المجر: مشاركة متدنية تهدد الاستفتاء حول اللاجئين

المجر: مشاركة متدنية تهدد الاستفتاء حول اللاجئين

02 أكتوبر 2016
ترجيحات بأن نسبة المشاركة لن تصل لـ50% (أرباد كوروسيتش/الأناضول)
+ الخط -
تسربت معلومات من مكتب "اللجنة الوطنية للانتخابات" في العاصمة المجرية بودابست، اليوم الأحد، تفيد بأن نسبة المشاركين في الاستفتاء الشعبي، حول قبول أو رفض إلزامية قرار الاتحاد الأوروبي باستقبال اللاجئين الموزعين بين الدول، ضئيلة جداً.


ووفقاً للمعلومات، فإن نسبة المشاركة في الساعات الأولى من صباح اليوم لم تبلغ 7.25 في المائة، وفي ساعات ما بعد الظهر وصل أقصاها إلى نسبة 39,8 بالمائة (أكثر من ثلاثة ملايين ناخب) من الذين يحق لهم المشاركة، والذين يبلغ عددهم ثمانية ملايين، وذلك في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع.

النسبة المشار إليها بدت مقلقة لرئيس الوزراء، فيكتور أوربان، والذي أمل في أن تكون نتيجة الاستفتاء سلاحاً بيده أمام الاتحاد الأوروبي والداخل المعارض في قضايا اقتصادية وسياسية وحقوقية.

النسبة الضئيلة للمشاركين في الاستفتاء، والذي عوّل عليه تحالف "فيدز" الحاكم وحزب "يوبيك"، حيث يتطلب مشاركة 50 في المائة على الأقل، دفعت مبكراً بنائب رئيس البرلمان من التحالف المحافظ الحاكم "فيدز"، غيرغلي غولياش، إلى التصريح بأن "نسبة الإقبال ضئيلة فإنه تصويت صحيح سياسياً، لكنه غير صالح قانونياً. صحيح أنه يجب أن تكون نسبة المشاركين 50 بالمائة، لكن ذلك لن يمنع من أن اعتباره استفتاء صحيحاً يعبر عن رغبة الأغلبية المجرية".

وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام المجرية، في السادسة من مساء اليوم بتوقيت بودابست، قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، فإن توقعات مسؤول اللجنة الوطنية للانتخابات، أندرياش باتي، لنسبة المشاركة "لن تكون أقل من 40 بالمائة ولكنها لن تصل كما يبدو إلى 50 بالمائة، وذلك مقارنة بنسب المشاركة في استفتاءات سابقة".

ولا تبدو الأمور سائرة بالاتجاه الذي تمناه اليمين الحاكم، فدعوات المقاطعة وعوامل كثيرة ترتبط بقلق المجريين من ردود أفعال الاتحاد الأوروبي ثنت الكثيرين عن الخروج للمشاركة في الاستفتاء. لكن الملاحظ أيضاً أنه في ساعات متأخرة من اليوم الأحد، خرج التلفزيون الرسمي المجري عن المهنية بدعوته المجريين للخروج بكثافة، بعد أن استشعر رئيس الوزراء المأزق الذي وقع فيه. وادعى التلفزيون الرسمي، في جهد واضح لحث الناس على التصويت، بأن النتيجة ستعني "انتقال المهاجرين نحو هنغاريا إذا جاءت النتيجة في مصلحتهم".

تلك الدعوة الإعلامية الأخيرة تشير أيضاً إلى المدى الذي استمر به رئيس الوزراء أوربان في سياسته الدعائية القائمة، وفق المراقبين المجريين والأوروبيين بمن فيهم صحافيون غربيون، على التخويف وإثارة قلق الرأي العام من اللاجئين والمهاجرين.

ووفقاً لآخر الأرقام التي يتوقعها أعضاء في اللجنة الوطنية للانتخابات في بودابست، فإن نسبة الإقبال ستكون بين 43 إلى 46 بالمائة، وعلى الرغم من ذلك لا تزال شخصيات من يوبيك وفيدز تصر على "قانونية وصلاحية الاستفتاء"، علماً أن النتيجة لم تعرف بعد حول إذا رفض الأغلبية الاتفاق الأوروبي أم رفضوه.

وفور ظهور مؤشرات باحتمالية فشل رئيس الوزراء المجري في اقتناص نسبة 50 بالمائة من المصوتين، تعالت الأصوات المطالبة باستقالة أوربان، والذي حمله حزب يوبيك اليميني المتشدد مسؤولية الفشل في مشاركة نسبة كبيرة من الشعب في التصويت.

وتصدر يوبيك الدعوات المطالبة باستقالة أوربان على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما بقي الإعلام الرسمي مصراً على أن نتيجة التصويت، على الرغم من أنها لم تظهر، تؤكد أن الغالبية صوتت بـ"لا" لمشروع المحاصصة الأوروبية.

ومن ناحية ثانية، وجهت مواقع رسمية انتقادات لاذعة لوسائل إعلام أجنبية، بما فيها صحيفة "ذي غارديان"، لما سمته "تسرعها في القول بأن الاستفتاء قد فشل". وفيما يشبه تشفياً بأوربان، بدأت بالفعل وسائل إعلام غربية، وبالأخص ذات التوجه اليساري، ومواقع التواصل الاجتماعي، السخرية من الحملة الدعائية له لتخويف مواطنيه وحثهم على التصويت.

وبحسب ما تذكر بعض المصادر​ المعارضة، فإن اليمين الحاكم صرف أكثر من 30 مليون يورو على هذه الحملة التي سموها "فاشلة وبدون نتيجة".

بدا التخبط في مساء بودابست واضحاً على المستويين الإعلامي والسياسي، بانتظار ما ستقوله لجنة الانتخابات وما ستفرزه النتائج الأولية بعدما أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها. لكن النسبة المتدنية نسفت الاستفتاء قانونياً، وهي تعتبر هزيمة كبرى لأوربان شخصياً ولحزبه وتحالفه اليميني.