدني، في ختام محادثات. 

وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز، لشبكة "إيه بي سي" العامة، إنّ الموضوع ورد في لقائها مع إسبر. وقالت: "سألته مباشرة هل هناك أي توقعات بتوجيه طلب، وقال لا".

وأي طلب رسمي من شأنه أي يضع أستراليا في موقع صعب بين حليفتها الولايات المتحدة وشريكها التجاري الكبير، الصين.

وأصبحت السياسة تجاه بكين مصدر احتكاك متزايد بين واشنطن وكانبرا، التي سعت للحفاظ على علاقات عمل جيدة مع حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

دلالات