شكوك بتوقيت "مناطق ترامب الآمنة" في سورية: فقاعة إعلامية

شكوك بتوقيت "مناطق ترامب الآمنة" في سورية: فقاعة إعلامية

27 يناير 2017
المناطق الآمنة تحتاج قدرات عسكرية هائلة(أليكس يونغ/Getty)
+ الخط -



جاء إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن نيته إقامة مناطق آمنة للمدنيين في سورية مفاجئاً للكثيرين، وفي حين شكّك البعض بهذه الخطوة، خاصة في ظل الحديث الجاري عن حل سياسي، ووقف لإطلاق النار، الذي إن تمّ فلن تكون هناك جدوى من المناطق الآمنة؛ قال آخرون إن تصريحات ترامب ليست سوى فقاعة إعلامية.

وقال المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلاده تترقب ما إن كان مشروع القرار الذي تحدّث عنه ترامب سيرى النور حقاً"، مبدياً استغرابه "من حديث الرئيس الأميركي الجديد عن المناطق الآمنة في مثل هذا الوقت الذي تبذل فيه تركيا جهوداً لتثبيت وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، ما عدا مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".

وشكّك المحلل السياسي في جديّة مثل هذه الخطوة، موضحاً أنّ "أنقرة طالبت بإنشاء منطقة آمنة منذ سنوات، لكنّ إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تقف دائماً في وجه هذا المطلب"، مشيراً إلى أنّ "تركيا لا علم لها ولم تنسّق مع ترامب بهذا الخصوص، لكنّها ستقدّم التسهيلات في حال تمّ الاتفاق على ذلك".


من جانبه، قال مسؤول المكتب السياسي لتجمّع "فاستقم كما أُمرت"، زكريا ملاحفجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارضة ترحّب بكل ما من شأنه أن يحقن الدماء ويساهم في حماية المدنيين"، معتبراً الخطوة "متأخّرة جداً، وكان يجب أن يتمّ إنشاء مناطق آمنة عندما كانت طائرات الأسد تقتل في كل يوم أكثر من مائة سوري".

وأشار ملاحفجي إلى أنّ "الإدارة الأميركية ربّما تصحح أخطاء الإدارة الأميركية السابقة، ومواقفها السلبية من الثورة السورية، وبقاءها على الحياد في كثير من المواقف".

أما العميد الركن والمحلل العسكري، أحمد رحال، فقال لـ"العربي الجديد" إنّ "المناطق الآمنة تحتاج إلى قرار أممي أساساً، وإن لم يصدر عن مجلس الأمن وقامت به دولة أو عدة دول، بالاتفاق بينها، حينها يكون مكلفاً جداً، ويحتاج إلى قدرات عسكرية هائلة وجنود على الأرض"، مشيراً إلى أنّه "في حال تمّت الموافقة على إنشاء مناطق آمنة فستكون هناك منطقتان، واحدة على الحدود الأردنية، والأخرى على الحدود التركية".

وأوضح أنّ "رغبة ترامب في إنشاء مناطق آمنة لا تعدو أن تكون فقاعة إعلامية، وهي ناجمة أساساً عن دوافع عنصرية، في محاولة منه إنجاز ما تعهّد به من منع المسلمين، والسوريين خاصة، من دخول بلاده".

وكانت وسائل إعلام تحدّثت عن نية ترامب توقيع قرار تنفيذي يأمر بموجبه وزارتي الدفاع والخارجية بإعداد خطة تفصيلية في غضون 90 يوماً، لإنشاء منطقة أو مناطق آمنة للمدنيين السوريين داخل الأراضي السورية، أو في دول الجوار.







المساهمون